داخل خيمة روبين المغلقة

الخيمة من الخارج عبارة عن تجسيد لعظمة إمبراطور كوكب يورا، لها 6 جدران صلبة مطعمة بالذهب و أحجار الطاقة، و يوجد حكيم يرتدي الدرع الذهبي المميز يقف بجوار كل واحدة من جدران الخيمة ليمنع اقتراب أي خطر أو حتى أي إزعاج، وفي نفس الوقت يقفون على مسافة بضع أمتار من الخيمة حتى لا تكون أنفاسهم هى الإزعاج.

أما في الداخل فهى النقيض تماماً…

لأن لا أحد يجرؤ على الدخول لتنظيف الخيمة بدون طلب روبين، ولأن روبين نفسه ينشغل بما يفعله و ينسى إعطاء الأوامر بتنظيفها، ظلت الخيمة مليئة ببضع بواقي الطعام و الأوراق المقطعة و أحجار الطاقة و الدرر المستعملة. فقط مكتبه الذي يجري عليه أبحاثه و سريره الذي يقضي عليه معظم وقته أثناء تفعيله لتقنية ملء الروح يبقيهما نظيفين بنفسه.

خطوة.. خطوة..

دخل روبين الخيمة و هو يقفز فوق المهملات على الأرض حتى وصل إلى مكتبه، ثم جلس و ألقى الجرذ على المكتب و عاد لينظر إلى مورين الواقف أمامه، لكن لم يتكلم مباشرةً…

بل عاد لينظر نحو مكتبه أولاً لحوالي دقيقة، كان جلياً لكلاً من مورين و الجرذ أن روبين يحاول تنظيم تنفسه و ضربات قلبه، لهذا لم ينطق أحدهما بكلمة، ثم أخيراً عاد لينظر نحو مورين و أخرج الكلمات من فمه بصعوبة، ”كيف.. الحال هناك؟”

“أفضل من رائع.” ابتسم مورين ببراءة، “معدلات الإنجاب لدى إناثنا زادت بشكل ملحوظ، بل يمكن القول أنها لم تكن أعلى في التاريخ، و أعداد مراكز القوى في جيشنا تتزايد بمرور الدقائق، أؤكد لك أنك لن تندم على هذا القرار، مولاي.”

“كييه!!” فزع الجرذ و أخذ خطوتين للخلف حتى كاد يسقط من على المكتب. ابتسامة مورين ستكون كفيلة بإعطائه كوابيس لبضع سنين!

حتى روبين لم يبدُ مسروراً جداً من رد مورين، أخذ ينقر على المكتب و يهز قدمه لا إرادياً لحوالي دقيقة أخرى، ”هل يوجد بشر هناك؟”

“كلا، فقط أنصاف بشر، و ليسوا فروع قريبة من البشر أيضاً مثل الأقزام و النجميون مثلاً، بل أنصاف بشر حقيقيون بعيدون عن النسل الرئيسي، كمخلوقات الرابتليان و الناغا و الدرايدر.” فسر مورين، ”كلهم يحملون نسل الدم البدائي المناسب لتقويتنا بسبب نصفهم البشري، أجل، لكنهم في النهاية مجرد كائنات شرهة للدم و يعيشون لقتل بعضهم، نحن مجرد جنس جديد في الهرم الغذائي هناك فحسب.”

أومأ روبين قليلاً عند سماع هذا، الرابتليان هم النصف بشر و نصف عظاءات، الناغا هم مخلوقات أسطورية نصف بشر و نصف ثعابين، بينما الدرايدر هم نصف بشر و نصف عناكب.

تلك المخلوقات موجودة في كوكب نيهاري أيضاً لكنها تعتبر في قاع الكائنات الذكية، بل هى تميل أكثر لكونها وحوشاً، كلهم خطيرون جداً لدرجة أن عمالقة نيهاري ينظمون حملات إبادة لهم بين كل حين وآخر حتى أنهم وصلوا لحافة الانقراض الآن.

لكن وصف مورين للعفاريت بأنهم مجرد جنس جديد موازي لتلك الكائنات فحسب؟ هذا مدعاة للضحك.

لكن روبين لم يتوقف عند تلك النقطة، فقط نظر في عيني ملك العفاريت لبضع ثوانٍ بحزم، “مورين، لو وجدتم بشراً هناك…”

“لا تقلق يا مولاي، لن نجرؤ على نسيان أوامرك، سنعتقلهم ثم نضعهم في مخيمات آمنة حتى تطلق سيادتك الأوامر في كيف نتصرف فيهم. لكننا فعلاً لم نجد أي بشري حتى الآن، أغلب الظن أنه تمت إبادتهم بالفعل بواسطة الأنصاف بشر.” هز مورين رأسه برفق.

أخيراً روبين بدا و كأنه استسلم، فأطلق تنهيدة طويلة و عاد ليدلك جبهته، “.. هيه~ حسناً، لكن أبقوا لي بضع عينات على قيد الحياة، أريد عمل بضع فحوصات عليهم لأرى ما سبب دمج النسل البشري مع كل تلك الوحوش.”

“بالطبع بالـطبع، لو أردت يمكننا جلب بعض الأسرى لك إلى هنا.”

“..كلا، أنا سأذهب إلى هناك بنفسي.”

“ربما.. هذه لن تكون فكرة جيدة جداً.”

عندما سمع روبين هذا، توقف عن تدليك جبهته و نظر نحو العفريت أمامه مطولاً، ضربات قلبه التي بالكاد انتظمت عادت لتهتاج من جديد…

في ذلك اليوم قبل بضع سنوات، عندما جدد روبين عقده من الإله المستبصر، طلب منه إحداثيات بضع كواكب لتدريب جيشه و الحصول على موارد كافية ليكون لديه القوة الكافية لفعل شئ بشأن غزو نيهاري، كما أنها ستكون فرصة لرؤية عوالم أخرى و ربما جمع أفكار من أجل الوصول للدرجة الثالثة من قانون الحقيقة السيادي.

لكن المستبصر رفض بشدة قائلاً إنه سيكون عليه شراء تلك الإحداثيات بمبالغ طائلة من جهات مختصة، خاصةً أن روبين لا يريد أي كواكب و السلام، بل يريد كواكب معينة تفيده من حيث التدريب و الموارد خلال فترة قصيرة.

لكن بعد جولات من الفصال، تمكن روبين من الحصول على إحداثيات كوكبين…

لكن شدد المستبصر أن واحداً سيكون مخصصاً للبشر و الآخر للعفاريت.

واحد يستخدمه لتدريب قواته و الحصول على موارد مناسبة لمسعاه، و واحد يتم تحويله لمزرعة.

حاول روبين الاعتراض، فهو يعرف جيداً ما يمكن للعفاريت فعله إن أُفلت لهم الزمام! لكن المستبصر أقنعه بأن تقوية العفاريت ستكون أكثر طريقة مباشرة لتقوية جيشه، كما أنه أخبره أن الكوكب المخصص للعفاريت مكان مملوء بالشر، و أنه سيستحق ما سيحدث له، و أنه سيجلب العدالة فحسب… فوافق، ثم أمر ببناء بوابة خاصة للعفاريت لتكون مخفية في أكبر غابة في القارة المركزية.

لكن بعدما هدأ روبين من غضبه الذي كان يسيطر عليه تلك الفترة، بدأ يسأل نفسه… مهما كان ذلك الكوكب مملوء بالشر، أليس بهم رجل رشيد؟ أليست فيهم أنثى بريئة أو طفل يحب اللعب فحسب؟ فحقيقة أنهم مفيدون للعفاريت تكفي لمعرفة أنهم مخلوقات ذكية!

حاول كثيراً إبعاد تلك الأفكار عن رأسه، خاصةً بعدما بدأ العفاريت بالنزوح للبوابة و بدأت العملية بالفعل، لكن… الشعور بالخطيئة لم يفارقه أبداً.

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=
12
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x