لم يستطع روبين تخبئة إبتسامته التي تنبع من قلبه، بل لم يستطع أتباعه المقربين تحديد متى كانت آخر مرة رأوه يبتسم بهذا الشكل.. هذا إن رأوه يفعلها ابداً.
لكن كيف يمنع نفسه؟
العملية التي تحدث أمامه الان قد تكون الإجابة التي كان يبحث عنها…
البؤر الخمسة حالياً لم تعد مجرد قوانين أو تجمع أجساد عشوائية، بل كل بؤرة أصبحت مغطاة بعدد هائل من البراعم المضغوطة التي ما تزال تتراكم شيئاً فشيئاً بطريقة منظمة، حتى هذه اللحظة تم تشكيل القدمين و منطقة البطن حتى الصدر… البراعم لم تندمج بالكامل مثل الصلصال أو تتدمر أجسادهم حتى بل هى فقط مضغوطة بجانب بعضها و كأنهم يحتضنون بعضهم بطريقة غير مريحة.
كل هذا يمكن تجاهله، ففي النهاية هم مجرد كائنات مخلوقة صناعياً من أجل خدمة الأب الشجرة، لكن الغريب هو أن الطاقة الداخلية لتلك البراعم بدأت تتسرب من اجسادها و تتوجه نحو البؤرة و تصب فيها، البؤرة التي كانت فارغة قبل لحظات و عبارة عن كتلة من القوانين الخالصة فقط أصبحت بالفعل ممتلئة بكمية طاقة هائلة مستمدة من مئات البراعم بمستوى قديس و حكيم، الطاقة الروحية في أجساد تلك البراعم أيضاً أخذت تتسرب من أجسادهم و تشكل نطاق روحي موحد، و طاقة حياتهم أخذت تتسرب لتغذي الكيان الجديد.
حتى أجسادهم اخذت تتلوى و تأخذ اوضاع غريبة لتُشكل تفاصيل جسد البرعم الضخم، هذا يعني أن أنسجة عضلات العملاق اصبحت عبارة عن أجساد آلاف القديسين بينما عظامه هى أجساد مئات الحكماء…
مع ان البراعم لم تمُت فوراً إلا أن حياة كل البراعم المشاركة في صنع أسياد الحرب قُضي عليهم ضمنياً، خسارة هذه الكمية من طاقة الحياة و الطاقة الروحية و حتى تكسير اساسات الطاقة الداخلية من أجل اخراجها بهذا الشكل يعني أن تلك البراعم ستقضي بقية حياتها كخضراوات حقيقية.
سواء من ناحية الطاقة الداخلية، القوة الروحية، قوة الحياة، أو حتى القوة الجسدية الكلية… البراعم الضخمة الخمسة الغير مكتمله هذه أو *أسياد الحرب* قد تخطوا بالفعل نطاق الحكمة و بفارق كبير!
إتضح أن *أسياد الحرب* عبارة عن كيان يمكنه تخطي حدود مخلوقات الكوكب عن طريق تحايل دقيق جداً على القوانين.
بالطبع هذا التحايل ما كان ليكون ممكناً ابداً لولا تلك البؤر التي قام بتشكيلها تجسيدات القوانين السماوية الرئيسية لكوكب جرينلاند بأنفسهم.
لكن حتى مع هذا ما يزال هنالك فجوة، كيف لقوانين الكوكب ان تفعل شيئاً كهذا؟ التضحية بعدد ضخم من الكائنات الحية من أجل صنع كائن واحد قوي لهو شيء شيطاني و منافي للعقل و الطبيعة.
*لكن لماذا قد تساعد قوانين الكوكب الرئيسية شخص مثل هوفنهايم على إرتكاب هذه الجريمة؟ …أهذا له علاقة بالـ صقل الذي يتحدثون عنه؟* فكر روبين و هو ما يزال يبتسم إبتسامة نابعة من القلب، * و كيف.. يمكنني الإستفادة من هذه الظاهرة؟*
فتح البرعم الضخم عينه الفارغة بإستغراب للحظات عندما رأى حالة روبين الغريبة ثم عاد للضحك و النظر نحو السماء، ” هل رأيتم هذا؟ حتى قائد الغزاة الغرباء فقد عقله عندما رأى قوتي! هاااهاهاها.”
“هوفنهايم، أرجوك أوقف هذا الجنون، سنرسل لك كل جيوشنا و نساعدك في تطهير الغرباء، لا، بل سنعيد لك كل اراضيك و نهديك فوقهم أراضي جديدة، ما رأيك؟ بل اؤكد لك أن هذه الحادثة ستُنسى بالكامل و لن تؤخذ ضدك، انا أتعهد لك بهذا.” صوت هادئ نسبياً صدى في السماء.
سكت هوفنهايم للحظات قبل ان يرتفع صوته، “…فلوريس، أنت إستخدمت السحرة و قمت بتشكيل سيد حرب من قبل، يجب أن تكون أعلم الناس انه لا مجال للتراجع الآن بعد تشكيل البؤر، لو فعلت ذلك فسأدمر نفسي، لماذا قد أفعل شيئا غبي كهذا؟ تقبلوا الأمر الواقع، الضرر على العالم و على روح العالم قد وقع بالفعل و لا يمكن عكس الضرر إلا بتدمير اسياد الحرب، لكن، هل أسياد الحرب أساساً قابلة للتدمير؟ البؤر التي شكلتها قوانين العالم بلا عيوب! إنها مثالية!! و هى الآن ملكي أنا هاها.”
ثم تابع بدون توقف، “هيهي فلوريس، انت ما زلت تملك سيد الحرب الذي صنعته قبل مئتا الف سنة، صحيح؟ لقد حاولنا مجتمعين تدميره مراراً لكن بلا فائدة. لا يهم الان، جهز سيد الحرب الخاص بك يا رفيقي، قد ينفعك في ايقافي قليلاً عندما أصل إليك! هاهاها.”
“تنهد~”
“ايها الوغد المجنون أتحسب انك الوحيد القادر على صنع اسياد الحرب؟!”
“همف، أتحسب إني طلبت خمسة بؤر بشكل عشوائي؟ لقد حسِبت ما يمكن لروح العالم إحتماله حالياً و قمت بإستهلاكه بالكامل، يستحيل صنع سيد حرب آخر قبل خمسون الف عام على الاقل، عندها لن يكون هنالك غيري على ظهر هذا العالم!”
“ارغغ!! ما سر سعادتك هذه؟ كان امامنا جميعاً نفس الخيار لكن لم يختره احد، ما الفائدة من تدمير الكوكب و فقدان كل تعبنا في صقل روح الكوكب؟ حتى لو نجحت خطتك فانت محكوم عليك ان تموت قبل أن تصبح سيد العالم يا هوفينهايم، ستمضي بقية حياتك تندم على قرارك الأحمق اليوم!” صوت غاضب هز السماء.
“هيهي أنتم فقط تشعرون بالحسد مني لأنكم كنتم تتوقون لعمل نفس الحركة لكنكم تخافون العواقب، ليس ذنبي انكم كنتم جبناء و خسرتم اللعبة في النهاية هاهاها.. اوه؟ يبدو أن الإنتظار قد انتهى.”
*بزززتتــــ… ووووش*
في تلك اللحظة اختفت المجسات الهائلة و هدأت الزلازل و الإضطرابات في الكوكب بعض الشيء، كل الأعين تركزت على خمس مخلوقات ضخمة تقف في وسط الساحة بلا حراك.
*سوووش*
خمسة جذور خرجت من الأرض و ارتقت حتى وصلت لعنق أسياد الحرب الخمسة من الخلف و لامستها للحظة قبل ان يفتح أسياد الحرب الخمسة اعينهم، و يبدأوا بالضحك بنفس صوت هوفنهايم…
“ذلك.. الوغد المجنون!!”
تجاهل هوفنهايم كلام الآباء الأشجار الآخرين تماماً ثم عاد للنظر نحو روبين، “لقد اخطئت في اختيار عالمي أيها الغر، لكني أحترم القوي، سأعطيك فرصة لقول كلمتك الاخيرة.” قبل يبدأ أقرب سيد حرب منهم لروبين بالركض نحوه رافعاً يده اليمنى مشكلاً قبضة.
“اوه؟ يمكنني قول شيء؟ أعتقد أني سأنتهز الفرصة لأعلمك شئ إذاً.. قلت ان البؤر مثالية لأن قوانين السماوية صنعتها شخصياً، و لهذا هى غير قابلة للتدمير.. صحيح؟” إبتسامة روبين تحولت لقهقهة، ثم بحركة خفيفة أخرج رمح أسود من خاتمه، ثم طعن للأمام، “… عزيزي، لا يوجد ما يسمى بشيء مثالي في هذا الكون.”
*قعقعة*
الموضوع التاليالموضوع السابق
اووووووه البطل يقدر يشوف انماط القوانين وثغراتها وشكله بالرمح ارسل طاقة ذهبت للثغرة فجلعته مثل الصخر المكدس وهو يقع رائع يا زيوس
شكرا على الفصل
شكرا