قوة هجوم الصواعق تخطى حدود نطاق الحكمة.. تخطى حدود نطاق الحكمة…

*كرااانش*

صوت تصدع عظام سُمع من قبضتا روبين فجأة، و رأى الجميع ملامحه، و هى تعتصر عندما وصل حبل أفكاره لهذه النقطة.. ما الذي يملك قوة أكبر من نطاق الحكمة؟

نطاق الإمبراطور.

الفارق بين الدرجة الثالثة و الدرجة الرابعة من أي قانون واسعة جداً، و بالتالي قوة إمبراطور و قوة حكيم واسعة جداً أيضاً.

انه ليس كالفارق بين قديس و حكيم، حيث يمكن ببساطة خمسة أو ستة قديسين متمرسين التجمع ضد حكيم و الفوز عليه أو حتى قتله!

حسب الفجوة التي شعر بها روبين بين الدرجات الثالثة، و الرابعة من القوانين، فحتى مئات الحكماء لن يقدروا على قتال إمبراطور واحد وجهاً لوجه، بل لا يقدروا حتى على إبقاءه مشغولاً!

ليس أن الإمبراطور لديه قوة تكافئ مئات الحكماء مجتمعين، بل قوة الإمبراطور، و سرعته تعطيانه الزخم الكافي للتجوال كما يريد أينما يريد و قتل من يريد، حتى مئات الحكماء لن يتمكنوا من ايقافه، فضلاً عن هزمه!

ظهور إمبراطور في ساحة معركة يشبه كثيراً مشهد معركة كبرى بين دجاج و بط و فجأة ظهرت نعامة!!

هذا كان أكثر ما يشغل روبين منذ قرر الانتقام من المنطقة الشمالية من نيهاري… كيف يفعلها؟ فكرة المعارك الحربية الكبرى، و الخطط، و الافخاخ، و غيرها من التكتيكات التي أعطته كل ما لديه اليوم بدت و كأنها لا شيئ أمام
الأباطرة.

حتى هذا اليوم لم يتمكن من الوصول لأي شيئ يمكن به التغلب على إمبراطور أو حتى ايقافه.. فقط إمبراطور يمكنه قتال إمبراطور!!

أكان الهجوم السابق من خبير في نطاق إمبراطور؟!

إن كان هنالك خبراء بمستوى إمبراطور هنا، فما الذي يفعلونه في هذا الكوكب اللعين؟!

– لقد طلبت من المستبصر كواكب لجمع موارد، تدريب الجيش، تقوية أساسات إمبراطورية البداية الحقيقية، و أخيراً لرؤية بيئات جديدة لعلها تساعدني في إحداث تقدم نحو الدرجة الثالثة من قانون الحقيقة السيادي… كيف فهم ذلك الوغد إني أريد الدخول في معركة حياة أو موت ضد كوكب يحتوي على خبراء بمستوى إمبراطور بحق الجحيم؟!- شفة روبين السفلية إرتعشت من الغيظ، و هو يفكر في هذا.

لكن المستبصر قال إنه لا يوجد أباطرة في هذا العالم!!

أكان يكذب؟!

أهذا هو عقابه لأنه صرخ عليه ذلك اليوم و زاد طلباته لإكمال المهمة؟

” لو كان هذا حقيقي فأقسم أني سوف..!! أرغغ!!”

ما هذا الوضع بالضبط؟ لقد هرب من التعامل مع الوضع في نيهاري و جاء هنا ليجمع أفكار عن طريقة مواجهة الاباطرة، او حتى افضل، يصل للدرجة الثالثة من قانون الحقيقة و يصنع هو أباطرة خاصين به… لكنه في النهاية عاد ليواجه أباطرة هنا ايضاً؟ أما كان من الأفضل لو رفض المستبصر طلبه، و أخبره أن يكافح في نيهاري أفضل؟ لو كان عليه مواجهة أباطرة على أي حال فلماذا يعبث مع أباطرة عالم آخر لا مشكلة له معهم؟!

أوقف روبين نفسه عندما وصل لهذه النقطة، ما الفائدة من التفكير في هذا الآن؟ بل ماذا يمكن أن يفعل للمستبصر حتى لو أعطاه معلومات مغلوطة؟

هز روبين رأسه، و نظر للأعلى بحاجبين معقودين، من وراء أكثر من عشرون الف قديس و حكيم ما يزالوا يمطرون هجمات فوق القبة، الغيوم التي لبدت السماء لوهلة قبل قليل بدأت تتلاشى، و كأن شيئاً لم يحدث..

– إن كان هنالك شخص بهذه القوة فلماذا لم يهاجم من البداية؟ و لماذا اختفى مجدداً؟ لماذا لا ينهي ما بدأه؟-

ثم نظر للأسفل نحو أليكساندر، ثم نحو بقية الجثث، و المصابين البقية الملقين على الارض، – قوة إمبراطور تفوق بكثير قوة الحكماء، الهجوم قتل كل الحكماء متدني المستوى، و أصاب من فوق ذلك بجروح قاتلة، هجوم مباشر من إمبراطور نظرياً يمكنه فعل هذا فعلاً… لكن ما خطب هذا المجال؟ هجوم واحد اسقط 6000 حكيم؟ أهذا طبيعي بالنسبة للأباطرة؟!-

روبين لم ير إمبراطور من قبل و بالتأكيد لم يرى هجوم شامل منه، لكن هجوم إمبراطور قطعاً لن يحدث ضرر كهذا، في النهاية الإمبراطور هو مجرد شخص يستخدم المستوى الرابع من القوانين، و مهما كان إمبراطور قوي أو حتى في قمة نطاق إمبراطور فهو ما يزال لديه كمية طاقة محدودة داخل جسده، لا يمكن لشخص يمتلك جسد فاني ان ينتج هذه الكمية من الطاقة دفعة واحدة، هذا يفوق قدرة الطبيعة

روبين لا يعرف ماذا يقبع وراء نطاق إمبراطور، لكنه يدرك شيئ واحد جيداً، حتى عشرة أباطرة لن يتمكنوا من إنتاج ذلك الهجوم!

أثناء تفكير روبين بدى و كأنه نسي أنه ما يزال يُحرك عينيه على الجثث و أجساد المصابين، بدى و كأنه لا يراهم أساساً بسبب عقله الذي يعمل بكامل سرعته، حتى وصل نظره لبضع أشخاص راقدين بجانب بعضهم..

مع ان ملامحهم مُحترقة بشدة إلا انه تمكن من تحديدهم، لقد كانوا داخل القبة طوال الوقت، شاركوا في قتل الكائنات البشرية البيضاء التي كانت دخلت لمنتصف التشكيلة، و كانوا قد تجمعوا حول فيكتوريا ليأخذوا مكان أليكساندر، و البقية، لكنهم كانوا شئي آخر مهم جداً..

كانوا هم اول من بدأ الطيران نحو الأعلى للحلول مع أليكساندر و جيشه… منظرهم الآن يعني انهم تم ضربهم بالصواعق أثناء طيرانهم داخل القبة.

“لحظة..” رفع روبين حاجبيه فجأة، و تمتم. ” البرق يمكنه دخول القبة؟ إذاً لماذا الهجوم أصاب الأشخاص الطائرين فقط؟!”

العجوز غو، إليزابيث، و البقية نظروا لبعضهم من جوانب اعينهم، بعضهم بنظرات متسائلة، و بعضهم رفع كتفيه، و كأنه لا يعرف الجواب، الكثير منهم لم يفكر في هذه النقطة إلا الآن، كل شيئ حدث بسرعة جداً، و ظهور كل تلك الصواعق دفعة واحدة في هذا الظلام القاتم أصابهم بالعمى المؤقت، بالتفكير في الأمر فهنالك شيئ غريب فعلاً…

لكن بعضهم اطلق زفيراً طويلاً عند سماع روبين، على الاقل هم الآن يعرفون أنه يفكر في الوضع و يحاول إيجاد حلول، و لم يصب بصدمة عصبية كما كانوا يعتقدون…

– لو كان المُهاجم شخص لديه حرية التصرف، و إختيار الاهداف لكان من الطبيعي مهاجمة مفاصل الجيش، و قتلهم اولاً، مثلاً مهاجمة القائد، انا، و الجينرالات و كل الحكماء عالي المستوى أو في قمة المستوى، او حتى كان عليه قتل الاشخاص الذين يقوموا على تفعيل قبة اللهب الابيض و بالتالي سيقضي على مأوانا… لماذا ضرب كل الأشخاص الطائرين فحسب!؟ قائد تلك المخلوقات البيضاء برهن على ذكاءه أكثر من مرة، كيف لن يفهم مفهوم بسيط كهذا؟-

وضع روبين يده تحت ذقنه و عقد حاجبيه، – ماذا إن لم يكن لديه قائد تلك المخلوقات البشرية البيضاء تحكم في هجوم الصواعق؟ ماذا كان إذاً؟ شيئ يستهدف فقط الاشخاص الطائرين في تلك اللحظة.. ماذا يكون؟ سلاح؟ مصفوفة؟ تعويذة؟ كم مرة يمكن تفعيل ذلك الهجوم؟ ما هو مداه الأقصى؟ لماذا أنتظر قائد القوات للأن حتى يقوم بتفعيله؟ –

حواجب روبين اخذت تغرق أكثر فأكثر و هو يفكر في الموضوع، كمية الأسئلة التي لا أجوبة لها تزايدت بشكل مخيف.

لكن هنالك شيئ اخيراً إنقشع… الشعور السيئ الذي كان يمنعه من إعطاء الامر بالطيران منذ الهبوط على هذا الكوكب قد اختفى.

 

 

 

 

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=
7
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x