*بووووم*

*بووم بووم بووم*

*بززززززتــــ*

بدى جابا و كأنه لا يملك السيطرة على فكِه السفلي الذي سقط بعدما رأى المنظر أمامه، و ليس هو وحده… العجوز غو و فيكتوريا و بقية الحكماء في الصفوف الأمامية وقفوا أيضاً بفِم مفتوح يحدقون في المنظر الغريب أمامهم.

الكائنات البشرية البيضاء الذين أتعبوهم منذ وطئوا لهذا الكوكب متورطين الآن في معركة هائلة، و واحدة يبدو أنها مستمرة منذ عدة ساعات أيضاً…

أعدائهم ليسوا وحوشاً أو كائنات تشبه البشر مثلهم، بل بشر، ليس لديهم زي موحد، لكن يرتدون ملابس منسوجة من خيوط الصوف، و دروعاً معدنية تقليدية، سواءً الوجوه، أو الأجساد، أو الهالة، تقريباً كل شبئ حولهم مطابق لبشر عالم يورا!

المعركة تضم جيش تعداده 3 ملايين جندي عادي، و حوالي 40 الف قديس و حكيم من ناحية الكائنات البشرية البيضاء، مقابل مليوني جندي عادي، و حوالي 50 الف قديس و حكيم من ناحية البشر.

جيش البشر كان يتبع تكتيك مشابه لما قرره روبين بعدما رأى الصواعق، بحيث أنه لم يكن كل حكمائهم، و قديسيهم طائرين، بل نصفهم، أي أن هنالك حالياً 40 الف من الكائنات البشرية البيضاء ضد 25 الف من البشر في معركة جوية، بينما بقية حكماء و قديسي البشر على الأرض يساعدوا القوات الأرضية أحياناً، و يدعموا قواتهم الجوية أحياناً!

الشيئ الآخر الذي يستحق الملاحظة هو الكائنات الأخرى في ساحة المعركة…

مثلاً أن الأجواء لم تكن خالصة للحكماء، و القديسين من كل جانب، بل هنالك أسراب من ملايين الحشرات التي تشبه النحل تهاجم حكماء و قديسين الكائنات البشرية البيضاء!

تلك الحشرات في حجم قبضة يد رجل بالغ، بالإضافة إلى أعدادهم الضخمة ،و تركزيهم في الهجوم على حكماء و قديسي الكائنات البشرية البيضاء جعلهم تهديداً مستمراً و خطيراً، و مع أن كل كل هجوم من قديس من الكائنات البشرية البيضاء يمكنه إسقاط المئات أو حتى الآلاف من تلك الكائنات، إلا أن وجودهم و إزعاجهم المستمر أمال الكفة في المعركة الجوية بشكل كبير نحو البشر…

كان هنالك أيضاً وحوش أرضية أخرى تشبه وحيد القرن يستخدمها البشر كمطية و وحوش أخرى عملاقة مُحمل عليها العتاد، و المؤن، و تحمل أعشاش الحشرات التي تقاتل مع القديسين و الحكماء، و حتى وحوش أخرى بحجم الكلاب، لكنها سريعة جداً، و تحدث فارق في أرضية المعركة.

مع أن الكفة العددية كانت بشكل واضح تميل نحو الكائنات البشرية البيضاء، إلا أن المعركة متكافئة تقريباً!

و الأهم من كل هذا هى أن أعداد فارغي العيون قليلة جداً…

لو كانت كل تلك الكائنات من فارغي العيون و هاجموهم كما هاجموا الكتيبة الذهبية فكل تلك التكيكات من جانب البشر ما كانت لتكون ذات فائدة، تلك المعركة كانت لتنتهي بعد بدأها مباشرةً بدمار الجيشين، لكن الكائنات البشرية البيضاء هنا تقاتل و تتراجع كأي جيش عادي، هذا ما أوصل المعركة إلى التوازن التي هى فيه الآن.

توازن يبدو نوعاً ما مخيف، المعركة لو أكملت على نفس الوتيرة قد تأخذ اياماً حتى تنتهي، و قد تنتهي حتى بخسارة جيش لكن إنسحاب الآخر بسبب الأضرار التي تلقاها!

يسهل التنبؤ بماذا كان ليحدث لو لم يكن اكثر من نصف جيش الكائنات البشرية البيضاء مشغول بمحاصرة الكتيبة الذهبية…

“ما الذي.. يحدث هنا؟!” تمتم أحد حكماء قوات الرياح، عيناه مفتوحتان على آخرهما.

هذه ليست معركة… حجم المعركة، و نية القتل الكثيفة في الجو تقول بوضوح أن هذه ليست مجرد معركة على قطعة أرض أو كسب سُلطة، بل حرب هى أقرب إلى حرب إبادة عرقية حيث يتم محو الخاسر!!

جابا لم يكن يدري بماذا يرد، بل لم يكن يتوقع هذا من قريب أو بعيد… منذ عرف خطة حكماء، و قديسين الكائنات البشرية البيضاء للتراجع، و هو قرر فوراً أن يتبعهم… فما الشيئ المهم الذي يستدعي أن يسحب قائد تلك المخلوقات أكثر من نصف جيشه ضد غزاة فضائيين؟ سوااءً كان هنالك مشكلة أو كان ذلك الشخص يعد لخطة ما، عليه أن يذهب ليراه، و يدمره قبل أن يبدأ!

لكنه مع ذلك إنتظر عمداً طوال الليل، و أعطاهم الوقت الكافي لترك مسافة كبيرة بينهم، لماذا؟ لأن القديسين و الحكماء الذين لم يغادروا سيطاردوهم بالتأكيد عندما يهبطوا من التل، و هو لم يرد أن يعود القديسين و الحكماء الذين تركوهم، و غادروا عندما يسمعوا بأنه تتم مطاردتهم و يتعرضوا لهجوم كماشة من الأمام و الخلف، لو حدث هذا فحتى قبة اللهب الأبيض لن تحميهم من هجوم 60 الف قديس و حكيم!

مع أنه أخذ احتياطاته قبل أن يصدر الأمر بالمطاردة، إلا أنه كان مستعداً كلياً لحدوث شيئ غير متوقع قد يدمر الجيش الذهبي بالكامل، مع ذلك أخذ المغامرة و أمر بالتحرك… لكن ليس في أشد أحلامه جموحاً توقع أن يرى ما يراه الآن!

*بووم بووم بووم*

منذ خرج جابا، و الصفوف الأمامية من الغابة لم تمر ثانيتين بعد، لكن في خلال تلك الثانيتين القصيرتين تلقوا الآلاف من الهجمات من الأعلى، كان بادٍ على القديسين و الحكماء الذي يطاردونهم الغضب، و الشعور بالفشل لأن لم يتمكنوا من إيقاف جابا و البقية، لذا تجاهلوا ارهاقهم، و زادوا وتيرة الهجوم.. لولا أن الصفوف الخلفية لم يخرجوا من الغابة من الكامل بعد و ما يزالوا يدافعوا بإستماتة، و يرسلوا هجمات معاكسة لأحدثت تلك الهجمات ضرراً هائلاً.

تلك الهجمات أيقظت جابا، و بقية الجينرالات من صدمتهم و كانوا على وشك دخول تلك التشكيلة الدفاعية للتعامل مع الهجمات القادمة من الاعلى، لكن في تلك اللحظة جاء صوت من ناحية ساحة المعركة:

” ساعيم دي لاخ!”

شعر جابا بنبرة متحمسة في تلك الصيحة و حتى بعض الفرح، لم يتمكن من قمع فضوله إلى أنه مجدداً أعاد توجيه نظره نحو مصدر الصوت…

لقد كان أحد حكماء البشر، ينظر بدوره نحو جابا، و البقية بأعين كلها دهشة، و سعادة، و الاهم، بدى من نظرته و كأنه فهم شيئاً.

” ساعيم دي لاخ!”

” ساعيم دي لاخ!”

بعد صيحة ذلك الحكيم بدأ بقية قديسي، و الحكماء البشر ينظرون بإتجاه الكتيبة الذهبية بنفس النظرة و رددوا نفس الصيحة، ثم تبعهم قوات البشر الأرضي.

بسرعة بدأت موجة هجومية من البشر أخذت بدفع الكائنات البشرية البيضاء إلى الخلف!

 

 

 

 

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x