ببضع خطوات أخرى وصل لروبين لموقع أليكساندر…
كانت تلك أكثر نقطة مزدحمة داخل قبة اللهب الأبيض حالياً، العجوز غو، إليزابيث، و فيكتوريا كلهم وصلوا قبله، و معهم العديد من الحكماء من عائلة ليفان، كلهم مُلتفين حول أليكساندر ليروا ماذا يحدث له، و يحاولوا المساعدة.
في الحقيقة أليكساندر كان أقل المتضررين من الهجوم…
كان حالياً يرقد شبه عارٍ على سرير من النباتات الخضراء أعدته له إليزابيث بعدها تم تجريده من دروعه ، تنفسه غير متناسق، و ضربات قلبه بطيئة جداً، معظم الجلد في جسده تحول للأسود، و بعضه وقع بالفعل ظاهراً اللحم المتفحم أسفله، الدماء تسيل من كل فتحات وجهه، يمكن بسهولة الشعور أنه تلقى إصابات داخلية شديدة.
و مع كل هذه الأضرار هو الوحيد من بين الستة آلاف حكيم، الذي ما يزال في وعيه.
لكن من حوله تمنوا لو أنه فقد الوعي أيضاً…
عينا أليكساندر كانت غير ثابتة، بدى و كأنه يريد أن يصرخ من شدة الألم، لكنه لم يستطع اخراج صوت من حلقِه المتفحم، بدى و كأنه يريد البكاء لكن دمعةً لم تنزل من عيناه الجافتين.
“هيه~.” أعطى روبين تنهيدة طويلة، وأخذ خطوة أخرى، ثم مد يده، و وضعها على جبهة أليكساندر، طاقة روحية لطيفة بدأت تتسلل من يده و تتغلل في رأس أليكساندر، مهدئةً إياه، و بعد بضع ثوانٍ أخيراً اغلقه عينه، مغشياً عليه.
“زارا، دعي 500 قديس فقط من قواتك يتولوا امر تغذية القبة، تعالي أنتي شخصياً و البقية من قواتك عالجوا أكثر المتضررين، و إستخدموا طلاسم الحيوية مؤقتاً على الاشخاص الأفضل حالاً.” تنهد روبين مجدداً، و أعطى الأوامر.
“حاضر.” اومئت زارا، و عادت نحو القبة، بدأت تقلل أعداد القائمين عليها، و تقود بقية قواتها نحو المصابين.
*بووم بووم بووم*
“معاليك…” نادت إليزابيث بصوت منخفض، و غير واثق من الجانب.
قوات الحياة لا يزيدوا عن ألفين بين قديس و حكيم، مقسمين لفريقين، الاول مكون من الف جندي، و أولائك قائمين على تغذية القبة، و الفريق الثاني ينتظر استلام دوره عندما يتعب الفريق الأول
الفريق الأول قد أمضوا أربعة ساعات تقريباً محافظين على قبة اللهب الأبيض، و ارهقوا بالفعل، بل كانوا على وشك التبديل مع الفريق الثاني بعدما يدخل أليكساندر و جنوده للقبة.. لكن أوامر روبين الآن قلصت عدد الفريق الاول للنصف و أبقتهم في مواقعهم، و سحب الـ 1500 جندي الآخرين للعمل على شفاء الجروح و الذي لا يقل ضغطاً عن دعم القبة.
يوجد حالياً أكثر من خمسة آلاف حكيم على شفا الموت، إن لم يأخذ روبين هذا القرار فكلهم سيموتوا بلا ريب، بل إن كان يستطيع سحب الـ 500 الاخرين لسحبهم بدون تردد.
الـ 500 مستخدم لقانون الحياة كان بلا بشك يمكنك الصمود لو كانت المواجهة ضد القوات الأرض للكائنات البشرية البيضاء فحسب، لكن الآن بعد اختفاء خط الدفاع الجوي الأول، و الذي كان متمثل في أليكساندر، و الستة آلاف حكيم، هجمات أكثر من 25 الف قديس و حكيم من قوات الكائنات البشرية البيضاء عادت لتدق القبة بالهجمات بشكل مباشر مجدداً.
إلى متى يمكنهم الصمود؟!
روبين لم يرد على نداء إليزابيث، كيف لا يعرف ماذا تريد أن تقول؟ لكن ماذا يمكن أن يفعل في موقف كهذا الآن؟
*سوووش سوووش*
زارا، و البقية بدأوا بالركض كالمجانين بين المصابين، يلقون طلاسم الحيوية على هذا و يضخون طاقة الحياة في ذاك، يصيحون على بعضهم للإسراع، و يصيحون على المُتفرجين بالعودة للخلف و إفساح المجال لهم.
“معاليك..؟!” العجوز غو من صاح هذه المرة، يطلب أوامر جديدة من روبين للتعامل مع الموقف.
لكن روبين لم يرد مجدداً، فقط وضع إصبعه السبابة على فمه مطالباً بالهدوء… ثم أبقى عيناه اللتان ما تزال مشعتان بالذهبي على جسد أليكساندر الذي تتم معالجته أمامه حالياً…
كلما طال النظر.. كلما إشتدت عقدة حاجبيه عمقاً.
بدى و كأن الصاعقة تجاهلت الدروع الإلهية التي تغطي أليكساندر، و ضربت جسده مباشرةً؟
الدروع تحتوي على طبقة فوق طبقة من الأمان لمستخدمها، إن وصل ضرر كهذا لجسد المستخدم يعني أن الدروع حُطمت، خاصة دروع أليكساندر و بقية الجينرالات مصنوعة من موارد أصلب و عليها طلاسم أفضل مفعولاً من البقية، تحطيمها و توصيل الضرر لجسد صاحبها صعب جداً.
لكن دروع أليكساندر كانت ملقاة بجانبه، سليمة و كأنها جديدة، ليس عليها خدش واحد، و لا يوجد أضرار حدثت للنقوش المرسومة عليها، انها ببساطة لم تتلقى أي ضرر من الصاعقة، لقد تم تجاهلها.
ليس الأمر و كأن المعادن موصل جيد للكهرباء أو شيئ كهذا، هذا هو التأثير الطبيعي للقانون و يمكن تجاهله، حتى لو وصل تيار كهربي لجسد أليكساندر فهو يمكنه التعامل معه بسهولة، ستكون مثل وخزة خفيفة لجسد حكيم.
من أجل إستعمال هذه القوانين للهجوم على الشخص ضخ طاقته الخاصة فيها لتقويتها، و توجيهها، و هنا يأتي دور الدروع، انها موجودة لصد تلك الطاقة وراء الهجمات، و امتصاصها، و بدون الطاقة فالقوانين في الهجوم ستتبدد تلقائياً.
أيعقل أن تلك الصواعق لم تكن تحتوي على طاقة، بل مجرد قانون صرف؟ أن كل تلك الضرار على أليكساندر هى مجرد التأثير الطبيعي للقانون؟!
هز روبين رأسه بسرعة… القوانين السماوية في كل مكان بمختلف درجاتها من الدرجة الأولى لـ من يعلم أين.~ هى فقط تتواجد حولنا، و لا تهاجم أحد… لو لمست شعلة ستُلسع و لو لعقت ثلج ستشعر بالبرد، لكن هذا كل شيئ…
لن يُجن قانون الرعد السماوي فجأة، و يقرر البعث مع أليكساندر، و الحكماء الستة ألاف بدون سبب!!
هنالك بالتأكيد شخص قام بتفعيل هذا الهجوم بإستخدام طاقة خارجية جي
لكن هنا نرجع للأول.. كيف تخطت طاقة الصواعق الدروع و ضربت أليكساندر مباشرة؟!
تنهد روبين ثم عاد لينظر لأليكساندر مجدداً…
هنالك شيئ آخر يجب أخذه في الإعتبار، الضرر الذي طال أليكساندر كان ببساطة هائل، شخص مثل العجوز غو لا يمكنه احداث ضرر كهذا ضد أليكساندر بضربة واحدة و لو كانت مباشرة، حتى لو إستخدم تقنية تجسيد الفرمان الإلهي في هجومه!
روبين لف و دار في ذكريات العجوز غو سابقاً و يعرف جيداً حدود قوة أشخاص بمستوى نصف خطوة لنطاق إمبراطور، و يعرف مدى صلابة أجسادهم أيضاً.
الصاعقة التي يمكنها التسبب في هذا الضرر لأليكساندر بلا شك تخطت حدود نطاق الحكمة.
الموضوع التاليالموضوع السابق