*بام بام بام بام*

“….؟”

صف من عشر حكماء خرج من البوابة، ثم الثاني فالثالث، فالعاشر!!

في غمضة عين خرج عشرون صفاً من الحكماء يرتدون الدروع الذهبية المميزة وسط صفير، و ترحاب جنود عائلة بورتون، و بقية أفراد الجيش الذهبي فوق التلة.

وقف الـ 20 صف من القادمين الجدد ينظرون حولهم في وضع الإستعداد للقتال حتى تيقنوا ان البيئة آمنة تماماً قبل أن يخفضوا أسلحتهم، و يتابعوا التقدم للأمام حتى يفسحوا المجال من أمام البوابة..

كاد فوغون أن يقول شيئاً حيال أن هذه البوابة خطيرة، و يمكنها إرسال أعداد كبيرة من الجنود في المرة بعدما خرج آخر صف من الحكماء، و لكن الكلمات علقت في حلقه فوراً.

بعد حوالي دقيقة من خروج آخر صف من الحكماء، بدأت صفوف من الجنود تخرج واحدة وراء الاخرى.

*باام باام باام*

هالاتهم لم تكون بقوة الحكماء الذين خرجوا في البداية، كما ان دروعهم، و أسلحتهم تبدو اقل مستوى بشكل واضح، لكن أعدادهم…

مرت أكثر من عشر دقائق و ما تزال صفوف الجنود تتدفق من البوابة.

لم يقل فوغون أو أحد آخر كلمة، فقط ظلوا واقفين مكانهم، و أعينهم على البوابة بنظرات غير مركزة..

حتى الحكيم الذي تم دهسه أمام البوابة قبل قليل تمكن من زحف طريقه للخارج، و عاد ليقف مع بقية اقربائه، و ينظر نحو البوابة بنفس النظرة الغريبة، المختلف فيه أن آثار الأقدام ما تزال مطبوعة على كل انحاء جسده، منهم أثر حذاء كبير على خده الايسر، لكنه بدى و كأنه نسى ان يمسحها.

*باام باام باام*

ساعة أخرى مرت، و البوابة ما تزال تخرج صف وراء صف من الجنود، و كأنه لا نهاية لهم.

حتى لا يتوقف الزحف و يزدحم المكان أمام البوابة أمر الضباط الجنود بالإستمرار بالمشي لمسافة معينة قبل أن يتوقفوا، لكن حتى مع هذا بدت التلة التي عرضها كيلومتر كامل، و ارتفاعها بضع كيلومترات أنها تمتلئ سريعاً.

عندما وجد جنود الكتيبة الذهبية، و فيلقا أسياد النقوش، و الحدادين الإلهيين أن الأمر سيطول عادوا للعب الشطرنج، و تبادل كؤوس الخمر، و كأن ما يحدث في بوابة الفضاء الآن لم يعد يعنيهم.

لكن فوغون و بقية بعثته ما يزالوا واقفين أماكنهم.. بدا و كأنهم نسوا أن هنالك كراسي ورائهم مباشرةً.. حتى الجرذ السمين وقف فوق رأس أحدهم على قدميه الخلفيتين ينظر نحو البوابة فاتحاً فمه.

“…كم عددهم حتى الآن..” أحدهم أخيراً تمكن من تحريك عضلة فمه للتكلم.

“عددت مليونان..”

“انا عددت مليونان و مئتي ألف…”

“…هل لاحظ احدكم هالاتهم؟ أعتقد.. أن كلهم من مستخدمى الدرجة الأولى من القوانين.”

“مليوني… مستخدم قوانين؟”

“بل مليوني مستخدم للقوانين حتى الآن…”

*باام باام باام*

0_0

مرت نصف ساعة أخرى، و البوابة ما تزال تفيض بالجنود، حتى الجمل الصغيرة التي كان يتبادلها حكماء غضب الشمال لم تعد موجودة، لكنهم لم يكونوا بحاجة لقول شيئ النظرات على وجووهم ببساطة كانت تقول بما يكفي.

لكن في هذه اللحظة أخيراً فيض الصفوف توقف، بحساب بسيط وجد فوغون انه خرج حتى الان 3.8 مليون مستخدم للدرجة الاول من القوانين.

مع أن القادمين الجدد يرتدون دروع مختلفة الألوان، و الأشكال و لا يبدو أنهم جيش موحد، لكن هذا لم يكن له أي وزن، حتى لو هاجموا بأسنانهم و دافعوا بمؤخراتهم سيحسب لهم ألف حساب… انهم ما يزالوا أكثر من 3 مليون مستخدم للقوانين!!

أي هجوم مفاجئ و أي تحالف… بغض النظر عن الكتيبة الذهبية المرعبة، فقط أولائك الجنود الذين خرجوا الآن يمكنهم بدأ حرب ضد الأب الشجرة هوفنهايم، و ضدهم في آنٍ واحد!

لم يستطع فوغون التحكم في نفسه إلا أن نظر نحو الجرذ، و هو يكشر عن أنيابه، و كأنه يخبره أنه كاد يودي بنفسه إلى التهلكة بسببه، لكن الجرذ، أو رئيس القبيلة شارفير، اكتفى بالنظر بعيدا.

*بِش*

خارت القوة في قدمي فوغون، لولا أن الكرسي تحتيه مباشرةً لسقط على الأرض

كل الخطط تنهار أمام القوة المطلقة، هذه حقيقة يعلمها الجميع، لم يعد هنالك مجال الكلام، ولا مجال للتفاوض، فقط مجال للدعاء أن رئيس القبيلة روبين يكون لطيف بما يكفي أن يبقي أراضيهم ملكهم…

حتى إليس المغترة دائماً بقوتها، و قوة فيلق الوحوش خاصتها نظرت في الأرض، بضع قطرات من الدماء نزلت من شفتها السفلية على الارض.

هى تعرف جيداً حالة جيش قبيلة غضب الشمال، مع أن الأعداد متقاربة أن كلاً منهم لديه ثلاثة ملايين جندي تقريباً، إلا ان نوعية الجنود مختلفة كإختلاف السماء و الارض، هؤلاء كلهم مستخدمي قوانين، كلهم محاربين! أما جيشهم فمعظمه فلاحين و عمال تم إجبارهم على الانضمام.

هذه لم تعد مقارنة، اقل من ربع الجيش الذي خرج الآن يمكنه القتال بكفاءة أمام جيش قبيلة غضب الشمال، حتى بدون تدخل الكتيبة الذهبية الأصلية التي أرعبتهم حتى النخاع!!

“..ما العمل الآن؟ هذا يخرج عن السيطرة، التحالف قد يفقد قبيلة غضب الشمال حقا. أتسائل لو القبيلة الجديدة سكونوا مهمتين بأخذ مكانهم في التحالف…” تكلم الغراب بدون أدنى مراعاة لمشاعر حكماء قبيلة غضب الشمال حوله.

“…لا تقل هذا اخ حديار، الوضع أسوأ مما توقعنا، لكنه غير ميؤوس منه.” هز الهدهد رأسه. ” هذا الجيش قد يخيف قبيلة غضب الشمال، لكنه ليس كافٍ للإنتصار ضد الاب الشجرة هوفنهايم، هم ما يزال مستخدمين للدرجة الاولى من القوانين فحسب. بل حتى لو إفترضنا أنه انتصر ضد براعم الأب الشجرة هوفنهايم التي لا تنتهي، كم جندي من هذا الجيش سينجو؟ لابد أن زعيمهم يدرك ذلك، ما يزال أمامنا فرصة للتفاوض.”

“.. أجل! أجل الاخ ديباس محق، رئيس العشيرة روبين قد يكون مغرور، لكنه لا يبدو غبي، هو لن يحقق انتصار سطحي ثم ينظر لقبيلته تُدمر على يد آباء شجرة آخرين، عليه أن يتحالف معنا أن أراد النجاة!!” أعين فوغون لمعت، و تكلم، أخيراً وجد حبل يمكنه التعلق به.

*بزززززت*

*باام باام باام*

البوابة لمعت مجدداً، صفوف جديدة من الجنود بدأت تخرج منها..

 

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
1 تعليق
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
MR.M
3 أيام

شكرا على الفصل

-+=
8
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x