*سووووش*

*سووش سووش سووش*

“معاليك، أانت بخير؟!”

“أبي!! لقد اقلقتنا عليك كثيراً”

“اه! معاليه قام حقاً!!!”

الأخبار عن قيام روبين من نومه أخذت كل من فوق التلة بعاصفة، في غمضة عين إمتلئت الخيمة الإمبراطورية بالحكماء مستعملي قانون الحياة الرئيسي، و الأطباء المتخصصين، و حتى كبار الجينرالات مثل إليزابيث، و زارا كانوا من ضمنهم.

و من لم يتمكن من دخول الخيمة بسبب انخفاض مكانته أو لأنه يرى أنه لن يفيد بشيئ لو دخل الآن و ساهم في إزدحام الخيمة، ظل واقفاً في الخارج ينتظر رؤية معاليه أو حتى سماع أخبار جيدة من الذين دخلوا، الجينرال أليكساندر كان أحد هؤلاء…

رد فعل روبين على دخول هذا العدد من الاشخاص لخيمته كان *لطيف* بعض الشيئ، هو فقط اكتفى بالإبتسام، و الإيماء، ترك من يريد فحص جسده بحسه بالروحي يفعلها على راحته، و اكتفى بإحتضان زارا، و التربيت على ظهرها ليطمئنها عليه، لكن هذا كل شيئ…

عندما لاحظت إليزابيث هذا عقدت حاجبيها و صفقت. ” حسناً، حسناً، لقد إطمئننتم على معاليه، دعونا نخرج الآن و نترك معاليه يستريح.”

كل الموجودين داخل الخيمة ظهر عليهم ملامح الحزن، و خيبة الأمل عند سماع هذا، لكنهم مع ذلك لم يضيعوا المزيد من الوقت، كلهم بدأوا بالإنحناء، واحد وراء الآخر، و الخروج من الخيمة بهدوء.

“إليزابيث، انتظري انتي..” لأول مرة منذ وصل الحشد نطق روبين عندما أوشكت إليزابيث على الخروج.

“…؟ حاضر.” توقفت إليزابيث بخطوة واحدة قبل الخروج من الخيمة، و عادت للنظر نحو روبين بالمزيد من عدم الإرتياح، صوت روبين كان ضعيف جداً…

“هل أخرج أنا يا أبي؟” رفعت زارا رأسها من حضنه، و سألت.

إبتسم روبين، و اكتفى بهز رأسه بلطف، ثم عاد للصمت مجدداً…

“….هل يمكنني أن اسأل عن ما حدث ذلك اليوم؟ و ما هى حالتك الآن؟” ظلت أليزابيث صامتة لبضع ثوان بعدها لم تتمكن من تمالك نفسها أكثر، و سألت.

تعابير وجه روبين اللطيفة، و عيناه النصف مفتوحتين، و حتى حركاته البطيئة في التربيت على ظهر زارا و شعرها ينبؤون بالخطر، فهذه ليست طبيعة روبين.

حتى زارا لاحظت هذا و إتخذت من وجودها في حضن روبين ذريعة لفحص حالته بأدق شكل ممكن، لكنها لم تجد شيئ..

رفع روبين رأسه، و نظر نحو إليزابيث بإبتسامته اللطيفة تلك، و تكلم بصعوبة واضحة. ” ….ذلك اليوم كنت أحاول قراءة روح ذلك المخلوق لأعرف ما يجري حولنا من خلال ذكرياته… لكن بعد التعمق بعض الشيئ في روحه وجدت مقاومة شديدة جداً… مقاومة بهذا المستوى لا يجب أن تكون لدى شخص في نصف خطوة مستوى إمبراطور حتى، بغض النظر عن ذا المستوى 14 الذي كنت افحص روحه… بعدها شعرت أن محيطي تغير فجأة و إنتقلت روحي لمكان واسع جداً، و وجدت نفسي أقف أمام كتلة ضخمة عديمة الهيئة، و شعرت بعدائية منها، بسرعة إكتشفت أنها كانت روح، روح قوية جداً لم أرى مثيلاً لها من قبل… لذا حاولت سحب روحي بسرعة حتى لا اصطدم بها… لكن المشكلة اني لم أعد أتجول في روح ذلك الكائن الابيض بل نُقلت لمكان آخر، و لم أعرف طريقاً للعودة بسرعة…”

” و ماذا حدث بعد ذلك؟!” سألت إليزابيث مجدداً عندما رأت روبين توقف عن التكلم لبضع ثوانٍ.

“…. اثناء محاولاتي لإيجاد طريق للهرب تحولت تلك الروح القوية إلى الهجوم… المئات من أوساط تشبه فروع الشجر لاحقتني، و إلتفت حولي، منعتني من سحب روحي… و بعد تثبيت روحي في مكانها، تقدمت كتلة روحية كبيرة نحوي ببطئ، و رأيت في الكتلة عديمة الهيئة فُتحة تشبه الفم بدأ يُفتح بإتجاهي، شعرت منه بنية قتل شرسة… نية تلك الروح كانت واضحة، لقد كانت تريد إفتراس روحي…”

“اه!!” تراجعت زارا من حضن والدها، و وضعت يدها على فمها الصغير، إفتراس روح؟ مجرد المصطلح نفسه يرسل قشعريرة قوية في كل أنحاء الجسد!

صمت روبين لبضع ثوانٍ أخرى، ثم اكمل. “…. لم أكن أعرف ماذا أفعل أمام ذلك الفم المفتوح… ليس الأمر كما لو أني كنت أضعف بكثير لدرجة أني كنت كالنملة أمام تلك الروح.. بل المشكلة روحي كانت كتلة خام من الطاقة، ولا أعرف كيف أتلاعب بها لإرسال الهجمات أو للدفاع… الأمر كأن حوت ضخم وجد نفسه على البر في مواجهة وحش بري محلي… لذا عندما وجدت الوضع ميؤوس منه، لا يمكنني التراجع، و لا أعرف كيف أدافع عن نفسي… قررت تفجير روحي، و الموت سوياً مع تلك الروح الشاذة….”

“تفجير روحك؟! أنت الأن..؟!” جسد إليزابيث إرتعش عندما سمعت هذا، و أخذت بضع خطوات بإتجاه روبين في قلق واضح.

ما الذي يعنيه تفجير الروح؟ الإنسان ما هو إلا جسد و روح… لو مات الجسد ستتحول الروح إلى شبح يطوف في الأرجاء لبضع الوقت قبل أن يتبدد، و في أسوأ الأحوال قد تتلاشى الروح مباشرةً بعد موت الجسد.

و لو تضررت الروح فسيتحول الجسد إلى ما يشبه الخضار، مجرد شيئ حي بلا هوية أو فِكر خاص به، و في أسوأ الحالات ستتوقف العمليات الحيوية، و يبدأ الجسد في التعفن..

هذا ليس بشيئ يحتاج لعمليات حسابية أو بحث من روبين، بل معلومات عامة يعرفها الجميع منذ قديم الأزل.

لو قام روبين بتفجير روحه في تلك اللحظة، فالجالس أمامها الآن يكون…

 

 

 

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x