“هوووه~.” حرك روبين فمه، و كأنه يطلق زفيراً طويلاً، و لكن لم يخرج هواء، أخذ يضحك بصوت عالٍ، لكن لم يخرج منه صوت.

جسده نفسه كان عبارة عن تجسيد هلامي يشبه الدخان، و مع أن تجسيده ذاك كان ملئ بالثقوب إلا أنه يمكن رؤية ملامح وجه روبين إن أمعنت التدقيق فيه.

ضحكة روبين العالية تحول لإبتسامة كبيرة ظهرت على وجهه، و أخذ تلك الغيمة الضخمة الكهربية الضخمة لبضع ثوانٍ أخرى، من ثم اختفت إبتسامته، و أغلق التجسيد عينيه لبعض ثوانٍ… ثم بدأت الغيمة الكهربية الضخمة ترسل مجسات للمس تجسيد روبين.

*بلوم*

*بلوم*

6 مجسات خرجت من الغيمة الكهربية، و لمست 6 ثغرات في تجسيد روبين، ثم بدأت بضخ ما يشبه الدخان بداخلها، و مع أن الوتيرة كانت بطئية لتُرى بالعين المجردة، إلا أن تلك الثغرات كانت بلا شك تتضائل عن ذي قبل.

قبل ثلاثة أشهر تقريباً—.

في الفترة الي قضاها روبين في خيمة السجناء، و مع ازدياد معرفته بشؤون الروح، و أيضاً اختراقه عدة طبقات حماية في أرواح البراعم المصطنعة حتى الوصول لروحهم المبدئية مراراً، وتكراراً.

عرف أن الروح ليست مجرد إمتداد غير مرئي للجسد، و أنها تسكن الجسد كله كما كان يعتقد، بل هنالك ما يعرف بالروح المبدئية، و أن لها مكان خاص بها ترقد فيه، و مكان مرقد الروح المبدئية هو نطاقها الخاص، و عالمها الفريد.

أنه مكان محدد داخل الدماغ… روبين أطلق عليه لقب نطاق الروح.

علم أن المكان الذي سُحب له، و حُجز بداخله بواسطة الأب الشجرة هوفنهايم كان بلا شك هو نطاق الروح الخاص به، و أنه عندما دفعه الأب الشجرة ليبعد الإنفجار عن نطاق روحه، دفع روبين لأول مرة إلى نطاق روحه الخاص.

في ذلك اليوم وتلك الساعة، كانت أول مرة لوعي روبين أن يدخل نطاق روحه، و يشعر انه يمكنه الشعور بروحه، و التحرك بها بشكل منفصل عن جسده، ففي تلك اللحظة هو تحكم في تجسيد روحه من أجل محاصرة الأب الشجرة، و النجاة بنفسه بأقل الخسائر.

كل شيئ حدث في لحظة… لكنها بلا شك كانت تجربة لا تُنسى بالنسبة لروبين.

*القوة الروحية ليست مجرد نظام طاقة موازي لنظام الطاقة الداخلي؟ ليست مجرد طريقة للإستشعار، أو عمل هجمات غير مرئية؟ بل هناك روح حقيقية يمكن التحكم بها كجسد موازي، و لها نطاق موازي خاص بها؟* عشرات الأسئلة إنفجرت في رأس روبين بعدما أكتشف ما يدعى بنطاق الروح.

لذا كان أول شيئ حاول البحث فيه في خيمة السجناء كان نطاق الروح، و كيفية الدخول له… أراد إسترجاع ذلك الشعور مرة أخرى!

بغض النظر عن الشعور الفريد بأن لديك جسد من نوع آخر يمكنك إستخدامه، و عالم صغير داخل جسدك يمكنك الدخول إليه… إن تمكن روبين من رؤية روحه، و فحص إصابته فهذا افضل من أن يشعر بها، و سيعطيه فرصة أفضل لفهم تلك الإصابات و سيسرع عملية صنع تقنية للشفاء منها!

محدداً ذلك الهدف نصب عينيه، بدأ روبين العمل…

أولاً قام ببحث روح البرعم أمامه لمعرفة أي شيئ مفيد قد رأى البرعم في حياته حول ذلك الأمر، لكن بعد عدة محاولات فاشلة قرر إستخدام بحث الروح بطريقة أكثر عنفاً لتدمير روح البرعم ليرى ما سيحدث…

بعد عدة مرات من التدمير لاحظ روبين المكان تبدأ منه الشرارة في الدماغ، لذا قرر التوجه لتلك النقطة مباشرةً مع البراعم التاليين و تحسس تلك النقطة لعمل ثقب فيها ليرى خواصها، عندها تمكن من إيجاد اول لمحة عن روح أماي صوي المبدئية…

الروح المبدئية هي أساس الكائنات الحية التي يُبنى حولها كل شيء آخر، طالما ذلك الكائن الحي ما يزال ضعيف فلن يشعر بأن لديه *روح.* هو فقط يعرف في فطرته أن هنالك شيئ يحركه، و ذلك الشيئ يختفي حين يموت.

بعض المخلوقات الذكية يجادلون حتى أنه لا يوجد شيئ يسمى الروح، و أنهم أحياء بسبب الصدفة أو لأن الدماء تغذي رؤسهم فيُفكروا، أو أشياء أخرى كهذا، قائلين إن الروح مجرد خرافات!

فقط بعدما يصبح الكائن الحي أقوى تقوم الروح المبدئية بالتمدد لتشمل *طاقة الروح* التي يمكن لذلك الكائن التواصل معها، و إستخدامها في البحث، أو الهجوم، لكن الروح المبدئية نفسها ستظل مختبئة داخل قوقعتها *نطاق الروح* بدون حراك..

و إن دُمرت تلك القوقعة فلا مفر للروح المبدئية سوى التلاشي أيضاً… و هذا ما حدث في كل مرة دمر فيها روبين نطاق روح أحد البراعم أو حاول حتى إحداث ثقب فيه.

لكن هذا لم يردعه، عبر بحث روح مئات البراعم بدون توقف فهم روبين الكثير بشأن تلك النقطة في الدماغ و عن حقيقة الروح المبدئية الراقدة بداخلها، كل أبحاثه كانت تتمحور حول تلك النقطة لدرجة أن تعلم لغة أهل كوكب جرينلاند، و كل المعلومات التي عرفها جائته كأعراض جانبية لبحث الروح رغماً عن إرادته!

فقط بعد التأكد من موقع رقود الروح المبدئية في مكان معين في الدماغ، قرر أن يجرب التواصل مع خاصته…

محاولة دخول ذلك العالم الصغير لم يكن سهلاً أبداً على روبين، فهو مكان لا يفترض أن يكون بداخله أحد سوى الروح المبدئية.

 

استغرق روبين 13 يوماً من البحث المستمر عن هذا وتمكن أخيراً من إيجاد طريقة لدخول تلك النقطة بدون أن يقوم بتحطيمها بالكامل، و هى عن طريق عزل وعيه بالكامل عن جسده، و دفعه نحو تلك النقطة، في محاولةً منه لتسليم وعيه بالكامل لروحه البدائية… و قد نجح!

حتى ذلك لم يتم بشكل عادي، ما كان روبين ليتمكن من إدخال وعيه أساساً لولا أنه وجد موقع متضرر بشدة في نطاقه الروحي بسبب الانفجار، و من هناك فعل كل ما في وسعه لتمرير وعيه من خلال تلك البقعة المتضررة.

…بعدما عُزل وعي روبين بالكامل داخل روحه المبدئية تغير الواقع من حوله، وجد نفسه في مكان واسع إلى حدٍ ما، ولا يوجد فيه شيئ مادي، مجرد مساحات واسعة من البياض الناصع.

*هذا هو، لقد دخلت!!* صاح روبين لنفسه، مع أنه لم يتحرك خطوة من مكانه و مع أنه مجرد اكتشاف داخل جسده هو، إلا أنه شعر أنه وجد عالم مختلف تماماً..

بعد دهشته، و فرحته الأولين، أول شيئ حاول روبين فحصه كان هيئته نفسها، و التي وجدها مجرد تجسيد دخاني غير واضح لنفسه ملئ بالثقوب، لكنه أومئ برضا عندما رأه..

فالروح المبدئية لأماي صوي الموجودة في البراعم عبارة عن دودة دخانية صغيرة، و الروح المبدئية للأب الشجرة هوفنهايم عبارة عن كرة كبيرة الحجم لها فم ضخم… و مع انه لا يعرف بعد ما الذي تعنيه هذه المتغيرات، إلا أن إتخاذ تجسيد يشبه جسده الحقيقي بالتأكيد ليس بالشيء السيئ جداً..

لكن في تلك اللحظة أيضاً جاءه تنوير مفاجئ… أخيراً اتضح له أنه عندما أجبره الأب الشجرة هوفنهايم على الدخول لنطاق روحه الخاص بطريقةٍ ما، أنه عزل وعيه بالكامل عن جسده في تلك اللحظة، و هذا هو السبب الرئيسي وراء إغماءة لحوالي أسبوعين!

ليس بسبب شدة إصابته.. بل لأن وعيه عانى من أجل الخروج من نطاق روحه، و العودة للسيطرة على جسده مرة أخرى اخرى!

الأمر في النهاية تم بشكل تلقائي، وعي روبين تملص من سجنه، و عاد لوضعه الطبيعي للسيطرة على الجسد بالكامل بدون ان يدرك روبين حتى ماذا يحدث.

هذه النقطة بحد ذاتها جلبت أفكار كثيرة لروبين لمحاولة تطوير أساليب الروح الخاصة به، لكن كل تلك الافكار توقفت عندما رأى شيئ غريب داخل نطاقه الروحي…

إنها تلك الغيمة الكهربية الضخمة.. مع أن روبين لم يبق واعياً أكثر من ثانيتين داخل نطاقه الروحي أثناء الهجوم، إلا أنه قطعاً لم يذكر وجود شيء بهذا الحجم في نطاقه الروحي، كما انه لم يرى شيئ مثيل لها عندما كان في نطاق روح الأب الشجرة

هوفنهايم!

في البداية كان روبين خائف من حتى الإقتراب منها، لكنه في النهاية أقنع نفسه أنه إن كان ذلك الشيئ مؤذي، فوجوده بداخل نطاقه الروحي بدون معرفة ما هو سيكون أكبر خطأ ممكن، لذا بدأ يقترب…

و لم يستغرق الامر كثيراً حتى استوعب ما يرى… طاقة خالصة.

إنها الطاقة الروحية الناتجة عن تدمير 90% من طاقة روح الأب الشجرة هوفنهايم مع 60% من طاقة روح روبين.

—————-

ت/م: فين اللي قال سابقاً ان ما جناه روبين كان طاقة الانفجار XD

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=
10
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x