“من قال أي شيئ عن كونهم فضائيين؟ من قال أنهم يريدون احتلال عالمنا؟ ذلك الروبين مجرد مختل عقلياً ظن أنه قوي، و يمكنه الخروج من جحره هو و أتباعه لأنهم أصبحوا أقوياء قليلاً، وأنهم يمكنهم الآن إحتلال قطعة أرض خصبة خاصة بهم، لكن… همف! اليوم سنريه قوة قبيلة غضب الشمال الحقيقية؟” صرخ فوغون على إليس عندما سمع نبرة لسخرية في كلامها، ثم عاد للنظر أمامه و قال بعينين تلمعان بنية القتل. ” و من قال… إني أذعنت لكلامه، و إني هنا لأقاتل كتابع له؟”

إليس صُدمت من آخر بضع كلمات لدرجة أنها شدت لجام الوحش أسفلها، و جعلته يتوقف مما تسبب في حوادث صغيرة خلفها، لكنها سريعاً ما اعتذرت للحكماء خلفها، و عادت بسرعة للتقدم بجوار والدها. ” حقاً يا أبي؟ أنحن هنا للهجوم؟ إذاً لماذا لم نأخذ تشكيلة أكثر عملية؟ لماذا أمرت بتوسيع التشكيلات لتبدو، أكبر حجماً وأمرت كل الجنود بإطلاق هالاتهم بهذا الشكل؟ كنت أظن أنك تريد أن تبدو ذا قيمة لذلك الروبين حتى تأخذ نصيب أكثر من الأراضي!”

“همف! إذاً أنتي لا تعرفين والدك جيدا..” نفخ فوغون هواءً ساخناً نظر للأمام، لم يضف شيء آخر.

لكن الغراب نظر نحو إليس، و بقية الحكماء الموجودين و تكلم. ” إسمعوا جميعاً، نحن بالفعل على مشارف التل المنحدر وحان وقت أخباركم عن الخطة، الهدف الأساسي من المجيئ هنا بهذا الشكل هو الضغط على ذلك الروبين ليكون منطقي أكثر، و يتعامل مع الأخ فوغون بسواسية، إن تعقل تحت الضغط، و وعد بحصة 50% من الغنائم للأخ فوغون فسيكون كل شيئ على ما يرام، و سنكون قد جنينا قبيلة إضافية في التحالف!”

” و إن لم يقتنع؟ أنتم لم تروا ذلك الشخص.. أنه يحاول إخفاء ما في قلبه تحت أغطية من السخرية، و اللامبالاة، و النبرة الحزينة، لكن عميقاً داخل عينيه يمكنني رؤية جنون العظمة بوضوح.” هزت إليس رأسها، و هى تصر على اسنانها.” جنون العظمة ذاك يمنعه من رؤية الواقع، مع أننا بمثل قوته إلا أنه يرانا كحثالة! ارغغ هذا لا يطاق!! حتى بدون الحاجة لأي اراض جديدة فأنا أريد وضع أنفه في التراب!!!”

“لا بأس! إن لم يقتنع فسيكون قد جنى على نفسه إذاً هيهي.” ضحك الجرذ السمين بمكر. ” إن حاول إخضاع قبيلة غضب الشمال و لم ير الواقع، عندها سيأمر فوغون بمهاجمة التلة المنحدرة و تدمير كل ما يمكنه تدميره!”

“ماذا؟! لكن.. أنتم لم ترهم يا سيد شارفير! أنهم فعلاً متوهمون، لكن ليس بدون أساس، صحيح أن لدينا فرصة للنصر لكنهم ما يزالوا أقوياء جداً، يستحيل أن ننتصر عليهم بدون أن يُقضى على حوالي نصف جيشنا!!” أحد الحكماء في الموكب صاح فجأة، لقطات من المعارك التي خاضها جنباً إلى جنب مع الكتيبة الذهبية بدأت تعرض نفسها أمامه، هو قطعاً لا يريد أن يكون عدواً لهم!

“من قال أي شيئ عن الإنتصار، أو الهزيمة؟” فرد الهدهد جناحيه، و تكلم. “ذلك المغرور سمح لكم بالإقتراب لعقر داره بدون جندي واحد في الأفق يراقب تحركاتكم، كدتم تصلون للتلة، و لا يوجد حتى فرقة مسلحة صغيرة تراقب تحركات جيشكم! لو أمر الاخ فوغون بهجوم مفاجئ ستتمكنوا من تدمير مؤنهم، و مخازن الأسلحة وربما قتل عدد كبير منهم قبل أن يعرفوا ماذا يجري، بعدها يمكنكم ان تنسحبوا بسرعة!”

“ننسحب؟! هذا..” حكيم آخر حك رأسه بإستغراب، هل ستتركهم القبيلة الجديدة ينسحبوا فحسب؟ ألن يقدروا على أتباعهم و مهاجمهم وراء الخنادق مثلاً؟

“همف، الأب الشجرة هوفنهايم يرى كل ما يحدث في دائرة سيطرته، عندما يرى الأضرار التي سببناها لأولئك الغرباء سيهاجمهم بالتأكيد ليزيل هذا التهديد الجديد عنه، أما نحن سنعود للدفاع من وراء الخنادق، و نشاهدهم، و هم يقتلون بعضهم، و ربما ننتهز الفرصة، و نقضي على كلاهما بعدما يضعفوا بعضهم البعض.” بدى على فوغون الحماسة كلما تقدم في الكلام أكثر. “ذلك المغرور يعتقد أنه يمكنه قتال الأب الشجرة هوفنهايم بمفرده؟ يعتقد أنه يمكنه السيطرة على التحالف ببضع كلمات؟ اليوم إن لم يعرف قدره الحقيقي فلن يهرب من الموت اليوم!”

عندما سمعت إليس هذا بدأ عيناها تَلمع لأول مرة منذ اسبوع، كل الحكماء بجانبها أيضاً نظروا لبعضهم بسعادة

لقد جاؤوا مقتنعين بكلام إليس أن زعيمهم قرر القتال بتبعية لدى روبين، لكن إتضح ان زعيمهم لديه خطة كهذه!

فقط فوغون، و الغراب، و الهدهد، و الجرذ السمين لم يشاركوا بقية الحكماء سعادتهم، بل إكتفوا بالنظر لبعضهم بنظرات كلها قلق مغطاة بالإبتسامات الواثقة الزائفة…

مهاجمة الجيش الذهبي ثم الهرب.. فعلاً القول أسهل من الفعل؟

لو كان الأمر بهذه البساطة لأمر به منذ البداية، و لم يحاول التباهي بجيشه، و التفاوض مع روبين على مكانة أعلى!

أول يومين بعد لقاء روبين كاد فوغون أن يقبل بالشرط الأول، و يبقى مكانه في سلام، لكن عندها وجد رؤساء أقرب ثلاثة قبائل يتواصلون معه و يطلبون تقارير عن ما يحصل، و عندما اخبرهم بشروط روبين، حاولوا حثَه على القتال ضده حتى النهاية!

قائلين إن أسلوب روبين هو أسلوب شخص يريد الإستيلاء على كل ما تقع عليه عينه، و انه سيعود لا محالة لإخضاع قبيلة غضب الشمال حتى لو ظلوا متفرجين.

و هذا ما ظنه فوغون أيضاً… لكن ماذا يفعل؟

رؤساء القبائل الثلاثة الآخرين الذين أرسلوا تجسيداتهم الروحية لحضور اللقاء مع روبين، هم مجرد مظهر للضغط على روبين ليغير طريقته، و ربما وعده بدخول التحالف، هم ببساطة لا يمكنهم المساعدة بأي شيئ.

هذا لأن بين كل قبيلة من الـ 15 دائرة سيطرة واحدة على الاقل، لو كان بإمكان جيشهم عبور دائرة السيطرة تلك، و الوصول لأقرب قبيلة لها، لفعلوها منذ سحيق الزمن، لماذا سينتظروا للآن!

يعني لا يمكنهم إرسال جيوشهم، ولا يمكنهم حتى المجيئ بأجسادهم الحقيقية، هم حرفياً جاؤوا من أجل العرض.

و أيضاً.. بصراحة لا يوجد تأكيد أن اياً منهم سيساعد حتى لو يستطيع، حتى فوغون يعلم هذا.

لذا بعد التواصل مع ثلاثتهم في النهاية خرجوا بهذه الخطة، إما التعامل كسواسية أو إعطاء ضربة قاتلة، ثم الإنسحاب للدفاع من وراء الخنادق بينما يتركوا روبين و قبيلته يتصارعون مع الأب الشجرة هوفنهايم من أجل البقاء.

حواجب فوغون غرقت أكثر، و صوت دقات قلبه يمكن لأي أحد سماعه إن أنصت قليلاً…

أفضل رهان هو أن يقتنع روبين بعرضهم و يدخل التحالف كالقبيلة رقم 16 و يكون مثله مثلهم… لكن إن لم يقتنع روبين و تم بدأ تنفيذ الخطة البديلة فلا يوجد أحد يمكنه توقع ما سيحدث، لكن بالتأكيد الكثير من الضحايا سيسقطوا اليوم.

ت/م: اعتذر عن التأخير في الرفع كنت في المصيف أهاها.

 

 

 

 

 

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=
37
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x