*دق*

تصرف فوغون المفاجئ جذب أنظار كل أفراد بعثته، قلوبهم توقفت عن النبض للحظة، فكلهم يعرفون جيداً ما الذي تعنيه منظر الأرض تحت قدميه.

فوغون على وشك بدء حرب بإستخدام هجوم الزلزلة!!

بدأوا جميعاً لا ارادياً بالنظر حولهم نحو خصومهم المحتملين، و عن ردة فعلهم عن ما يفعله فوغون، إلا أنه لم يكن أحد يعير لهم اهتماماً، هذه القبيلة الجديدة ما تزال غافلة بالكامل.

يمكن لزعيم القبيلة فوغون دك التل كله على رؤوسهم بزلزال مدمر بإستعمال قانون الأرض الرئيسي الآن إن أراد!!

لكن فجأة.

*شووش*

هز فوغون رأسه بقوة، والأرض المتشققة تحت ساقه التأمت مجدداً، ثم أخذ يلهث للهواء بصوت عالٍ. ” هوف.. هوف..”

” ما الذي تفعله، اخ فوغون؟ إثبت على قرار!” تكلم الجرذ السمين بإمتعاض.

أخذ فوغون نفس عميق ثم رد. “…دعونا نستنفد كل الخيارات مع ذلك الروبين اولاً، بعدها لن يكون الأوان قد فات على بدأ الزلزلة.”

“ماذا تقصد؟ عندما تصل لطريق مسدود معه فسيكون قد احتاط منك، و سيكون متأهب لمعركة ضدك، الآن هو أفضل وقت لبدء هجوم الزلزلة الخاص بعشيرتك و دك التل، هذه ستكون إشارة البدء لجيشك لإمطارهم بالهجمات، الآن هي أفضل فرصة لك للقضاء على أولئك المتعجرفين!” تكلم الجرذ السمين بغضب واضح، وأخذ يشد شعر الحكيم الذي يحمله فوق رأسه.

“هذا شأن داخلي لقبيلة غضب الشمال، تكلم بشكل لائق مع الزعيم!” أحد الحكماء بجوار فوغون أشار نحو الفأر وقال. ” لو بدأ قتال اليوم فحياتنا، و حياة عائلاتنا هى التي ستكون على المحك، ليس خاصتك!”

“.. اهدأوا جميعاً، سأستنفد كل الخيارات اولاً. ستكون الضربة الاولى من نصيبنا، لكن بعدها من يعرف ماذا سيحدث؟ و كم ستكون مقاومتهم شديدة؟ لا اريد أن اتسبب في خسائر كبيرة لقبيلتي، عندها سيأتي الأب. الشجرة هوفنهايم و يستفيد من هذا الصراع الداخلي. ” ثم انتظر قليلاً، و اكمل بعينين لامعتين. ” لكن لا داعي للقلق جميعاً، بعد ما رأيناه اليوم فأنا لن اتكلم مع ذلك الروبين لأطلب منه المساواة، بل سأطلب ما هو أكثر بكثير!”

“هاي! لماذا توقفتم فجأة؟ هيا تعالوا من هنا، لقد حجزت لكم مكان جيد لمشاهدة العرض عن قرب.” لوحَت إليزابيث من بعيد، و اشارت نحو أرض عالية قليلاً بجوار القوس المعدني.

“هيا بنا، لا تجذبوا المزيد من الانتباه.” همس فوغون، ثم تقدم بصمت مع البقية حتى وصل للخيمة، أو يمكن القول إنها عبارة عن مظلة بما إنها خيمة مفتوحة من كل الإتجاهات، المظلة كان تحتها عدد كبير من الكراسي، كلهم ينظرون بمواجهة القوس المعدني.

ثم أختار لنفسه كرسي بشكل عشوائي، و نظر نحو إليزابيث الواقفة بجواره، و تكلم بجدية. ” أين *معاليه* روبين؟ أريد التحدث معه. نحن لم نأتي لمشاهدة عروض.”

” معاليه في خلوة تدريب لمعالجة نفسه، لكنه سيخرج بعد قليل من أجل متابعة الحدث، لذا لا داعي للقلق ستتمكنوا من لقائه اليوم.” ردت إليزابيث بإبتسامتها اللطيفة، ثم إقتربت بضع خطوات، و همست في إذن فوغون مباشرةً بصوتها الساحر. ” ~ كان خيار موفق بالمناسبة، فتىً جيد. ~”

إتسع بؤبؤ عيني فوغون حتى كاد يشمل البياض في عينيه، و اكتفى بالنظر لظهر إليزابيث و هى تبتعد عنه شيئا فشئ عنه..

“همم؟ ماذا بك يا ابي؟ ماذا قالت؟” سألت عندما لاحظت إليس نظرات والدها الغريبة

*بلع* “لا.. لا ابداً.. يبدو أنها كانت تمدحني لأننا اخترنا المجيئ اليوم… أعتقد…”

“تعتقد؟!” تمتمت إليس بصوت غير واثق، لكنها لم تحاول الضغط على والدها اكثر.

“هاي، هل سمعتم عن سبب خلوة تدريب زعيم القبيلة الجديدة؟ يعالج نفسه؟ أي جينرال هذا الذي يفصح لأعداء محتملين أن قائده مصاب؟ يبدو أن ذلك الروبين ليس هو الأحمق، و المغرور وحده، بل كلهم كذلك!” هز الغراب رأسه. ” اخ فوغون، مع إني لا اؤيد الأخ شارفير في العادة إلا أني اؤيده هذه المرة، إستغل هذه الفرصة للهجـ-”

“ششش!!” أسكت فوغون كل الاصوات حوله، ثم اضاف. ” سأفعل ما أراه أنا مناسباً، رجاءً إلتزموا بالخطة الأساسية!”

الهدهد، و الغراب، و الجرذ نظروا لبعضهم بإنزعاج، ثم عادوا للنظر حول التلة لعلهم يجدوا شيئ غفلوا عنه قبلاً، أما بقية الحكماء من قبيلة غضب الشمال فأطلقوا تنهيدة طويلة، و ارتاحوا على كراسيهم مجدداً.

بعد بضع دقائق كسر أحدهم الصمت اخيراً، ” هاي، ما هو ذلك الحدث الذي تحدثت عنه تلك المرأة بظنكم؟”

” لا أعلم، لكنه أظنه مرتبط بذلك القوس الكبير بما إنها جلبتنا بجواره..”

“همف،” نفخت إليس، و قالت بغضب. ” اراهن انه استعراض عسكري من نوعٍ ما، أنهم يريدون تخويفنا حتى نصير اتباع لهم.”

اومئ فوغون موافقاً على كلمات إليس، هذا فعلاً اكثر احتمال منطقي.

“هيهي، لكن بمن سيبدأ العرض؟ أولائك السكارى أم أولائك الذين يستمتعون بأشعة الشمس؟” سخر آخر.

“..همم؟ شششـ اهدأوا، شيئ ما يحدث.” تكلم فوغون بصوت منخفض.

في تلك اللحظة قيصر، و فيكتوريا العجوز غو اقتربوا من القوس المعدني الضخم، ثم بدأ قيصر بالضغط على لوحة بجانب القوس.

*فروووم*

في تلك اللحظة، الفراغ بين القوس المعدني بدأ يتميع، و يعطي شعور غريب مما جذب أنظار، و أذهان فوغون و من معه كلهم، لكن تلك لم تكن آخر صدمة..

قيصر، و فيكتوريا، و العجوز غو أخذوا بعض خطوات نحو ذلك الفضاء المتميع.. و اختفوا!

ت/م: دا انا ههريكم تمطيط.

 

 

 

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=
39
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x