*كلوب كلوب كلوب*
” شوفتا لي كارط”
“سون فا فيش!”
“أوديه.. تي لي ماس؟”
“…..”
بعد اللقاء القصير بين الفتاة إليس، و رفاقها، و بين روبين، طار روبين، و معه قيصر، وجابا، و أليكساندر خلف فريق الفتاة إليس نحو مخيم البشر أمامهم
الطيران خلف مجموعة أشخاص يركبون وحوش ضخمة على هيئة أسود كان محرج بما يكفي، لكن الآن بعدما وصلوا لحدود المخيم و تباطئ الجميع بسبب الزحام، ثم حاوطهم أفراد الجيش من كل ناحية يشيرون، و يتهامسون، الوضع اصبح محرج أكثر..
خاصةً قيصر الذي ما تزال تبدو عليه ملامح الغضب لأنهم من كان عليهم المجيئ لزيارة البشر المحليين، و ليس العكس…
لا يمكن لأحد أن يبخس قوة جيش البشر المحلي، بقوة تفوق الـ 50 الف قديس و حكيم و الملايين من المشاة، جيش البشر الواقف أمامهم لديه القوة لتدمير عالم يورا بالكامل خلال بضع ساعات!
هذا قبل ظهور روبين بالطبع..
لكن الآن، إنس أمر تدمير كوكب يورا، فقط الكتيبة الذهبية تملك القوة الكافية لإكتساح جيش البشر المحلي إن تم اعطائهم الإشارة الخضراء، سيخسروا في المقابل بضع آلاف جندي بالطبع، لكن النصر مؤكد لجانب الكتيبة الذهبية… إذاً لماذا عليهم أن يبدأوا بالمهادنة؟ من المعروف ان البادئ بطلب السلام يكون بموقف ضعف!!
جابا و أليكساندر طاروا وراء روبين بوجوه بلا أي تعابير و كأنهم تماثيل، لكن قيصر اخذ يلقى نظرات الإستحقار منذ وضع عينه على الفتاة المدعوة إليس.. لكن بغرابة، حتى هو تغيرت ملامحه بعدما طاف داخل المخيمات لفترة.
نظرات البشر المحليين لم تكن إستفزازية كما توقع، لم تكن تقول :*جعلناكم تأتون حتى عندنا أيها الضعفاء* كما توقع، بل على العكس.. عادت نظراتهم لتكون مملوءة بالفضول مجدداً!
من نظرات فضول، و فرحة عند أول لقاء.. لنظرات غضب، و استعداد للقتال بعدما اكتشفوا أنه لا يمكنهم التواصل بنفس اللغة.. و الأن عاد الوضع لنظرات فضول مجدداً؟
*ما خطب أولائك المحليين بالضبط؟* سؤال إنفجر في رأس قيصر، و هو يراقب المحليين من حوله، لكن لم يكن لديه الوقت الكافي ليعرف ما خطبهم بالضبط.
ففي اللحظة التالية وقف الموكب أمام خيمة سوداء ضخمة، وهبط الجميع من على ظهور الأسود مُشكلين صفين طوليين على جانبي باب الخيمة، ثم تقدمت الفتاة إليس نحو الخيمة ففتحت بابها الخفيف، و أشارت لروبين و البقية بالدخول بدون قول كلمة إضافية..
*باا*
*خطوة خطوة خطوة*
هبط روبين بين صفي الجنود، و من بعده أليكساندر، و جابا، ثم قيصر، و بدأ اربعتهم بالتقدم على أقدامهم نحو باب الخيمة، حتى مرو بجانب إليس و دخلوها أخيراً..
رائحة البخور الكثيف هاجمت أنوفهم فور دخول الخيمة، رائحة عطرة قوية طغت على روائح الدماء، و روث الوحوش المنتشر خارج الخيمة، تجعل من يدخل الخيمة يشعر، و كأنه انفصل عن العالم في الخارج..
“اهلاً و مرحباً بالغرباء..”
صوت قوي، وهادئ بلغة أهل جرينلاند جاء من وراء كومة الحطب المشتعلة في منتصف الخيمة جاذباً أنظار الجميع نحو شخص أسمر اللون يبدو في الخمسينات من عمره، الندوب تلمئ نصف وجهه كأنه خرج من قتال حتى الموت مع حفنة اسود، و لحية ناصعة البياض تزين النصف الثاني.
قيصر، و البقية عقدوا حواجبهم عندما رأوه، هالته التي توحي بالخطر، و كلمته -الغرباء- كانا كافيين ليشعروا بالتهديد منه مع أنه كان جالس بهدوء مغلق العينين…
كلهم لا ارادياً رفعوا درجة استعدادهم، و هم يفكروا في نفس الشيئ: *قوي!!*
“هاها لا يوجد غرباء هنا أيها السيد، فقط اقرباء ضائعون…” ضحك روبين، و رد بصوت عالٍ، ثم أخذ بضع خطوات، و جلس بإرتياح غريب أمام العجوز الأسمر و كأنه صديقه القديم. ” لدينا تاريخ مشترك و عدو مشترك أيها الاخ، لا يجب أن نحتاط من بعضنا البعض بينما نحن عائلة واحدة! بالمناسبة ما هو أسمك؟””
“همف، اقرباء و تاريخ مشترك؟ غريب.. لماذا لا يتكلم اقربائنا لغتنا؟ و لماذا لا يعرف أصحاب تاريخنا المشترك أصلنا و هدفنا؟” إبتسامة صغيرة ظهرت على وجه العجوز الأسمر، حتى إبنته إليس وقفت بجانبه تنظر نحو روبين، و البقية بنظرات معقدة.
“هيه~ بعد وقوع حرب الإبادة ضد الآباء الأشجار تناثر أبناء جنسنا في أنحاء العالم غصباً، و قبل الإفتراق تعاهدنا على بناء قوتنا، و اللقاء مجدداً ذات يوم، أهكذا تستقبل أبناء عمومتك أيها السيد؟ لقد خاب أملي.” روبين تنهد، و هز رأسه بخيبة أمل واضحة.
حتى قيصر، و البقية خلفه عقدوا حواجبهم لوهلة لا ارادياً عندما سمعوا ما قاله، لكنهم عادوا لملامحهم الطبيعية في لمح البصر.. أقرباء، و حرب عالمية، و افتراق؟ ما هذا؟! هو لم يذكر أياً من هذا في تلخيصه السابق!!
“…..” فتح العجوز الأسمر عيناه قليلاً، و اخذ يتفصح روبين، ثم حولها ليراقب ردود فعل قيصر، و البقية لبضع ثوانٍ قبل أن يتكلم. ” يبدو أن حتى أتباعك لا يعرفون عن ماذا تتكلم يا صاح…”
“للأسف هذا مخزي، لكنه طبيعي، أنها أول مرة يسمعون عن شيئ كهذا!” رفع روبين كلتا يديه بقلة حيلة. ” انت تعرف مدى صعوبة إدارة قبيلة كبيرة أيها الأخ، لكل شخص طريقته الخاصة في السيطرة على أتباعه، أما أسلاف قبيلتنا نحن فقرروا أن لا يمرروا الحكايات عن الفظائع التي حصلت لجنسنا للجيل الجديد حتى يكبروا بشكل لائق، و لا يعميهم الغضب، و بالتالي تم تزييف التاريخ، و حتى تغيير اللغة، و دثر كل شيئ يشير للماضي الأليم! فقط رئيس القبيلة من كل جيل يكون لديه عِلم بهذه الأشياء.”
” دثر تاريخنا و لغتنا؟ ياللعار!!” ضرب العجوز الأسمر بيده على فخذه بقوة، و صاح بغضب، أخيراً فتح عينه بالكامل.
“اوافقك تماماً! من لا أصل له لا مستقبل له، لهذا عندما تسلمت قيادة القبيلة قررت أن أعيد الاتصال مع اقاربنا الضائعين من زمن الحرب القديمة، فجلبت أقوى محاربي القبيلة و اخترقت الطريق إلى هنا أملاً أن التقي ببشر آخرين، و أخيراً إلتقينا بكم!” فتح روبين يديه على مصرعيها، و تكلم بحماسة، ثم قام بلمِها و تابع بصوت منخفض. “اخي، أنت لا تنوي معاقبتنا على القرارات التي اتخذها أسلافنا، صحيح؟ لقد جئنا لكم نريد الوصال، أستكونوا القاطعين؟”
أبق العجوز الأسمر عينيه على روبين لحوالي دقيقة كاملة، ثم اغلقها مجدداً ببطئ و رد. ” فوغون ريكسيس… هذا هو اسمي.”
الموضوع التاليالموضوع السابق