أول ذُكر حول يورا و بالخط الأحمر العريض كان عدد الخبراء الحاليين على الكوكب.

ابتسم روبين عندما قرأ رأس الموضوع، كوكب يورا هو موطنه و أصله و قوته، مكانته في جرينلاند أو نيهاري أو حتى كواكب الكون كله معتمدة على القوة التي أعدها في كوكب يورا… لو كان كوكب يورا قوي و يعتمد عليه، هل كانت عشيرة اتحاد نيهاري لتعامله بهذا الشكل؟ مستحيل.

عندما قرأ روبين المقدمة القصيرة حول الموضوع، كان مستعداً ليرى أنه يوجد على الأقل 15 مليون مستخدم قوانين الآن على ظهر يورا.. فبعد كل شئ، خلال 3 أعوام فقط من بعد توحيد يورا، تمكن من جمع جيش مكون من 4 مليون مستخدم قوانين، أما الآن و قد مر أكثر من 4 أعوام إضافية، بالإضافة إلى نشر ثقافة التدريب على مدى أوسع و بناء أكاديميات تدريب مجانية في كل ركن، لن يكون مصدوماً حتى لو قرأ أن العدد وصل لـ 20 مليون مستخدم قوانين!

لكن الرقم الذي قرأه كان… 2 مليون مستخدم قوانين؟!

“كيف؟!” ابتسامة روبين الراضية لم تستمر طويلاً، بل لم يمر الكثير قبل أن ينتفض روبين من جلسته المريحة و انحنى للأمام نحو مكتبه بالكامل، صرخ و عيناه تكاد تخرج من مقلتيه بعدما رأى الرقم الكلي.

“ماذا يحدث هنا بالضبط؟ ما هذا الهراء؟ هل أنتم متأكدون من صحة هذه المعلومات؟! لقد جعلت أحجار و درر الطاقة متوفرة أكثر من الطعام و الشراء، كتب و ألواح تقنيات التدريب ملقاة في الشوارع، و أكاديميات تدريب الطاقة الليلية أصبحت أكثر من المقاهي، لقد جعلت الشغل الشاغل لكل مسؤولي الإمبراطورية يكون تقوية الناس، لقد أمرت حتى بوضع مكافآت لأكثر حُكام يخرج من عندهم مستخدمي قوانين.” صاح روبين بصوت عالٍ فأفزع مساعديه المؤرخين الثلاثة.

“مـ معاليك، المعلومات قادمة من مركز الإحصاء الجديد، مركز الإحصاء لديه فرع في كل مدينة و مهمته هي توفير معلومات عن كل شئ يهم حاكم المدينة ثم يمرر المعلومات للمركز الرئيسي فيكون لدى معاليك صورة عن الكوكب بالكامل، كما أن المركز يديره أفراد من عائلة بورتون الموقرة، نسبة الخطأ في المعلومات لا تتخطى الـ 1%.” تقدم أكبرهم سناً.

عندما سمع روبين هذا، ضرب بيده بقوة على المكتب و صاح مجدداً، “إذاً ماذا يحدث هنا؟ 2 مليون مستخدم قوانين، هذا ليس 10% من أقل توقعاتي! هل هنالك عصيان يحدث في يورا و لم يعد يريد أحد الامتثال لأوامري؟ أهناك شخص لعين يحاول العبث معي و يبعد الناس عن التدريب؟ ألم يعد لي كلمة بعد الآن؟!”

“معاليك، رجاءً هدئ من غضبك، كوكب يورا بالكامل تحت سلطتك و لا أحد يجرؤ على عدم اتباع أوامرك، رجاءً أكمل القراءة و ستدرك الوضع، لقد وضع الجنرالات أهمية قصوى على هذه النقطة أيضاً، لذا تم تغطيتها بشكل موسع مقارنة بالبقية.” تقدم مؤرخ آخر و انحنى.

بعد سماع هذا، أدرك روبين أن غضبه جعله يصرخ على بضع أشخاص لا حول لهم و لا قوة في ما يجري، لذا أعطى تنهيدة طويلة و اعتذر ثم طلب منهم العودة لما كانوا يفعلونه، قبل أن يكمل القراءة…

التقرير يقول إنه خلال السنوات الثلاث الأولى من توحيد يورا، كانت نسبة نجاح أكاديميات التدريب في توصيل شخص للمستوى الـ 11 و جعله فارساً تصل إلى 60%، أما اليوم فقد انخفضت تلك النسبة لأقل من 5%!

حسب التقرير، فإن أعداد الأكاديميات و عدد المعلمين ازداد و صبرهم طال مع الطلاب، لكن نسب النجاح ما تزال في نزول و لم تستقر عند 5% أيضاً، بل هنالك بضع أكاديميات تُخرج تقارير بنسب أقل!

“ما الذي..؟” هذه كانت أول مرة يعرف فيها روبين عن نسب النجاح تلك، الآن خمسة من بين مئة متدرب فقط يمكنهم أن يصبحوا فرساناً؟!

لكن لماذا؟ هل الاختراقات الكثيرة أضعفت قدرة الكوكب بطريقةٍ ما؟ لكني متأكد أن تقنية تدريب الطاقة الداخلية لا تضر بطاقة الكوكب الكلية! ربما الضرر حصل بسبب جَلبي كل تلك الدرر و العفاريت؟.. لكن هذا يُفترض به تقوية الكوكب لا إضعافه! ما الذي يحدث هنا!! كاد روبين أن يُجن و هو يقرأ تلك الإحصائيات.

5 ملايين مستخدم قوانين قد يبدون جيشاً لا يُقهر، لكن المشكلة ليست في أعدادهم، بل في نسبتهم مقارنةً مع إجمالي سكان كوكب يورا، و الذي يصل لـ 1.4 مليار شخص تقريباً… عدد مستخدمي القوانين الحالي لا يصل حتى إلى 0.5% من إجمالي السكان!!

..كلا، التقرير يقول إنه في الفترة بعد توحيد يورا كان 60 من بين كل 100 ينجحوا في الاختراق للفروسية؟ إذاً ماذا عن الـ 40 شخصاً الآخرين؟! لم يكن هنالك أي ضرر حدث في الكوكب وقتها و كل السبل موفَّرة لهم، لماذا لم يخترقوا؟! عاد روبين ليسند ظهره على الكرسي و أغمض عينيه.

حتى هو لم يعرف كم من الوقت قد مر قبل أن يفتح عينيه و يصرخ، “الموهبة؟!”

… من المبكر جداً القفز لاستنتاجات، لكن لو المسألة في الموهبة الفطرية، فهذا يفسر الكثير، يفسر لماذا في البداية كانت نسب النجاح عالية، هذا لأن أعداد الموهوبين غير المستغلين كانوا كُثراً، و الآن أعدادهم أصبحت أقل بشكل ملحوظ، ليس الجميع يمتلكون نفس النسبة من الذكاء، و لا يمكن للجميع الرسم و عزف الموسيقى بنفس القدر، الموهبة الفطرية لها عامل حتى لو توفرت كل سبل الراحة و التدريب… سحقاً!

كاد روبين يسحق قبضته من شدة الإحباط، هو لم يحاول مرة تعليم شخص و فشل، كل ما سمعه هو إحصائيات أن لديه الآن كذا جندي و كذا سيد نقوش، لكنه لم يهتم يوماً بمن فشلوا، في وجهة نظره، من فشل بعد أن وفر له كل شئ، فهو كسول لا يريد العمل، فلماذا يهتم لأمره؟

الأمر ليس ميؤوساً منه تماماً، أولئك الـ 95% من لم يتمكنوا من الاختراق للفروسية، هؤلاء يعني أنهم وصلوا للمستوى العاشر و فشلوا في الوصول للمستوى الحادي عشر، أو على الأقل جربوا التدريب و اخترقوا بضع مستويات قبل التوقف. الآن، قاعدة القوة الأساسية لسكان الكوكب ارتفعت بشكل كبير من صفر لتكون المستوى العاشر من أساس الطاقة، المستوى العاشر من أساس الطاقة كان ضابطاً كبير الشأن في الحروب قبل بضع عقود فقط!

كما أن أكاديميات يورا المجانية ستنشط أي ذرة موهبة عند الفانون و تدفعهم للأمام، كما أنه ما يزال لديه العديد من الأجيال القادمة التي تأتي للتقدم للتدريب كل يوم، لذلك، أعداد مستخدمي القوانين ستستمر في الزيادة بلا شك، لكن المشكلة هي أن هذا سيكون بشكل أبطأ بكثير مما يتصور، و هو ليس لديه الوقت الكافي لهذا!
هو يحتاج عدداً معيناً من الجنود ذوي الخبرة قبل بدء غزو نيهاري!!

بالكاد، روبين تمكن من اجتياز شعور الإحباط بعض الشئ و تحرك نحو نافذة قريبة لينظر نحو الأفق…

حتى هذه اللحظة، كان يعتقد أن الجيش الذي جلبه هم الحظوظين الطلائع الذين سيكونون نخبة جيشه المستقبلي، لكن الآن يبدو أنهم سيكونون جيشه الوحيد لفترة ليست بالقصيرة…

الآن فقط أدرك أنه لم يجلب لجرينلاند أشخاصاً عشوائيين اخترقوا سريعاً، من يموتون الآن أمام حفنة نباتات متكلمة، ليسوا مجرد جنود… إنهم صفوة عباقرة كوكب يورا!

 

 

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x