بعد سبعة أيام من سقوط روبين—

الأيام التي تلت الهجوم الثاني الشامل من جيش الكائنات البشرية البيضاء لم يشهد أي سلام، و لم يشهد أي حرب أيضاً..

توقف الجحافل الأرضية أمام السور، و تراجع القديسين و الحكماء السريع لم يدم طويلاً، تحت حس فارغي العيون عاد الجيش للتقدم مرة أخرى، لكن بحذر اكبر هذه المرة..

كان واضح أن المخلوقات البشرية البيضاء فاقدي العيون حاولوا كثيراً تحميس الجحافل الأرضية للقفز أعلى السور مجدداً، و بالفعل بعضهم فعلها تحت الضغط و بدأ بالتسلق، لكن كلهم سقطوا على الأرض مجدداً بدون أجساد كاملة، مزيداً بذلك الرهبة داخل الجحافل الأرضية الذي كادت تنكسر أعناقهم و هم ينظرون نحو افراد الكتيبة الذهبية أعلى السور برهبة.

لذا الصفوف الأولى من الجحافل الأرضية بدأوا بالبحث في السور عن أي ثغرة يمكنهم إستغلالها لإجتيازه، أو عن نقطة ضعف يمكنه الهجوم عليها و إسقاطها، بعضهم بدأ بعمل تجمعات من أولائك في قمة نطاق الفروسية، و الهجوم على مناطق معينة في السور لإضعافها.. لكن بدون جدوى.

المحاولات اليائسة أصبحت نوعاً من التسلية بالنسبة لقديسي عائلة بورتون الذين إنشغلوا بالرهان على ماذا سيحدث بعد قليل و أي بقعة سيهاجموا، أو ما إن كان هنالك شخص أحمق جديد سيحاول تسلق السور…

لكن المسؤولين بينهم عقد حاجبيه… تحركات الكائنات البشرية البيضاء حالياً أصبحت طبيعية تماماً، بل يمكن القول انهم متمرسون على الحروب، و كيفية إسقاط الدفاعات، السور الذي صممه معاليه روبين كان ببساطة إختبار شديد جداً عليهم.

كيف لجيش متمرس كهذا أن يكون خائف؟

واضح جداً من أعينهم أنهم يتذكروا احداث المعركة السابقة التي دامت لساعات… المعركة التي مات فيها حفنة من افراد الكتيبة الذهبية مقابل الملايين منهم!

من مجرد بلهاء لا يعرفون الخوف إلى جنود متمرسين مرعوبين.. التغير سريع جداً و كبير جداً!

الشيئ الغريب الثاني أنه عندما قال أحد القديسين بالصياح غاضباً، و إستهداف أحد فارغي العيون بالأسفل فقتله، شخص آخر عشوائي من بين المخلوقات البشرية البيضاء تحولت ملامحه للشراسة، اختفى بؤبؤ عينه، و اخذ موقعه في الصفوف الأمامية مكان الشخص الذي مات و كأن شيئاً لم يكن.

تم تكرار هذه العملية و تم اصطياد الآلاف من فارغي العيون، لكنهم دائماً كانوا يعاودوا الظهور، وُجد أنه دائماً يوجد 327 فارغ عين بين الجحافل الأرضية مهما قُتل منهم.

الاكثر غرابة في الامر أن بقية المخلوقات البشرية البيضاء تطيع فارغي العيون الجدد و كأنه شيئاً لم يكن…

قبل دقيقة يكون رفيقك بجوارك يحاول النجاة فحسب و بعدها بثانية يصبح رئيسيك الذي يحسك على قتل نفسك في المعركة… هذا المشهد زاد تسلية قديسي عائلة بورتون كثيراً الذين بدأوا بوضع الرهانات على المكان الذي سيظهر فيه فارغ العين الذي سيقتلونه هذه المرة

لكن بالطبع التسلية لم تثنيهم عن التبليغ على كل تلك الأحداث، و الملاحظات المُهمة فوراً للجينرالات، و للقائد العام الثاني جابا.

أما قديسي و حكماء المخلوقات البشرية البيضاء فقد كانوا أكثر حذراً حتى، يتقدم بعضهم لإلقاء بعض الهجمات الدقيقة على مناطق متفرقة من مصفوفة قبة الطاقة لإختبارها بعدها يفروا عائدين بسرعة قبل أن تعيد القبة إرسال الهجمات عليهم، أو قبل قيام حكماء قوات الرياح بإطلاق الأسهم السوداء نحوهم.

الدفاعات الجديدة القوية التي حمَت التلة جنباً إلى جنب مع رهبة المخلوقات البشرية البيضاء و إستعادة خوفهم الطبيعي من الموت ككائنات حية، كل هذا سهل الحياة على جابا، و الكتيبة الذهبية إلى حدٍ كبير.

المعركة هذه المرة لم تكن بربع شدة الأولى مع إنها استمرت لعدة أيام، بل يمكن القول إن هذه ليست معركة اساساً!

مع أن الحصار حول التلة إشتد لدرجة أن النملة لا يمكنها الخروج، أو الدخول من التل، إلا ان الحياة فوق التل كانت مسترخية جداً…

بوجود الكثير من الطعام في خواتمهم الفراغية و الكثير من البذور التي يمكن لقوات الحياة تحويلها لأشجار مثمرة، لن يخشى أحد الموت جوعاً.

*المعركة* كانت تدور و الحصار يشتد، لكن فوق التلة الشباب كانوا مشغولين بمعالجة الحكماء الستة آلاف، و أعداد الطعام و اللعب!

بالطبع لم يكونوا كلهم محظوظين جداً.. إليزابيث، و قوات النباتات ما يزالوا يُعانوا بشدة لأنه لا توجد مصفوفة لحمايتهم من الهجمات التحت أرضية، يمكن القول أن قوات النبات هم الوحيدين في حالة الحرب حالياً.

لكن حتى هم الضغط عليهم لم يكن بهذه الشدة، فبعد كل شيئ لم يجرؤ أي قديس، أو حكيم من الأعداء على الإقتراب كثيراً من القبة ليدخل في المدى المناسب للهجوم..

بعد عشرة أيام من سقوط روبين—

نصف الجحافل الارضية للمخلوقات البشرية البيضاء إنسحبت من أمام السور و أسرعت بإتجاه شمال-غرب.

عندما سمع جابا التقرير كان على وشك ان يأمر بتقصي الوضع، لكن عندها جاءه تقرير أغرب…

في نفس اليوم ظهر الستون الف قديس وحكيم للمخلوقات البشرية البيضاء و وقفوا على مسافة امنة من التلة، ثم ارسلوا عشرة قديسين منهم بالقرب من مصفوفة قبة الطاقة.

أولائك العشرة بدأوا بالصياح، و عمل بضع إشارات بأيديهم… لغة الإشارة يمكن القول إنها كونية، بسرعة فهم أفراد الكتيبة الذهبية أن أولائك العشرة يطلبون التحدي.

برؤية هذا ظل جابا صامتاً لفترة طويلة، و هو ينظر للأعلى، ثم تكلم أخيراً، و هو يشير نحو قيصر. “دعنا نسايرهم حالياً.”

قيصر أومئ و إختار فوراً عشرة من مقاتلي عائلة بورتون و أرسلهم لقبول التحدي، لكنه لم يجد وقتاً للوقوف و متابعة ما يجري.

ففي هذه اللحظة جائه شخص يخبره أن معاليه روبين قد استفاق…

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x