“سيد روبين! نحن بالفعل رأينا قوة جيشك و ندرك أنه يكافئ قواتنا الحالية، أنت تستحق أن تتحدث معي كنِد و شريك، لكن هذا كل شيئ.. لا تنس أن قواتنا ظلت مختبئة خلف الخنادق منذ مئات آلاف السنين، أتحسب ان قواتك هذه ستجلب لك النصر ضد الأب الشجرة هوفنهايم حقاً؟ أتدرك كم حجم قواته أساساً؟ بل ماذا ستفعل عندما يظهر السحرة؟! انت واهم!”
“انت تعتقد ان الكتيبة الذهبية تكافئ جيشك قوة؟ هيهي.. حسناً دعني اشاركك في وهمك، و نقول إن كتبيتي الذهبية تكافئ جيشك، السؤال الذي يطرح نفسه هو.. من قال لك أن هذا كامل جيشي أساساً؟” رفع روبين حاجبيه، و ضحك.
“انت..؟!” كلاً من فوغون، و إليس لم يعرفوا ماذا يقولوا بعد سماع روبين، هم يعلموا علم اليقين أن الجيش الذهبي في الخارج أقوى من جيشهم الحالي كله مجتمعاً، لكنهم مع ذلك لن يسقطوا بسهولة أمامه، لكن أتضح أنه ليس كل ما لديهم؟
لكن هذا معقول، أي جيش هذا الذي يكون مكون فقط من مستخدمي الدرجة الثانية و الثالثة من القوانين السماوية؟ هذه بلا شك هى كتيبة نخبة، و ليس الجسد الكامل للجيش!!
ثم أكمل روبين غير عابئ برد فعل فوغون. ” بالنسبة لجيش هوفنهايم، فأجل لدي بعض الأفكار.. ما سأقوله الآن هو مبني على ما أعتقد أن البراعم هى كائنات نصف خالدة ذات فترات حياة طويلة جداً، و انهم لم يموتوا بشكل طبيعي بعد، حسناً؟ حسب ما أعرفه فهو ينتج تقريباً 20 برعم عادي يومياً، برعم واحد كل شهر يمكنه إستخدام الدرجة الاولى من أي قانون، برعم واحد يمكنه إستخدام الدرجة الثانية من القوانين كل سنة، و ينتج البرعم الذي يمكنه إستخدام الدرجة الثالثة من القوانين كل 3 سنوات…”
ثم اكمل، “لو وضعنا هذا في الحسبان، و أنقصنا منها القوات التي قتلناها خلال الاشهر القليلة السابقة، و القوات التي قُتلت على مدار المئتا الف سنة، فـــ ما يزال يوجد لدى هوفنهايم تقريباً 500 مليون برعم تقريباً معظمهم لا يمكنهم إستخدام القوانين، أما الجيش الحقيقي من البراعم الذين يمكنهم استخدام القوانين من الدرجة الاولى و حتى الثالثة لن يتخطى الـ 2 مليون، خاصةً اصحاب الدرجات الثانية و الثالثة من القوانين لن يتخطوا الـ 100 الف أبداً.”
“…من أين لك بالمعلومات عن صنع البراعم؟” عقد فوغون حاجبيه، و سأل، مع أنه كان يحاول الحفاظ على رباطة جئشه، إلا أن صدمته من الارقام كانت ما تزال بادية.
هز روبين رأسه مبتسماً. ” صحيح ان لدينا عجز معلومات في التاريخ، لكن في الوقت الحاضر أخشى أن معلوماتنا تفوقكم بكثير، انا لست متأكد فحسب من الأعداد التقديرية للبراعم، أنا أعرف أيضاً أين هى أراضي تناسلهم!”
” تعرف أماكن تناسل البراعم؟ .. و مع ذلك، نصف مليار برعم و إثنان مليون مستخدم قوانين، أنت تقول تلك الارقام، و كأنها لا شئ، نحن تحالف القبائل تعاوننا على مدى مئات الاف السنين فقط لنبقى على قيد الحياة خلف الخنادق، من أين جائت لك هذه الثقة؟ أن كنت تسعى لدائرة سيطرة هوفنهايم فأنت تسعى لحرب إبادة ضد أب شجرة و ربما ضد بضع أباء أشجار لو جاءه تعزيز! أتقول أنه يمكنك الإنتصار إن قامت حرب إبادة بين قبيلتك بمفردها و بينهم؟” تكلم فوغون ببطئ شديد، صوت ضربات قلبه يمكن سماعها من خارج الخيمة.
“اجل.” رد روبين بدون لحظة تردد.
قبل أن يتمكن فوغون أو إبنته من قول شيئ، وقف روبين، و وقف بعده جابا، و قيصر، و أليسكاندر، ثم نظر في عينا فوغون و تكلم. ” أعتقد أن هذا اللقاء مر بشكل جيد، سأنتظر هدايا الجنود على أحر من الجمر! اه صحيح، سأبدأ غزو دائرة سيطرة الأب الشجرة هوفنهايم بعد أسبوع واحد من اليوم، سأعطيكم خيارين لا ثالث لهما.”
“خيارين ها.. ما هما؟”
” الخيار الأول هو أن تفعلوا كما قلت، أن تبقوا عند هذه الحدود و تعتبروا كل الأراضي التي اخذتموها هدية جيرة مني، و يمكنك حتى أن تبدأوا في الاحتفال أن جاركم الجديد سيكونوا بشر مثلكم ،و ليس تلك الشجرة اللعينة هاها.” ضحك روبين بصوت عال.
” و الثاني؟” تمالك فوغون نفسه، و سأل مجدداً.
أوقف روبين ضحكته، و عاد ليتكلم بجدية. “الثانية أن تقاتلوا جنباً إلى جنب معي، و عندها سأعطيكم المزيد من الأراضي، لكن تذكر جيداً أننا لسنا سواسية.. ستقاتلون بشروطي، و تحت قيادتي، و الأراضي و الكنوز التي ستأخذونها عند النصر انا من سأعطيها لكم وفقاً لمدى اجتهادكم في مساعدتي، اسمح لي أن اكون صريح بزيادة، في هذا الخيار ستكونوا مجرد أتباع، أو مرتزقة لا أكثر. أن اخترت هذا فتعال إلى التل المنحدر الذي يقع على بعد 75 كيلومتر من هنا بعد سبعة أيام من الآن، و معك جيشك الكامل.”
فوغون كان على وشك الانفجار صياحاً عند هذه النقطة، لكن روبين لوَح بيده، و أوقفه بسرعة، و تكلم قبله. ” قال لي رجل حكيم ذات مرة ان أنتقي كلماتي بحذر لأن الكلمة الخطأ قد تكون الفارق بين الجنة، و الجحيم، أنصحك بالمثل! .. لقد أعطيتك الخيارين، و كلاهما مفيد لك، سواءً بقيت مكانك، و إستمتعت بأراضيك الجديدة في سلام، أو جئت معي كتابع، و أخذ المزيد من الأراضي، و الكنوز، و المجد، ستربح في كلا الحالتين، فلماذا الغضب؟”
ثم أكمل بجدية. “يمكنك أخذ خيار ثالث طبعاً، كأن تنتظر حتى نبدأ الحرب، و تحاول انتهاز الفرصة مجدداً، و سرقة أراضي مني كما فعلت سابقاً، لكن عندها أقسم بكل ما هو تحت هذه السماء إني س أعود إدراجي لتدمير عشيرتك اولاً، لقد قلت ما عندي.. و أنت فكر، و أفعل ما تراه مناسب! هيا بنا.”
*شووو*
فتح روبين الستار عن الخيمة، و خرج بإبتسامة كبيرة على وجهه، ثم خرج ورائه أعوانه الثلاثة، و كأن شيئاً لم يحدث، الأغرب أن فوغون سمع روبين يضحك، و يُسلم على الجنود في الخارج، و كأنه لم يهدد بتدميرهم قبل قليل!!
*بفففـ*
مسحت إليس خيط من الدماء المنهمر بجانب فمها، و هى تنظر نحو باب الخيمة بغضب. “…ذلك.. الوغد الكريه!!”
اما فوغون فكان أكثر تماسكاً، بعد أكثر من دقيقة من خروج روبين أطلق تنهيدة طويلة و تمتم. “..إذاً هؤلاء هم جيراننا الجدد، ها؟”
الموضوع التاليالموضوع السابق