*بووم*

*بووم بووم بووم بووووم*

*خطوة.. خطوة..*

“معاليك..!!!” العجوز غو أخذ ينظر حوله كالمجنون و ينادي روبين بأعلى صوته، مع أنه يدرك أن روبين يفكر في ما يحدث، إلا ان الوضع لن ينتظره حتى يفكر بالعمق المطلوب.. يجب عمل شيئ فوراً

الهجمات على قبة اللهب الابيض أخذت منحنى خطير جداً…

أكثر من 22 الف حكيم، و قديس في الخارج يمطرون القبة بالهجمات من جميع الإتجاهات في ذات الوقت مسببين ضغط هائل على القبة التي إمتلأت بالثقوب اساساً، و مع ان القبة يمكنه تحريك كمية الطاقة المتوفرة للتصدي لأي هجوم لحظياً، إلا ان هذا يضع ضغطاً على قوات الحياة.. قوات الحياة الذين نزل عددهم إلى النصف!

و بالأسفل ملايين من الكائنات البشرية البيضاء تندفع نحو قبة اللهب الابيض بغضب و روح انتقامية، و مع أن تلك المخلوقات ضعيفة جداً، و هجماتها لا تشكل تهديد يقارن بالهجمات النازلة من الاعلى، إلا أنهم يستخدمون أجسادهم نفسها كوسيلة لإستهلاك اللهب الأبيض عن طريق إلقاء انفسهم على القبة، كما انهم يرغموا القبة على إستخدام كمية طاقة كبيرة للتصدي لهم، و منعهم من الدخول من الأسفل.

و تحت كل هذا الضغط الهائل.. بدأت قوات الحياة، و قوات النار بأخذ خطوات للخلف.

اجل، الخطوات الهائلة التي اخذوها للأمام سابقاً لتوسعة ميدان القيادة و قطع الطريق امام القوات الارضية، الآن يرجعوها مجدداً مُرغمين، فكلما صغرت مساحة القبة أصبح التحكم فيها أسهل، و الدفاع عنها سيتطلب مجهود اقل، مع أنه لم يصدر أمر لقوات الحياة و قوات النار بفعل شيئ كهذا إلا انه لم يكن أمامهم خيار، القبة كانت على وشك الانهيار!

إلا ان هذا لم لكن بلا مخاطر، فالطريق بدأ يُفتح من الجناب و القبة ببطأ بدأت توضع تحت الحصار الارضي مجدداً…

و مع ان قوات النباتات لم يكن لديهم رأي في عملية التراجع، إلا انهم بالتأكيد وضعوا تحت ضغط ليس اقل من قوات الحياة و قوات اللهب، فكلما تُرك القديسين و الحكماء بلا رقيب زادت محاولات الهجوم من تحت الارض مجدداً واضعةً اياهم تحت ضغط شديد… الاشخاص الذي اُغشي عليهم سابقاً من التعب تم ركلهم و ايقاذهم عنوةُ حتى يشاركوا في عملية الدفاع!

العجوز غو لم يكن يأمل تحقيق شئ بصيحته هذه المرة، هو يعرف ان شخص مثل روبين لن ينتظر اخذ القرار حتى يسمع احدهم يناديه، بل كانت وسيلته لتخفيف شعور الزعر الذي يشعر به، ففي النهاية حتى قائد محنك قاد إمبراطورية لحوالي ألفي سنة و أشرف بعدها على حِقبة إبنه… لم يكن لديه اي فكرة عن ما يحدث الان، و بالتأكيد لن يود ان يكون الشخص الذي يعطي القرارات في موقف هكذا

لكن لدهشته، روبين ابعد نظره عن جسد أليكساندر اخيراً و تكلم هو يشير نحو أعلى التل، “لماذا ما تزالون هنا؟ ألا تدركون ما حدث للتو؟ كل من هو لا يشارك في قبة اللهب او في العلاج، او لا يشارك في الدفاع عن ارضية المقر او يشارك في صناعة المصفوفات.. اخرجوا من القبة فوراً و قاتلوا!!”

“..ماذا؟ هذا…” قرار روبين المفاجئ اخذ الجميع على حين غرة

الدماء التي كانت تغلي في العروق قبل ثانية هدأت، الصيحات التي تطالب روبين بالتفكير في حل اختفت، و النظرات التي كادت تخترق جسد روبين حُيدت… الكل وقف مكانه ثابتاً بلا حراك.

بنظرة سريعة في الوجوه من حوله ادرك ما يحدث، انهم يظنون ان روبين قرر القتال حتى الموت…

لكن حتى نية القتال للموت لم تعد موجودة، لقد اصابهم الرعب بعد هبوط تلك الصواعق، خيار المواجهة المباشرة لم يخطر على اذهانهم لحظة

هذا مفهوم.. إن قابل إنسان أسد و لم يكن امامه طريقة للهرب فسيحاول قتال ذلك الأسد *حتى النهاية* لكنه في الحقيقة يأمل ان مقاومته ستجعل الاسد يهرب بعدما يأكل قدم او ساق، قتاله حتى النهاية له دافع وحيد و هو الأمل في النجاة!

لكن إن قابل نفس الإنسان أصلة الارض الدامية التي يبلغ طولها 200 قدم؟ سيقف مكانه بأعين تملأها الرعب و سروال يملأه البول.. يبدأ قتال حتى الموت؟ مستحيل.

روبين لم يلُمهم، ربما لو كان مكانهم و لم يكن لديه أفكار عن ما يحدث حوله لخاف ايضاً، من قد يواجه قوة كهذه؟ ما الفائدة من المواجهة حتى عند هذه النقطة؟ لعلهم جميعاً كانوا ينتظروا روبين ان يفكر في خطة للهرب أو الإستسلام، شجاعة و حماسة غزو الكوكب اختفت بلا رجعة مع تلك الصواعق.. النجاة الآن هى المطلب الأهم.

لكن…

حتى لو أراد روبين الاستلام، هل ستسمح له تلك الكائنات بذلك؟ يبدو على وجووهم أنهم يريدون أكلهم أحياء!!

ثانياً.. روبين لم يطلب منهم الخروج و القتال حتى الموت بشرف كما يظنون.

الصواعق الستة آلاف…

تحتوي أنماط لم يرها روبين من قبل، واسعة المدى بشكل خطير، تجاهلت وجود الدروع و وجود قبة اللهب الأبيض، ضربت الأشخاص الطائرين فقط… كل شيئ حول تلك الصواعق ينذر بوجود شيئ في الخفاء، هذا ليس مجرد هجوم عادي.

و الأهم هو لحظة تفعيل ذلك الهجوم!

لحظة التبديل بين القوات الجديدة، و القديمة… أو بالأحرى، لحظة هبوط 6 آلاف حكيم.

أولائك الستة آلاف كانوا هم أكبر رقم طار من جيش روبين عند نقطة واحدة، و ظلوا طائرين في الأعلى لحوالي أربع ساعات، و مع ذلك تم ضربهم في لحظة هبوطهم، لماذا؟

هنالك الكثير من الأسباب التي قد توصل لقرار كهذا، لكن أكثر تفسير منطقي أن الشخص المُـتحكم في الهجوم كان ينتظر طيران المزيد من أفراد جيش روبين، أو ربما طيرانهم جميعاً، قبل تفعيل الهجوم، لكن صبره نفد عندما شعر بأن أولائك الستة آلاف يقتربون من الارض، فقرر الضرب!

ماذا يقول هذا؟

أولاً أن الشخص المتحكم بهجوم الصواعق لا يشاهد المعركة بعينه، و لو أنه يشاهد ما يحدث داخل القبة لعرف أن هنالك 6 الاف حكيم آخر كانوا يستعدون للخروج، لو انتظر دقيقة أخرى لكان قد ضرب الـ 6000 حكيم جديد و صرعهم، بالتالي قوة روبين كانت ستُشل حقاً فنصف حكماءه سيكونوا مرهقين كلياً و النصف الآخر سيكونوا أنصاف موتى.

ثانياً.. ذلك الهجوم لا يمكن إستخدامه بإستمرار، و إلا لكان إستخدمه من البداية و ما أنتظر طول هذه المدة ليتم تفعيله، فكل دقيقة انتظرها قُتل فيها قديس أو حكيم من أتباعه!

هذا يعني انه غالباً لن يتم إستخدام ذلك الهجوم مجدداً لفترة طويلة… لكن كيف يقنع قواته بالخروج و القتال بحالتهم المعنوية هذه؟!

 

 

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=
8
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x