“الشئ الوحيد الذي يؤثر على الزمن هو الفضاء!!”
*أووومـــن*
“اجل.. كيف لم افكر في شئ كهذا من قبل؟ الفضاء و الزمن يبدوان بعيدين عن بعضهما و لكلاً خصائصه الفريدة، لكن ماذا كان هنالك قبل نشأة الكون؟ نظرياً لكل شئ بداية لذا فالكون كان بداية في نقطة ما، و بما ان الكون مصنوع من القوانين، إذاً قبل نشئة الكون لم تكن اياً من هذه القوانين موجودة، و لما انه لا يوجد قوانين تدعم وجود المادي، فلم يكن هنالك شئ!”
“هذا طبيعي فإنعدام وجود الشئ هو اللاشئ… العدم. و هنا أتحدث عن الانعدام الكامل لكل شئ أي حتى الفضاء نفسه لم يكن موجوداً في نقطةٍ ما. و إن لم يكن هنالك شئ قبل نشأة الكون الحالي فما كان ليكون هنالك سبب لوجود الزمن، فالزمن يؤثر على الاشياء فقط، لكن عندما تكُون الفضاء الحالي و بدأ تشكيل العناصر بداخله كالكواكب و النجوم و الكائنات الحية اصبح لمفهوم الزمن وجود. لذا نظرياً يمكن القول ان الزمن تشكل كنتيجة لظهور الفضاء.” اخذ روبين يُتمتم بلا انقطاع غير مراعٍ للتغيرات التي تحدث حوله
في هذه اللحظة قبضة العملاق كانت على مقربة بضع سانتيمترات منه، لو حرك روبين رأسه بشكل مفاجئ قد يصطدم بها بشكل عارض، لكن الغريب انه حتى سرعتها البطيئة سابقاً لم تعد ملحوظة الان، بدت و كأنها تباطئت اكثر!
و عيناه… هنالك شئ كان يحدث في عيناه الذهبيتان.
الوهج الذهبي بدأ يشتد، بعد ان كان منحصر في مقلتيه اصبح الان و كأنه مصباح يضئ المنطقة التي ينظر نحوها
“…لو تابعت في حبل افكار نشئة الكون هذا هذا فيمكننا دفع النظرية في الاتجاه المعاكس ايضاً، بعد خلق الفضاء *المكان الذي يُسمح فيه بتواجد الاشياء الحسية* ما كان ليتوسع ذلك الفضاء او يُخلق بداخله اي شئ بدون مرور الزمن عليه، هذا يعني انه في اللحظة الاولى لخلق الكون كان قانونا الزمان و الفضاء يعملان جنباً إلى جنب…” اكمل روبين تمتمته بذهن شارد متجاهلاً محيطه المتغير بالكامل،
“كلا… فكرتي عن الفضاء و الزمن و ترابطهم قد اكتملت بشكل كبير، اشعر انه يمكنني الان صنع تقنية للدرجة الاولى من قانون الزمن حتى، لكني ما زلت اشعر ان هنالك شئ ناقص… منذ بداية الخلق ظهر الفضاء و الزمن في نفس اللحظة و عملوا بشكل متصل، حتى يومنا هذا إن تأثر احد الشقين يتأثر الاخر، حتى عند بحثي حول قانون الفضاء اثناء رحلتي لينهاري اعلم الان اني إستخدمت لا ارادياً الكثير من ابحاثي السابقة حول قانون الزمن لأتقن الدرجة الاولى من قانون الفضاء. إن كانوا مترابطين لهذه الدرجة، إذاً… لماذا افصلهم اساساً؟ … الزمكان، العلاقة الغير قابلة للفصل بين الوجود و الزمن، الارتباط الوسيق بين قانونا الفضاء و الزمن الرئيسيين، القانون الذي صنع البيئة المناسبة لكل القوانين الاخرى.. قانون الزمكان السيادي!!”
*أوووووومممممممممممممممــــــن*
“…اه! في ماذا كنت افكر في موقف كهذا؟! همم؟ ما الذي يحدث بحق الجحيم؟!” في تلك اللحظة شعر روبين انه عاد لأرض الواقع، فقط ليجد جسده يضئ!
وقف روبين بصعوبة و هو ينظر نحو يديه بإستغراب و صدمة، و بسرعة وجد ان جسد لا يشتعل كما ظن، بل انه يتوهج بنفس الوهج الذهبي الذي كان يصدر من عينيه، الوهج كان خافت جداً لكنه ملحوظ كذلك الذي يصدر من لؤلؤة في اشعة الشمس
“تباً، سأبحث الموضوع لاحقاً…” وضع روبين يد على صدره المصاب و يده الاخر على قبضة العملاق حتى يتكئ عليها ولا يسقط، لكنه بدى و كأنه ادرك شئ في تلك اللحظة و قفز فزعاً للخلف و اخذ وضعية قتالية، ” اه!!”
قبل قليل تمكن اسياد الحرب من اختراق تقنية طي الفضاء اكثر من مرة و كادوا يقتلونه، الاقتراب منهم يجب ان يكون بحذر شديد.
“همم؟” لدهشته، وجد روبين ان قبضة العملاق لا تتقدم، ليس مجرد بطيئة، لا.. بل لا تتقدم مطلقاً.
فنظر بجانبه بسرعة لعله يرصد هجوم قادم من هنا او هناك، لكنه وجد بقية اسياد الحرب في حالة تجمد ايضاً، ليس هم فحسب… الرياح توقفت، اجنحة الحشرات عطُلت عن الخفق، حتى ان احد حكماء البشر اطلق كرة لهب ضخمة بإتجاه سيد الحرب بنية إنتحارية، تلك الكرة تجمدت في منتصف الطريق
“ما الذي..؟!” نزل روبين ذراعيه و اخذ ينظر حوله بدهشة… عند استخدام طي الفضاء فإن كل شئ حوله يبدو مشوه و فقط عين الحقيقة تُمكنه من تحديد هدفه، لكن الان يمكنه رؤية كل شئ حوله بسهولة، لم يعد هنالك أي تشويهات في الفضاء… بدى في هذه اللحظة انه سقط في عالم لوحة مرسومة بالأبيض و الاسود!
“ايه؟” ثم نظر نحو صدره، الألم الذي كان يعتصر صدره كل لحظة تمر اثناء تفعيل قدرة طي الفضاء قد اختفى، الضرر السابق ما يزال موجود، لكنه الان يشعر انه يقوم بشئ عادي و انه يمكنه البقاء في هذه الحالة للأبد!
*سووش* *سووش*
امسك روبين رمحه الاسود مجدداً و اخذ يطعن و يلوح به يميناً و يساراً ليختبر قدراته الجسدية الحالية، ثم بدأ يتحرك نحو اقرب سيد حرب بإبتسامة باردة على وجهه…
الموضوع التاليالموضوع السابق