*……..*

*……………*

*هيه~ كان هذا هجوماً روحياً قوياً، لولا أني أضع قدر كبير من الأهمية في رفع قوة روحي حتى تساعدني في صنع التقنيات المختلفة بسرعة، لربما قُضي علي بمجرد التلامس معها…*

*… في النهاية لم أتمكن من الانتقام لميلا، ولا إنقاذ ريتشارد.. إمبراطور عالم يورا؟ مختار السماء؟ إتضح اني مجرد شخصية تافهة في نهاية الامر، قُدت نفسي للموت في مكان غريب لا علاقة له بي…*

*…أتسائل لو صاحب تلك الروح قد مات ايضاً، هذا سيخفف العبئ على الشباب، قد يتمكنوا من العودة ليورا الأن لو قاموا ببناء البوابة…*

*لكن اااه~ انا حلقة الوصل الوحيدة التي تجمعهم، أليكساندر و العجوز غو و قديسي عائلة بورتون لن يستمعوا لبعضهم، و قيصر ليس لديه ما يكفي من القوة ليوحدهم بعد، بعد موتي سيتفكك الجيش بلا ريب… لو تسبب سقوطي في تفكك الكتيبة الذهبية و موتهم من بعدي… عندها فعلاً سأشعر إني مت بلا فائدة!*

*هممم؟ ….انا ميت، لماذا يمكنني التفكير؟*

– يفتح عينه ببطئ –

*تسك تسك حتى ضوء الشموع الخافت يمكنه ان يؤذيني الان؟ يبدو أن روحي تأذت كثيراً في تلك المعركة الروحية و–.*

*…ضوء؟ انا حي؟*

-بزززز-

حاول روبين رفع رأس تدريجياً بعينين نصف مُغلقتين و رؤية مشوشة، و بآذان لا يسمع بها شيئ غير الطنين الكثير كأن آلاف النحل يطير في دوائر حول رأسه

حتى بعد حوالي ثانيتين من النظر حوله لم يتمكن من رؤية شئ سوى أنه في مكان مغلق، و يوجد بضع أجسام ذهبية من حوله…

“اه! معاليه قد إستفاق!!”

“ياللهول، سأذهب لأخبر السادة الجينرالات.”

“انا سأتفقد نبضه!!”

عندما لاحظ الأشخاص في الغرفة حركة روبين بدى و كأنه العقارب لسعتهم، تحولوا من الجلوس بإكتئاب إلى الركض في الأرجاء بهلع.

مع ان روبين لم يسمع شيئاً منهم بوضوح، إلا أن مشاعر الخوف و السعادة كانتا باديتين في أصواتهم، لذا أطمئن و أراح رأسه مكانها مجدداً بإبتسامة خفيفة، أغلق عينيه مجدداً و معها بقية حواسه…

“هذا الشعور.. ما الذي يفعله معاليه؟” أحد جنود قوات الحياة عقد حاجبيه بعدما أراح روبين رأسه مكانها.

الشخص الذي كان يتحسس نبض روبين أيضاً عقد حاجبيه لبضع ثوان قبل ان يطلق تنهيدة كبيرة. ” لا داعي للقلق، انه يستخدم تقنية تجديد الروح.”

“تقنية تجديد الروح؟” رفع البقية في الخيمة حواجبهم قليلاً، لكنهم سرعان ما فهموا..

خلال تلك الأيام حاولوا أكثر من مرة علاجه بقوانين مسار الحياة، لكن بلا فائدة… فالضرر الذي تعرض له روبين لم يكن جسمانياً.

الجميع هنا شغلتهم الأساسية هى تبادل الأدوار بينهم في فحص حالة روبين كل بضع دقائق و إمداده بالطعام سهل البلع، و الشراب الكافين لإبقاء جسده قوياً مُعافاً… فمع أن روبين في المستوى 30 و يمكنه البقاء لحوالي عشرة أيام بدون طعام، و هذه المدة ستكون أطول لو كان غائب عن الوعي، إلا أن المغزى لم يكن المحافظة على حياته بل إبقاءه قوياً طوال الوقت فهذا سيزود فرص نجاته.

“تقنية تجديد الروح.. هذه إحدى تقنيات مسار الروح الأساسية التي إبتكرها معاليه شخصياً عندما كان ما يزال يسكن مدينة يورا المنكوبة، و هى من اهم التقنيات التي تم توزيعها علينا جميعاً قبل مجيئنا إلى هنا، قيل لنا أنها مهمة جداً لتنشيط الروح و تجديدها، اذكرها جيداً لأني كنت قد تسائلت في ماذا قد نستعملها أثناء غزو كوكب آخر… بالنظر الأن إلى أن معاليه يستعملها لمعالجة نفسه، الآن فقط عرفت قدرها..” فقط الآن فهموا أن الضرر الذي أصاب روبين و أفقده الوعي طيلة هذه المدة كان روحياً.

“لا اصدق أن معاليه وزع علينا نفس هذه التقنية بدون مقابل..”

“انه حقاً رجل عظيم.. عظيم..” قالت إحدى فتيات قوات الحياة، و هى تنظر لروبين بأعين كلها تطلع و هيام.

“أبي! سمعت أن أبي استيقظ؟ كيف حاله؟!”في هذه اللحظة فُتحت ستارة الخيمة و دخل قيصر يصيح، عندما رأى أن روبين ما يزال ممدد مكانه أمسك بدرع أقرب حكيم من فيلق الحياة، و صاح في وجهه. “ماذا يحدث هنا؟ أهذا مقلب من نوعٍ ما؟ أتعتقدون أن قتال تلك المخلوقات اللعينة سهل جداً الآن بعد عودتهم و انه حان وقت المزاح؟ ربما علي إلقائكم في الصفوف الأمامية!”

“لن نجرؤ!” صاح ذلك الحكيم الذي اُمسك بدرعه بذعر. ” معاليه بالفعل إستيقظ و رفع رأسه، لكنه قام بتفعيل تقنية تجديد الروح، و عاد للرقود مكانه مجدداً، يبدو أن الأذى في روحه منعه من التحرك.”

عندما سمع قيصر هذا، رفع حاجبيه و ترك درع الحكيم، ثم أخذ بضع خطوات نحو روبين، ثم عقد حاجبيه مجدداً…

روبين لم يوزع إلا تقنيتين إثنين لهم علاقة بالروح، الأولى هى تقوية الروح، و الثانية هى تجديد الروح.

هم لا يملكون أي وسيلة لمعالجة أي شيئ له علاقة بالروح بخلاف تقنية تجديد الروح، و هذه التقنية يمكن للشخص استخدامها على نفسه فقط.

*بل حتى لو كان بإمكانهم مساعدته بإستخدام نفس التقنية، أهى ستساعد حقاً؟ تلك التقنية صُنعت لتعيد صفاء الذهن، و تسرع من عملية استشفاء الروح بعد إرهاقها، هل يمكنها فعل شيئ لمعالجة روبين بعد ما حدث له؟ مع إني لا أعرف ما حدث فعلاً، لكن صرخة أبي و سقوطه ذلك اليوم، ثم غيابه عن الوعي لأيام يقولان أنه بالتأكيد لم يتلق ضرر خفيف.*.

لكن هذا هو الوضع الحالي~. لا يمكن لأحد منهم فعل شيئ سوى الوقوف على الجانب مكتوفي الأيدي، و مشاهدة روبين يحاول فعل شيئ لمعالجة نفسه بنفسه…

إنجازات روبين في مسار الروح يمكن القول إنها ثورية بالنسبة لمعرفتهم السابقة، بل لم يمكن في كوكب يورا أي معرفة عن مسار الروح أساساً، لكن انجازاته الهائلة الآن بدت غير كافية أبداً…

بعد بضع ثوان إستدار قيصر، و تحرك نحو المخرج، و هو يقول. ” تابعوا عملكم الجيد.”

تابعه قديسي، و حكماء قوات الحياة حتى خرج و أغلق ستار الخيمة وراءه، فقط عندها أطلقوا زفيراً طويلاً…

الإبن بالتبني لإمبراطور العالم.. أحياناً يتصرف عفوية، و بتقرب من أتباعه مما يجعله محبوب بين أفراد الجيش، و أحياناً الضغط الذي يضعه كـ *حكيم الموت.* يفوق حتى ضغط روبين، و سُلطته بعض الشيئ.

ببعض النظرات فيما بينهم، قرر حكماء قوات الحياة أن يستدعوا بيون المرة القادمة بدلاً من قيصر..

——————

” قيصر، ما الأخبار؟ كيف حال جلالته؟”

في اللحظة التي خرج فيها قيصر من الغيمة كان هنالك بضع أشخاص منتطرين، قد كانوا فيكتوريا، و إليزابيث، و بعض حكماء آخرين في قمة نطاق حكيم، حتى أليكساندر جاء أيضاً متكئً على عكازين، و جسده ملفوف بالضمادات كالمومياء.

كلهم معقودي الحواجب و بادٍ عليهم تعابير الخوف من رد قيصر، بعد كل شيئ، غيابه لم يطل في الداخل و خرج وحيداً…

أطلق قيصر تنهيدة طويلة، وأعلن وهو قابض على يديه يديه بقوة. “أبي إستيقظ بالفعل، لكنه أغلق حواسه، و قام بتفعيل تقنية تجديد الروح، لقد تحققت بنفسي.”

*هوووه~.*

و كأن حجر زُحزح من على صدورهم اخيراً، كلهم اطلقوا زفيراً طويلاً، و إستراحت تعابير وجووهم.

سقوط روبين ذلك اليوم زلزل عالمهم، الآن فقط وجدت أرجلهم أرض صلبة ليقفوا عليها مجدداً.

لكن سرعان ما إنقلبت ملامحهم مرة أخرى…

 

 

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=
8
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x