“يطالبون بماذا؟!” وقف روبين عندما سمع كلام البطريرك و صاح “و هل تعطيهم هذه النسبة فعلاً؟”

هز البطريرك رأسه، “بالطبع لا.. من تحسبني؟! هذا المطلب وصلنا قبل شهر و نصف تقريباً، و منذ وقتها تحركات كل العربات توقفت.. وقتها كنت انت في عزلة فلم اخبرك، و عندما خرجت و قلت انك ستستضيف اجتماع بعد مجئ الأولاد قلت انتظر حتى يوم الإجتماع لأخبرك..”

عاد روبين للجلوس معقد الحاجبين، ” بغض النظر عن موضوع العشر ذهبات للفرد الذي من شأنه وقف نقل أي كتائب كبيرة لأراضينا الجديدة.. يريدون شراء 10% من كل الأسلحة التي تعبر من اراضيهم؟ هذا ببساطة يمثل 10% من كل إنتاجنا من الأسلحة..”

“عن اي شراء تتحدث، انهم يريدون *أخذ* الـ 10%..” صحح له البطريرك

“ما-؟! هاهاهاها يا لها من شهية كبيرة!” ضحكة غاضبة دوت

“هذا.. ماذا سنفعل؟ 10% من الإنتاج بعد زيادة عدد مصانعنا هناك تعد كمية كبيرة من الاسلحة، خسائرنا ستكون كبيرة جداً..” تمتم بيلي

” ولا 1% حتى سيخرج منا، هذه أراضينا و تلك أسلحتنا، لماذا قد نعطيهم أي شئ!” ضرب روبين على مسند مقعده

“الامور لا تمشي بهذا الشكل، علينا إيجاد حل…” هز البطريرك رأسه

تدخلت ميلا، ” ألا يمكننا منعهم من حضور المزادات؟ هذا سيعيدهم إلى عقلهم..”

“هذا قد يجلب نتيجة… لكن ماذا سنفعل إن أغلقوا الحدود بالكامل وقتها؟! مصانعنا كلها هناك، معظم فرساننا و حتى ثلاثة قديسين من العائلة سيعلقوا هناك..” هز بيلي رأسه

عمت دقائق طويلة من الصمت…

لابد ان الدوق دونالد آفرين فكر كثيراً و جمع معلومات هائلة قبل القيام بهذه الحركة، هو يعرف جيداً انه يُمسك بعنق عائلة بورتون في ايده..

” ذلك الوغد الطماع… انه يريد كل شئ بدون مقابل!” تمتم قيصر

اما ملامح روبين فتزيد قبحاً مع مرور كل دقيقة، بعد الإستفزازات الدائمة و عدم وجود رد فعل من عائلة بورتون جعلتهم يتجرأون اكثر.. و لو رضخوا هذه المرة ايضاً فالمرة القادمة سيطالبوا بنصف ما يخرج من المصانع و ربما اكثر!

دوقية آيفرين هى الاقوى بلا شك في المملكة، مهمة التصدي لتهديد مملكة دوليفار منذ آلاف السنين تقع على عاتقهم و لم يفشلوا في هذه المهمة مرة واحدة،

كما ان هذا الدور جعل العائلة الملكية تدعمهم بشكل كامل و توفر لهم كل ما يطلبونه, و رفع مكانة عائلة إيفرين عندهم، العائلة الملكية قطعاً لن تسمح بشئ يضرهم، فضلاً عن إيقافهم عند حدهم

آفرين ليسوا عائلة يمكن العبث معها..

لكن إن تركوهم يفلتون بأي شئ يريدون عمله فلن يعودوا خائفين ان يكون هنالك وحشٍ ما وراء عائلة بورتون… سيرون العائلة كبقرة ثمينة يمكنهم حلبها على راحتهم.

بعد بضع دقائق اخرى ملامح روبين تحولت من الحيرة و القلق لعزم بادٍ، ثم تكلم ” بيلي، ما هو العدد الكامل لأتباعنا القادرين على القتال في الأرض الجديدة؟”

“ايه؟ أممم.. لو إحتسبنا فقط العائلات التي اخذت القسم فيوجد نحو 200 الف شخص قادر على القتال، اما لو إحتسبنا سكان المدن التي يحكومنها و العائلات الفرعية التابعة لهم، فأعتقد ان العدد يمكنه الوصول لـ 5 ملايين بسهولة… لماذا؟”

اومئ روبين ثم عاد لينظر للبطريرك، “عمي براين، سلم بيلي نقود كافية لييدفع اجور العاملين لدينا هناك لأربع سنوات، و ليقيم جيشاً قوامه 150 الف جندي… اعتقد ان الـ خمس ملايين عملة ذهبية التي حصلنا عليها من الأمير ويليام ستكون كافية لهذا و تزيد.”

“هاه؟ روبين، ما الذي تنوي فعله..؟!” سأل البطريرك بسرعة

لم يرد روبين مباشرةً و عاد لـ بيلي، ” بعد اخذك للمبلغ خذ معاك الجينرال إدوارد و توجهوا للأراضي الجديدة، اصنعوا لنا جيشاً هناك و قم بتسليحه بالأسلحة المصنفة التي تخرج من المصانع، يجب ان يكون الجيش جاهز خلال 4 سنوات لا اكثر.”

“روبين!!!” البطريرك لم يعجبه هذا ابداً

تجاهله روبين مجدداً و اكمل و هو ينظر لبيلي، ” سأرسل معكما ايضاً 50 سيد طلاسم ممن يمكنهم صنع طلاسم انفجار النار و الحيوية، خلال الاربع سنوات سيقوموا بتمويل الجيش بإحتياجاته من الطلسم لحرب كبيرة، اعتقد انه سيتوجب عليك دفع 500 عملة ذهبية ليعبروا الحدود؟ هاهاها لا بأس لا بأس…” ضحك روبين بغيظ ثم اكمل، ” بعدما تمروا جميعاً إمنعوا كل النبلاء من دوقية آيفرين من حضور أي مزاد في يورا، دعهم يغلقوا الحدود وقتها إن أرادوا، و سأرى لمتى ستظل مغلقة!”

” اللعنة!” فاض الكيل بالبطريرك و بدأ يصرخ، ” نحن سنبدأ حرب ضد ماركوسيتين بعد 4 سنوات و انت تعطي الأوامر لمهاجمة دوقية اخرى؟ نحن لسنا واثقين بالفوز على الماركوسيتين اساساً!”

ضحك روبين ضحكة غاضبة، “هاها هدئ من روعك يا عمي، من قال اني اريد حرباً ضد دوقية آيفرين؟ هم ايضاً لا يريدون حرباً، كل ما في الأمر ان ذلك الوغد دونالد آيفرين يستخف بنا، على الارجح لأنه كان معكم في مجلس العاصمة و يعرف اننا لم نصنع سوى 8 الاف طلسم لغزو دوليفار و اننا كدنا نُهزم في الحرب لولا لخوف الطرف الأخر.. انه لا يضع لنا اعتبار و يريد حلبنا!”

“… إن لم تكن تريد حرباً فماذا يكون هذا الجيش؟” سأل البطريرك

“اوه، هؤلاء؟ لا شئ مهم.. ما هى إلا فرقة مرافقة لقافلة أسلحتنا المصنفة بعد اربع سنوات إلى هنا.” إبتسامة شيطانية عَلت وجه روبين جعلت الحضور يشعرون بقشعريرة تمر إلى اسفل ظهورهم

من Zeus

-+=