ظل روبين واقفاً مكانه مستنداً على رمحه بلا حراك يراقب تحركات اسياد الحرب الخمسة و كأن الامر لا يعني
اثنان منهم بدأوا بالركض نحوه بعد ترك مسافة بينهم، كأنهم يريدون اغلاق جميع سبل الهرب عليه، الثالث إندفع بإتجاه جينرال الفيلق السادس، جابا، الذي كان ينظر نحو السماء بأعين تسيل دماً و كأنه لم يعد في هذا العالم، و اما سيد الحرب الرابع قفز بإتجاه اكبر تجمع للجنود البشر، أما الخامس فظل واقف مكانه.
“همف!” اعطى روبين ضحكة سخرية قصيرة و اخرج الرمح من الأرض، كان واضح من اختيار الاب الشجرة هوفنهايم انه ما يزال متخوف من منظر تدمير سيد الحرب السادس قبل قليل، لذا يحاول تشتيت انتباه روبين بطرق اخرى
لكن…
*فروووووم*
مجدداً، بدى كل شئ من وجهة نظر روبين و كأنه يلتوي و ينبعج، و بدأ يسير بالحركة البطيئة، بدى و كأنه دخل لوحة من الابيض و الاسود غير معلومة الملامح، اسياد الحرب و الفيلق السادس و كل شئ حوله لم يعد له ملامح تقريباً
لكنه مع ذلك، بإستخدام عين الحقيقة تمكن من رصد مكان كل شئ بدقة، ثم قفز للأمام! لكن الغريب انه بدلاً من ان يحاول روبين توجيه رمحه لسيدا الحرب القادمان نحوه، بدأ يركض بإتجاه العملاق المتوجه نحو جابا!
العملاق كان قريب من جابا ولو تُرك يتحرك بنفس الوتير سيصل له و قتله او يتخذه اسيراً قبل ان ينتهي روبين من سيدا الحرب امامه، كان قريب جداً لدرجة ان ظهر سيد الحرب ذاك بالفعل اصبحت مواجهة روبين و لم يتبق سوى بضع خطوات على الوصول لجابا الذي ما يزال جالس مكانه بلا حول ولا قوة!
*خطوة* *خطوة*
روبين في هذه اللحظة كان يركض بشكل طبيعي، لكن بدت خطواته و كأنها تطوي الفضاء تحتها، كلما رفع قدمه ليتقدم خطوة يتضح انه قد اخذ مئة خطوة… كانت هذه هى قدرة طي الفضاء من الدرجة الثالثة من قانون الفضاء الرئيسي!
الدرجة الثالثة من قانون الفضاء منحت روبين ما هو اكثر من مجرد جعل رمحه سريع جداً، لقد اعطته القدرة على طوي الفضاء المحيط به لتقصير المسافة التي عليه قطعها ليصل لهدفه، يمكن وصف العملية بأنه عندما يتقدم نحو هدفه، هدفه ايضاً يتقدم نحوه
بهذه الطريقة فإن المسافة التي يجب قطعها بمئة خطوة يمكن لروبين قطعها بخطوتين او ثلاث، هذه القدرة تعطي إيحاء للأخرين ان روبين ينتقل أنياً من شدة سرعته!
لكنها في نفس الوقت تضع ضغط هائل على جسد المستخدم الذي عملياً يقوم بالعبث بواحد من اعلى القوانين السماوية لذا لا يمكن إستعمالها طوال الوقت، كما ان حرية حركته تكون مقيدة بشكل كبير اثناء تفعيل تلك القدرة فهى تقوم بإعادة تشكيل الفضاء بالكامل في نظر المستخدم! إن لم يدرك جيداً اين سيظهر بعد كل خطوة يتقدمها ربما يجد نفسه و قد اخترق سيف قلبه او سقط في مكان خطير
…رفع روبين رمحه في وضعية الطعن و قام بتركيز الطاقة مجدداً عند رأس الرمح ليستعد لتوجيه ضربة نحو بؤرة سيد الحرب الثالث من الخلف، لكن في تلك اللحظة لاحظ روبين ان قدم سيد الحرب الثالث تُرفع تدريجياً عن الارض و ترفس نحوه بسرعة!
*هذا سئ* فكر روبين عندما اوقن انه لن يتمكن من تفادي هذه القدم هائلة الحجم في الوقت المناسب لأنه بالفعل اخذ خطوة للأمام، و إن لم لمسته فسوف تطحن عظامه بالتأكيد، فقام بسرعة بتغيير وضعية الطعن التي كان إتخذها بالفعل، ثم رفع رمحه للأعلى ثم انزله بقوة و كأنه يقوم بقطع علوي بسيف!
قبل ان يرتطم جسد الرمح المعدني من قدم سيد الحرب بدأت تصدر موجات جاذبية طاردة قوية، ثم *باااام*
موجات الجاذبية الطاردة لم تكن بقوة تلك اللي اظهرها جابا في معركته قبل قليل، بل لم تتمكن حتى من خفض سرعة قدم العملاق قبل الاقتراب، لكن ذلك لم يكن المراد من البداية
عندما وصلت قدم سيد الحرب لمسافة معينة من الرمح الاسود قامت موجات الجاذبية بوضع حائل خفي بينهما، ضرب ذلك الحائل تسبب في طيران روبين للخلف كالقذيفة!
عندما رأى روبين ان سيد الحرب الثالث توقف من اجل توجيه تلك الضربة الخلفية و لم يعد يتقدم نحو جابا توقف عن النظر إتجاهه وركز انتباهه نحو الإتجاه الذي تم قذفه نحوه.. لقد كان يتوجه نحو العملاق الرابع الذي يريد مهاجمة جنود الفيلق!
إبتسم روبين إبتسامة قاسية ثم قام بتعديل وضعيته في الجو، وطعن بإتجاه لبؤرة!
سيد الحرب الرابع بسرعة رفع ذراعه اليسرى ليغطي على منطقة المعدة فتصدى لهجوم روبين بسهولة، ثم رفع يده الاخرى فخرجت صاعقة توجهت بإتجاه روبين الذي ما يزال طائر بإتجاهه
*سحقاً!* هجوم البرق القادم كان سريع جداً كما انه في الدرجة الرابعة، لولا قدرة طي الفضاء التي يستعملها روبين لقام هذا الهجوم و من هذه البسافة البسيطة من تحوله إلى لبخار! مجدداً قام روبين بإستخدام تقنية طرد الجاذبية ليجبر جسده على التحرك بضع سنتيمترات بالكاد ليتمكن من تفادي الصاعقة، ثم طعن بالرمح نحو خصر سيد الحرب الرابع الغير محمي
*بووووووووم*
“رااااااااااااااااااااااوووور!!”
“هولي شت!!”
“ماذا حدث؟”
الجميع سواءً كانوا بشراً ام براعم فجأة وجدوا ان كل شئ امامهم قد تغير بالكامل، لم يعد اسياد الحرب الاربعة يهاجموا في اكثر من اتجاه كالمجانين، كلهم توقفوا امكانهم في وضعيات غريبة، و كلهم ينظرون بإتجاه واحد بغضب مشتعل…
“يعيش معاليه! تعيش إمبراطورية البداية الحقيقية!!”
“يعيش معاليه! تعيش إمبراطورية البداية الحقيقية!!”
بدأت مئات الآلاف من جنود الفيلق السادس يهتفون بفخر و قوة، ففي ذلك الإتجاه كان روبين يستند على رمحه لاهثاً، و امامه سيد الحرب مُلقى على الارض بلا سيقان و حوله عدد هائل من جثث البراعم…
معاليه فعلها مجدداً، لقد حماهم و اوقف كل اسياد الحرب اماكنهم مجدداً، حتى انه قطع سيقان احدهم!
“يعيش معاليه! تعيش إمبراطورية الـ…؟!!”
فجأة بدأت تهدأ الهتافات قليلاً، خاصة بين اولائك اصحاب المستويات العليا في الفيلق، سرعان ما تحول الفخر إلى قلق
ففي هذه اللحظة، معاليه كان يبصق دماً.
الموضوع التاليالموضوع السابق