“تقنية تجديد الروح… يبدو أنه تعرض لهجوم روحي كما توقعنا.” تنهدت إليزابيث و تكلمت.

ملامح العجوز غو إنقلبت مجدداً بعد راحته الاولى. ” معاليه لم يقم بتوزيع تقنيات روح للهجوم، أو الدفاع، أو حتى لعلاج جروح الروح، لقد اقسمنا على العمل تحت أمره و هو كان كريماً جداً معنا، كيف يخفي تقنيات كهذه؟ أغلب الظن أنه لا يعرفها أيضاً.”
“هذا يعني..؟” عقدت فيكتوريا حاجبيها.

“في يورا لم يكن لدينا علم بأي شيئ يخص حقيقة الروح قبل ظهور معاليه، لم يكن لديه أرض ليتكئ عليها في مع ذلك خرج لنا بالعديد من التقنيات لها في فترة قصيرة، لذا معظم أبحاثه تركزت حول تقوية الروح و استعادة نشاطها لتساعدها في أبحاثه، و بعض التطبيقات مثل تقنية نقل الخواطر، و طلسم روح القسم، مع أن عدد التطبيقات و التقنيات كانت قليلة بعض الشيئ، لكنها أكثر من كافية لقول الكثير عن قدراته…. لكن هذا يخبرنا أيضاً أنه غالباً هذه أول مرة يتعرض لهجوم روحي، هو لا يعرف كيف يدافع أمام هجوم من هذا النوع، لابد أنه تعرض لجراح شديدة لأنه قاوم بخشونة… و الأن تأتي المشكلة الاكبر، هو لا يعرف كيف يعالج نفسه من إصابات الروح! إستخدامه لتقنية تجديد الروح دليلاً كافياً على هذا!!”

إكتفى قيصر بالنظر نحو الأرض، و شد قبضتيه أكثر، منذ تيقنه أن والده يستعمل تقنية تجديد الروح، و هو يعرف ان الوضع سيئ، فهو إستعملها أكثر من مرة سابقاً و يعرف حدودها…

” المهم الآن ان معاليه حي و عنده ما يكفي من وعي ليحاول البحث عن حل لمشكلته. بسبب تضحيته البطولية تمكن من إنهاء حصار الموت ذاك علينا و إستعدنا المبادرة، ماذا تنتظرون منه أكثر؟ نحن هنا لنغزو له عالم جديد و نوسع له إمبراطوريته، نحن من علينا تحمل الحرب، ليس هو! أرجو منكم أن لا تنتظروا أي مساعدة أخرى منه، أدعو له أن يقوم لنا سالماً فحسب… جاء دورنا لنبرهن له أننا لسنا بلا فائدة.” قيصر تكلم بثِقل واضح وهو يقبض كلتا يديه بشدة، واضح ان كل كلمة تخرج منه كانت تخرج بصعوبة شديدة.

كيف لا و هم الجنود لم يستطيعوا فعل شيئ أمام تلك الجحافل من الاعداء، لكن روبين واحد تمكن من إنقاذ الجميع، و أعطاهم فرصة جديدة؟ ما فادتهم له إذاً؟ …لكنه إستجمع شتات نفسه بسرعة، و نظر حوله بتحدٍ واضح، ثم بدأ يرتفع عن الارض. ” سأذهب لأنقل التقرير للقائد الثاني و أرى ماذا سيقرر، الآن عودوا لأمكانكم و انتظروا أوامره.”

العجوز غو و فيكتوريا و إليزابيث و البقية في قمة مستوى حكيم اومئوا في نفس الوقت و طاروا مبتعدين.

لم يبق أحد أمام الخيمة سوى أليكساندر، الذي وجد لنفسه صخرة كبيرة نسبياً، و جلس عليها، ينظر بأعين غير مُركزة علي الخيمة… كما كان حاله منذ ايام.

————————————

“القائد الثاني.” هبط قيصر على قمة التلة و قام بالتحية و هو يضع يده اليمنى على صدره.

نظر جابا وراءه و هز رأسه بضحكة ساخرة. ” انت تعرف انه ليس عليك فعل هذا..”

تقدم قيصر بضع خطوات، و وقف بجانب جابا ينظر نحو السماء، و تكلم. ” حتى يقوم والدي ستكون أنت القائد، توقف عن محاولة التملص من المسؤولية.”

*بووم بووم بووم*

“… كيف حال المُعلم؟” سكت جابا قليلاً ثم سأل فجأة.

” حيّ.” رد قيصر بإقتطاب، ثم بادر بشرح ما حدث في الخيمة قبل قليل.

“هيه~.” أطلق جابا تنهيدة طويلة، ثم أظهر ابتسامة كبيرة، و اكمل. “حياته بين يديه الآن، جيد.”

“ما المضحك؟” عقد قيصر حاجبيه بعمق، و نظر نحو جابا، لقد أخبره للتو عن حالة روبين التي تبدو غير قابلة للعلاج لكنه ضحك؟!

نظر جابا جانبه، وهو ما يزال مبتسماً. “يتهئ لي أحياناً أنك لا تعرف بعد من هو أباك بالتبني… طالما ما يزال وعيه حاضر لدرجة أن يقوم بتفعيل تقنية، فلا خوف عليه.”

حاجبا قيصر إرتاحا كثيراً، و أطلق تنهيدة صغيرة. * ثقة مُطلقة.. أهذا هو من اخترته ليكون تلميذك الوحيد يا أبي؟*

لكنه فجأة كبح تفكيره، و أخذ بضع خطوات للجانب بعيداً عن جابا، و عاد للنظر نحو السماء مجدداً!

قيصر يعتبر شاب طويل، تحديداً بطول 195 سم يمكن القول أنه من أطول الرجال في الكتيبة الذهبية، لم يصل حتى لصدر جابا، و هو يقف بجانبه و ينظر للأعلى بهذا الشكل بدى و كأنه طفل صغير يطلب من والده أن يحمله، الموقف كان غريب جداً لذا كان عليه الهرب بسرعة، ثم رفع صوته بغرابة.” كح كح.. ما الوضع حالياً؟”

” انظر بنفسك.” ضحك جابا و أشار أمامه.. نحو معركة جوية تحدث أمام الجرف!

المعركة كانت بين عشرة قديسين من عائلة بورتون لا يرتدون شيئاً سوى سروال يخفي عورتهم، ضد عشرة قديسين من الكائنات البشرية البيضاء!

المعركة بدت عشوائية بحيث أن كل الأفراد يمكنهم إستهداف بعضهم، لكن بالتركيز قليلاً يمكن رؤية التعاون بين أفراد كل فريق، و العمل الجماعي لإيصال أكبر ضرر ممكن للطرف الثاني.

مع أنه كان حولهم عشرات آلاف القديسين و الحكماء من الكائنات البشرية البيضاء، و عدد مماثل من قوات الكتيبة الذهبية مُسلحين بالكامل بعتادهم يقفون وراء جابا، إلا أن كل الأطراف وقفوا بهدوء يراقبوا المعركة الدائرة.

تقاتل الفريقان بلا خُدع، بلا افضليات، حتى مستويات قوتهم كانت متطابقة، فقط التكتيكات العسكرية، و الشجاعة و جودة التقنيات كانت ذات جدوى هنا… كل شيء بدا وكأنه بطولة ودية!

لو روبين استفاق الآن و رأى هذا المشهد سيعتقد بلا شك أنه ما يزال يحلم.

 

 

 

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=
7
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x