“هكذا إذاً.. هكذا إذاً!” تمتم جابا بأعين مفتوحة على آخرها. ” أولائك البشر يشبهونكم كثيراً يا بشر كوكب يورا، لو اعطيتوهم الدروع الذهبية فلن يكون هنالك أي فارق بينكم، لهذا تلك الكائنات البشرية البيضاء لم تتردد في قتالنا عندما رأونا أول مرة، لأنهم ظنوا أنكم هم!!”

“هذا..” العجوز غو، و فيكتوريا، و البقية تبادلوا النظرات عند سماع كلمات جابا، هذا كان ممكن جداً، بل يمكن القول أنه لا يوجد تفسير آخر.

عندما يأتيك جيش من كوكب آخر فأول شيئ ستحاول فعله هو محاولة التواصل لتعرف من هم، و ماذا يريدون، و ما إن كان هنالك أمل لحل الموضوع بشكل سلمي، أي أحمق سيحاول مهاجمة القادمين الجدد مباشرةً؟ حتى لو تمكن من قتلهم بطريقةٍ ما، ألن يكون هذا كسب عداوة أبدية مع الكوكب الآخر؟ هذا كان من أكثر الأشياء الغير منطقية التي شغلت عقول كل أفراد الكتيبة الذهبية.

لكن كلام جابا الآن أخيراً ريح عقولهم، لا عجب أنهم يحاولوا بدأ محاولات سلام، لا عجب انهم هاجموا مباشرة بلا كلام، فحسب ما يروه أمامهم لا يوجد داعي للكلام، عندما ترى كتيبة ضخمة من أعدائك اللدودين داخل أرضك، هل ستعتقد أنهم جاؤوا في سلام؟ رد فعلهم طبيعي جداً!

“ياللحظ السيئ.. من بين كل الكواكب في الوجود، و من بين كل الأماكن التي يمكن أن نهبط فيها بسلام، هبطنا في مكان حيث ظن السكان المحليين أننا أعدائهم القدامى؟ ما هذا الحظ؟” تكلم أحد قديسي عائلة بورتون الكبار، و هو يهز رأسه بنصف ضحكة، القدر كان يلعب معهم حقاً!

“من يعلم ما إن كانوا محليين أم لا..” هز العجوز غو رأسه. ” لا يسعني إلا التفكير ان أحد الجنسين الذي نراهما الان هو جنس غريب عن الكوكب، مثلنا، و أغلب الظن أنهم أولائك البيض!”

“هذا…”

*بووم بووم بووم*

” ….أهذه مشكلة حقاً؟” تكلم جابا فجأة بتعابير وجه متحمسة، متجاهلاً الهجمات المتتالية التي ما تزال تُمطر عليهم.

عقد العجوز غو و البقية حواجبهم عندما سمعوا كلام جابا، لكنهم اكتفوا بالنظر نحوه منتظرينه يكمل كلامه.

“تلك الكائنات البشرية البيضاء، و الأهم، زعيمهم، يعتقدون أننا أعدائهم القدامى، يعني أننا سكان محليين من كوكب جرينلاند في نظرهم.. و الآن أنظروا هناك، ماذا ترون؟” أشار جابا نحو جيش البشر الهائل أمامهم، ” أنظروا إلى ملامحهم، من الواضح انهم متحمسين لرؤيتنا، لا يوجد واحد منهم ينظر نحونا بإستغراب أو صدمة بل يبدو و كأننا إخوتهم الضائعين منذ سنوات، لسببٍ ما هم أيضاً لا يبدو أنهم يعتقدون أننا غرباء عن هذا الكوكب…”

“انت تقصد..؟” قيصر تمتم منهدشاً
أعطى جابا إبتسامة كبيرة و تكلم. “سوء التفاهم الذي جرى أوهم الجميع أننا سكان محليين، لا أحد يتعامل معنا على أننا غزاة جئنا من كوكب آخر، أتعرفون جميعاً ما يعنيه هذا لنا؟”

فتح الجميع أعينهم على مصرعيها، كيف لا يعرفوا؟ لقد جاؤوا بجيش صغير لحماية روبين و هو يحاول عمل علاقات دبلوماسية، و تجارية مع زعماء هذا الكوكب، حسب إعلان روبين فإن كل مراده هو الإستفادة من خبرات الكوكب المتراكمة، و مواردهم الفريدة في تقوية جيشه، هو لم يأتي للقتل بشكل أعمى.

لكن الكلام أسهل من التنفيذ، من سيؤأمن لجيش فضائي؟ على الأقل ستحصل بضع معارك قبل أن يقتنع السكان المحليين أن عليهم حني رؤوسهم، و حتى بعدها لن يعطوا الأمان أبداً لطرف خارجي.

أما غزو العالم بشكل مباشر، و إخضاعه تحت امبراطورية البداية الحقيقية، هذا اصعب حتى، ستكون حرب مدمرة تمتد لسنوات، و ربما عقود، و تستنفذ موارد كِلا الفريقين، هذا ليس شيئ قد يريده روبين الذي يسعى جاهداً لتقوية جيشه قبل الغزو على نيهاري!

لهذا شعر الجميع بالإحباط عندما ظنوا ان هويتهم كُشفت قبل أن يحقق روبين موطئ قدم له في كوكب جرينلاند، لأن هذا يعني انه سيكون عليهم اخذ طريق الحرب المباشرة لإخضاع الكوكب!

لكن لو كان الجميع يعتقدون أن روبين و رفاقه هم من السكان المحليين…

عندما فكر العجوز غو في الإحتمالات الهائلة التي يمكن إستغلالها بوضعهم الجديد، نظر نحو جابا بإحترام، ثم تنهد، و سأل. ”هيه~ ما هى الخطوة التالية، ايها القائد الثاني؟”

لكن جابا لم يرد مباشرةً، بل ظل يراقب المعركة أمامه لبضع لحظات قبل ان يرد بهدوء. “…بدأ معركة واسعة النطاق كهذه و بعد ظهورنا مباشرة بالتأكيد ليس مصادفة، يبدو أن البشر في هذا العالم عرفوا أن هنالك معركة تدور داخل أراضي أعدائهم بطريقةٍ ما لهذا قرروا انتهاز الفرصة، و توغلوا داخل أراضيهم، و الآن ظهورنا أمامهم بينما تقوم تلك الكائنات البشرية البيضاء بمهاجمتنا أعطتهم الإجابة التي يبحثون عنها، أنهم الآن يعرفون أننا من اعطيناهم هذه الفرصة، يعرفون أننا أعداء أعدائهم.”

” أعداء أعداءهم…” تمتمت فيكتوريا بصوت منخفض.

عندما سمعها جابا قهقه بصوت عالٍ. ” اجل، عدو العدو صديق، كيف نترك اصدقاءنا يواجوا العدو بمفردهم؟”

ثم بتلويحة من يده ظهرت مطرقة حرب ذهبية ضخمة أشار بها نحو المعركة الهائلة التي تقع أمامه، و قال كلمة واحدة، “هجوم.”

 

 

 

 

 

 

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x