*بام بام بام*
قبل بضع دقائق كان الإستسلام قد تسلل إلى قلب فوغون عندما رأى جيش مستخدمي القوانين من المستوى الاول، الجلوس في وسط ما يقارب الـ 4 مليون فارس أشعره أنه سمكة صغيرة يسبح في بِركة وحوش، حتى و هو جالس مكانه يمكنه الشعور بجيش قبيلة غضب الشمال يرتعش خوفاً من وراء الجدار المعدني.
بالكاد بدأ يج حيث كحفكر في كيفية التصرف مع كل مستخدمي القوانين من المستوى الاول هؤلاء، هل ستحمل جيشه هجوم موحد من 4 مليون مستخدم قوانين حتى لو كانوا من الدرجة الاولى؟ الإجابة ببساطة لا. بدون ذِكر معظم جيشه الذي يتكون من فانون او اشخاص بالكاد بدأوا تدريب الطاقة، حتى مستخدمي الطاقة في جيشه سيتم سحقهم بعد هجومين، أو ثلاث.
هذا بغض النظر عن الكتيبة الذهبية التي كان يعتبرها بالفعل أن لديهم القوة الكافية للقتال بندية ضد جيش قبيلته بالكامل!
…ألا مفر من التواصل مع الأب الشجرة هوفنهايم، و التحالف معه ضد القبيلة الجديدة؟
قبيلة غضب الشمال تحارب الأب الشجرة هوفنهايم منذ حوالي مئتا ألف سنة، بالطبع لديهم طريقة، أو اثنتين للتواصل معه، لكن تلك الطرق تم إستخدامها تاريخياً للتفاوض على وقف حرب، أو التراجع أو تقديم تنازلات مثلاً… لكن يستخدمها هو للتحالف مع الأب الشجرة للنيل من قبيلة بشرية؟!
حتى لو نجحت الخطة بطريقةٍ ما و تم القضاء على روبين و من معه، سيذكره التاريخ أنه مجرم…
هذا بالفرض أن البراعم العادية لدى الاب الشجرة قادرة على التصدي لكل أولائك المستخدمين للدرجة الاولى من القوانين أساساً!
لكن الآن…
” ما… الذي..؟!” فوغون لم يدري ماذا يقول، او كيف يتصرف فيما يراه الآن.
صفوف جديدة من الجنود بدأت تخرج من البوابة بعد توقف طفيف، و هالة الصفوف الجديد لم تكن أقل، و لو قليلاً من قوة سابقتها، بل على العكس.. كل واحد منهم بدى أقوى بعدة مرات عن اياً من الـ 3.8 مليون جندي الذين عبروا قبل قليل.
“مستخدمي الدرجة الثانية من القوانين؟!” صاح الغراب فارداً جناحيه.
“ماذا؟! ألا يوجد حوالي 35 الف مستخدم للدرجة الثانية من القوانين في الكتيبة الذهبية بالفعل؟”
فوغون، و البقية كادوا يقفزوا من أماكنهم عند سماع كلمات الغراب الغير منطقية، لكن لم يستغرقوا الكثير حتى يتأكدوا أنه محق.
*باام باام باام*
صف، اثنان، عشرة.. مئة..
استمر القديسين بالتدفق من خلال البوابة بلا توقف، و كأنه لا نهاية لهم.
“لا.. يكفي.. أرجوكم… توقفوا..” تمتم فوغون بصوت هو فقط يمكنه سمعه.
الف صف.. عشرة آلاف صف…
*صاد*
*صاد**صاد**صاد*
هذه المرة ليس فوغون وحده، بل العشرون حكيماً من قبيلة غضب الشمال جلسوا أماكنهم بلا حول ولا قوة، حتى الغراب، و الهدهد، و الجرذ السمين شعروا بخطر شديد، و هم ينظروا لطوفان القديسين أمامهم.
“صاااااااااااااا”
أخيراً بعدما خرج أكثر من مئتا الف قديس، صدرت صيحة قوية من البوابة حيث خرج وحش ذا اربع أجنحة لا يقل طوله عن الـ 10 أمتار، يحمل على ظهره 3 جنود كل واحد منهم في نطاق القدسية ايضاً، و كل واحد فيهم يمسك بـ قوس ذهبي اللون.
*سووش سووش سووش*
دراكو وراء الآخر اندفعوا من وراء البوابة بدون توقف، و لأن الهضبة كانت مملوءة بالفعل على اخرها بالجنود، اضطرت وحوش الدراكو للطيران بشكل دائري فوق التلة.
بالكاد رفع فوغون بؤبؤ عينان قليلاً للأعلى ليلقي نظرة على المنظر فوقه، لأول مرة في حياته الطويلة يشعر أن رقبته ليس فيها القوة الكافية ليحركها، و يأخذ نظرة جيدة على شيئٍ ما…
نظرته هذه المرة لم تكن تحمل أي عدائية أو نية قتل، ولا هى نظرة ذكية لمحاولة تحليل الوضع، و لم يحاول حتى النظر نحو تجسيد بقية رؤساء القبائل ليرى إن كان أحدهم لديه فكرة…
هو فقط ألقى نظرة نحو آلاف من أشباح الموت في الأعلى، ثم أعاد عينه بتعب لينظر نحو قدمه مجدداً…
يفكر لنفسه. * ألا يخاف هؤلاء من إقتناص الاب الشجرة هوفنهايم للفرصة، و ضربهم بهجوم الصواعق، و هو طائرون؟ …لا، هذا لم يخطر على بالهم، أنهم يعرفون أن الأب الشجرة لن يضرب الآن، و يغضبهم أكثر، لعلهم متأكدون أنه… يرتعش خوفاً في مكانه الآن.*
في تلك اللحظة شعر فوغون أنه شاخ مئة عام في غمضة عين.
*سووووش*
بعد بضع دقائق أخرى خرج آخر دراكوا متمماً عددهم لخمسة آلاف، ثم خرج بعدهم بضع أشخاص يتمشون بأريحية، منهم قيصر، و البقية، لكن أكثر شخص جاذب للنظر فيما بينهم كان قرمزي اللون له قرون حلزونية طويلة و شعر أبيض يصل لحد فخذه، الهالة الدموية الصادرة من ذلك الفرد وحده جعلت بضع حكماء من قبيلة غضب الشمال يتوقفوا عن التنفس للحظة.
فقط بعد خروج هذه الدفعة الاخيرة من الخبراء توقف الفضاء داخل البوابة عن الانتفاض.
هذه كانت تشكيلة الجيش التي تدربوا عليها مراراً لإجتياز البوابة الفضائية، أولاً يمر الحكماء بتشكيلة دفاعية صلبة للتعامل مع أي مواقف طارئة.. في هذه الحالة كان الـ 200 حكيم الذين اخترقوا حديثاً بعد مغادرة الكتيبة الذهبية.
ثم يتقدم الجسد الرئيسي للجيش، الفرسان، و معهم الإمدادات من الاسلحة والمؤن، و بذور من أجل قوات الحياة..
من ثم يخرج القديسين لحماية مؤخرة الجيش، و من بعدهم تخرج كتيبة الدراكو للسيطرة على السماء بعدما تم السيطرة على الأرض.
مع أن قيصر أخبر بيلي أن الجانب الآخر من البوابة آمن و انه يمكنهم المرور من خلاله ببساطة، إلا أن بيلي أصر أن الجيش يتبع التشكيلة التي تدربوا عليها بحذافيرها كنوع من التدريب العملي.
… إنتشر جيش كوكب يورا الموحد سريعاً، و كلاً منهم وجد مساحة فارغة للجلوس فيها، بينما أكمل فيلقا الأسلحة الإلهية وأسياد النقوش حفلة الشرب، و أكمل أفراد الكتيبة الذهبية الإستجمام، و لعب الشطرنج… عاد الهدوء مجدداً للتلة المنحدرة.
فقط الجينرالات مثل أليكساندر، وإليزابيث و البقية تقدموا خيمة مفتوحة ذات طاولة مستديرة في وسطها، و جلسوا حولها في صمت، و كأنهم ينتظرون شيئاً…
“هاي، لم يعد هنالك أحد آخر ليسمعك تتكلم الآن، لما لا تخبرني فحسب؟ لن يعرف أحد أنك أخبرتني.” أول شخص كسر الصمت كان بيلي، الذي إقترب كثيراً من العفريت، و تكلم بجدية.
أدار العفريت مورين رأسه للجانب الآخر، و تكلم، “.. لا اعلم عن ماذا تتحدث.”
الموضوع التاليالموضوع السابق