البراعم التي تُدمر أجسادها أثناء المعركة بسبب انفجار ناري مثلاً، أو تجميد أجسادهم، يتم جمع أشلائهم و إرسالهم ليكونوا طعاماً للدراكو… لو كانت كائنات الدراكو تستطيع الكلام لفتحت فمها بالتأكيد و شكرت صاحب هذه الفكرة، فهي أمنت لهم طعاماً غنياً و كثيراً جداً لدرجة أنه خلال الأربع سنوات تضاعف عدد فيلق الدراكو عدة مرات!

فيلق الدراكو حالياً رابض في أرض قبيلة غضب الشمال، ينضم أحياناً للجينرال بيلي في حملاته ضد الأب الشجرة ديكارت، لكن فيما عدا ذلك لا يفعل شيئاً غير الأكل و التزاوج، و هذا بدأ يثمر بشكل كبير جداً.

أما البراعم التي تُقتل محتفظة بأجسادها في حالة جيدة، فهذه يتم جمعها و تخزينها في مجمعات ضخمة و تحت حراسة مشددة بناءً على توجيهات روبين، حيث طلب سابقاً أن يُترك بعض جثث البراعم ليبحث فيهم عن مصالح أخرى يمكن استغلالها، لكنه لم يظن أن يتحول طلب كهذا إلى مشروع ضخم تحت قيادة جابا!

حسب التقرير، فجثث البراعم لا تتلف في الظروف الطبيعية، فبعد كل شئ، هي قد تم تصميمها لتعيش للأبد طالما يتم إمدادها بطاقة حياة و طاقة روحية بين كل حين و آخر.

شئ آخر يتطلب مني بحثاً مطولاً… وضع روبين كل شئ جانباً و أخذ روبين يفرك جبهته لوقت ليس بالقصير.

كلما جلس مع نفسه بضع دقائق يشعر أنه مُقصِّر في جبهة معينة، أو هنالك شئ عليه البدء فيه فوراً، لكن من أين يأتي بالوقت الكافي لكل هذا؟

الشعور بالتقصير كان خانقاً بشكل خطير…

في الحقيقة، روبين تمكن من علاج روحه خلال أقل من عامين، أما العامين التاليين، فببساطة هو انشغل بالكامل في تقوية روحه عبر ابتلاع المزيد من طاقة غيمة الطاقة الناتجة من تدمير قوة روح الأب الشجرة.

كما أنه رسم لنفسه وشم تقوية الجسد من الدرجة الثالثة، و رفع مستوى الوشمين الهجوميين على جسده ليكونا الوشم الإلهي القوة الصافية من الدرجة الثالثة، و الوشم الإلهي ثقب الفضاء من الدرجة الثالثة…

حتى إنه استغل الفرصة و ابتكر وشماً جديداً اسمه وشم حيوية العنقاء الإلهي، وشم مهمته الوحيدة هي إعادة جسده لحالته المُثلى، لا يهم إن كان أُصيب بقطع حتى العظام أو أن طاقته أُنهكت ببساطة، كما أنه أضاف له خاصية التفعيل التلقائي في حالة رصد أي خلل في هيئته المُثلى. هذا يعني أن الوشم سيتفعل تلقائياً أثناء المعركة في حالة أُصيب روبين ليقوم بعلاجه أو يزوده بمخزون طاقته بدون تحكم من روبين!

الوشم استغرق منه شهوراً ليفكر فيه و ينفذه، لكنه كان راضياً جداً عن النتيجة. مشكلة وشم حيوية العنقاء الإلهي أنه بطيء نوعاً ما مقارنةً بالمعارك عالية المستوى التي قد تتحدد نتيجتها في ثوانٍ، كما أن، و مثل كل الوشوم الإلهية، يستمد قوته من الطاقة المحيطة و يضخها في الجسد مباشرةً، و هذا سيزيد الضغط الواقع على جسد روبين أثناء تفعيله… لكن هذه المشاكل مقارنةً بالحصول على علاج جسدي سريع و تزويد بالطاقة تلقائياً أثناء المعركة يعتبر لا شئ!

البحث في نقوش الدرجة الرابعة من قانون الحياة الرئيسي و قانون البرق الرئيسي أيضاً، دفع بفهمه للحقائق من حوله لمستوى مختلف تماماً، هو أحس أن هذا هو المسار الصحيح الذي سيأخذه للدرجة الثالثة من قانون الحقيقة السيادي.

لذا، سواء من ناحية تدريب الطاقة، الجسد، و حتى الروح، هو أخذ نقلة نوعية كبيرة فيهم جميعاً خلال السنوات الأربعة، يصعب القول إنه يمكن إيجاد أحد بين الحكماء متوسطي المستوى يمكنه التصدي لبضع هجمات منه! …لكنه و على مدار الأربع سنوات لم يبتكر أي شئ أو يوصي بشئ ذا فائدة.

هذه ليست أول مرة، بعد عملية تعذيبه في كوكب نيهاري أيضاً، أمضى فترة طويلة جداً لا يبحث أو ينتج أي شئ غير تقوية نفسه و النظر في القوانين من أجل الوصول لدرجة أعلى من قانون الحقيقة.

سحقاً… لماذا على الطريقين أن يكونا متضادين تماماً؟ إن ركزت على التدريب فسأهمل شؤون الإمبراطورية، و إن ركزت على الابتكار و دفع الإمبراطورية للأمام فسأبقى ضعيفاً للأبد… هذه كانت أول مرة يشعر فيها روبين بالإحباط لأنه يزداد قوة!

منطقياً، هو عليه متابعة المسار الذي اختاره لنفسه عندما كان عمره 12 عاماً، يبتكر و يدعم من الخلف، أليس هذا المنطق هو الذي جعله يوحد كوكب يورا خلال ثلاثة عقود فحسب؟ …لكنه أيضاً رأى بنفسه أكثر من مرة أنه لن يكسب احترام المحيطين به أبداً و يجبرهم على طاعته بدون قوة شخصية، حتى ألواح القسم لن تعوض عن صِغَر حجمه في نظرهم!

تقوية الإمبراطورية يعني فرصاً أفضل في إنقاذ ريتشارد، إنهاء وعدي للمستبصر، و تحقيق انتقامي، فأنا مهما كنت قوياً لن أستطيع أبداً الانتصار في معركة بهذا الحجم بمفردي… لكن إن لم أكن قوياً فلن أتمكن من قيادة الإمبراطورية التي بنيتها، مهما كان القسم مُحكماً، فهنالك ثغرات، ما حدث لي طوال مشواري دليل كافٍ، علي كسب احترام أتباعي و خوفهم، و إلا تقويتهم ستضيع هباءً! ماذا أفعل.. وضع روبين كلتا يديه على رأسه و أخذ يضغط عليها بدون شعور.

الوقت… الوقت هو المشكلة… يمكنني تقوية الإمبراطورية ما إن أردت و صنع حضارة أزلية في كل الكواكب التابعة لي، و يمكنني أيضاً أن أقوي نفسي حتى لا يتحدى سلطتي أحد أبداً، لكن من أين أتي بالوقت لفعل كلاهما..!!! ضغط روبين على رأسه أكثر فأكثر، …أرغغ~ أما كان سيكون مثالياً لو هنالك اثنان مني؟

…سأفكر في شيئاً ما بعد معركة السحرة تلك. بعد وقت طويل، تمكن روبين من إنهاء حبل الأفكار ذاك، لقد جاء اليوم لتصفية ذهنه قبل المعركة التي أوحى هوفنهايم أنها ستكون الفاصلة، إشغال تفكيره الآن بأسئلة صعبة كهذه لن يفيده في شئ… لذا، أغمض عينيه لينام مكانه قليلاً، ثم عاد لتفحص المزيد من التقارير.

أحداث كوكب يورا…

“همم؟” عندما طلب روبين الكتب و الألواح المتعلقة بيورا فوجئ أنهم أضعاف أضعاف ما وجده عن كلاً من جرينلاند و نيهاري!

باستغراب شديد، بدأ روبين يقرأ التقارير الهامة عن الكوكب الموحد الهادئ، الذي يفترض أنه لا يجري فيه أي شئ سوى التشييد و البناء… لكنه وجد أن نظرته أبعد ما تكون عن الحقيقة.

 

 

 

 

 

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x