*قعقعة.*

*كاتشا!*

*باام باام باام باام.*

أصوات ارتطام الأجساد بالأرض دوت في جميع أنحاء القبة، كل صدمة تدخل أذانهم، لكن تهز قلوبهم…

بدت الحياة و كأنها توقفت بالكامل داخل قبة اللهب الابيض.

فيكتوريا و جنودها الذين كانوا يستعدوا للإقلاع و الحلول مكان أليكساندر تسمروا في اماكنهم، من كان يركض ليقف في مركزه توقف مكانه، و قدمه معلقة في الهواء، من كان يضع خوذته تجمد مكانه واضعاً يديه على رأسه.

حتى قوات الحياة و قوات اللهب نسوا للحظة مُهمتهم و توقفوا عن ضخ طاقة الحياة و اللهب الابيض في القبة، مُركزين أعينهم التي تكاد تقفز من جوفها على المنظر المرعب أمامهم.

أعين الجميع كانت مُركزة بالأعلى بالفعل عندما كان يحاول أليكساندر و الحكماء الستة آلاف التراجع بصعوبة نحو الفُتحات التي صنعها لهم قوات الحياة، هنالك من يفكر في دعمهم إن حصل مكروه، و من يفكر في الحلول مكانهم، و من يفكر في تزويد عدد الفُتحات، أو غلقها لمساعدتهم.

لكن كل شيئ تحول في لحظة… السماء إسودت فجأة.

غيوم شديدة السواد ظهرت من العدم غطت السماء على إمتداد البصر، حاجبةً معها أي مصدر للنور غير ضوء قبة اللهب الأبيض الخافت، لكن الظُلمة المطلقة لم تدم طويلاً… الغيوم بدأت تمطر صواعق بيضاء تميل لللون الازرق مُصيبة بها أليكساندر و الستة آلاف حكيم.

كل شيئ حدث في لحظة.

إن لم يكن روبين ينظر للأعلى أيضاً وقت حدوثه لكذُب من حكى له بالتأكيد، لكنه رأى كل شيئ..

ستة آلاف صاعقة هبطت في نفس اللحظة بشكل عامودي كأنها دعامة تسند السماء، كل واحدة بسُمك شجرة عتيقة… و كل واحدة أصابت أحد الحكماء بدون مجال للخطأ.

*خطوة*

*خطوة خطوة خطوة*

روبين كان أول من إستفاق من الصدمة، إستهلك الامر منه قوة إرادة هائلة ليتمكن من تحريك قدمه لأول بضع خطوات، بعدها بدأ يركض نحو مطر الأجساد الذهبية.

“أ- أليكساندر!”

“ااااه أخي الكبير كان معهم في الأعلى!!”

“لاااا!!!”

تحرك روبين أعاد الاتزان أخيراً لبقية الجيش الذهبي، بعضهم بدأ يصيح، و بعضهم سقط على الأرض مكانه، لكن بدون إستثناء جميعهم بدأوا بالركض نحو الأجساد الهابطة.

*بووم*

في تلك اللحظة سُمع إنفجار أرضي كبير و صدى صوت جابا في انحاء القبة، و هو يشير بمطرقته نحو قوات النار و قوات الحياة. “ما الذي تفعلوه، أتريدون قتل بقيتنا؟ أعيدوا ضخ طاقتكم في القبة أيها البهائم!!”

قبة اللهب الابيض حية، ولا تحتاج تحكم دائم أو ضخ دائم للطاقة فهى يمكنها الدفاع عن نفسها فور تشكيلها، لكن في النهاية هى قوتها محدودة، و لا يوجد مصدر لتغذيتها سوى الدعم المتواصل بطاقة اللهب، و طاقة الحياة.

القوات المخلوقات البشرية البيضاء، سواء الأرضية أو الجوية، استغلوا ما حدث للتو و بدأوا بإمطار القبة بالهجمات بحماسة شديدة… لأول مرة منذ تشكيلها، بدأ يتخلل القبة العديد من الثقوب.

حاول بضع قديسين و حكماء من المخلوقات البشرية البيضاء استغلال الثقوب و الدخول، لكن القبة تلاعبت بأماكن الثقوب، و منعتهم من الدخول، لكن مع ذلك فالثقوب ما تزال تظهر بسرعة كبيرة و تكبر، خلال بضع ثوانٍ أخرى ستُمزق القبة تماماً.

فقط بعد سماع صيحة جابا عادت قوات الحياة، و قوات النار لضخ الطاقة في القبة مجدداً، لكن بكمية أقل من نصف المعدل السابق، و هم يصرون على أسنانهم، و ينظرون للأرض، القبة بدأت تتعالج ببطئ.

ملامح وجه جابا إنقلبت و هو يرى ما يحدث، هو كان يدرك تماماً أنهم جميعاً الآن يفكرون: – ما الفائدة من كل هذا؟ –

أراد جابا أن يلقي خطاب حماسي… لكن ماذا يمكنه أن يقول لرفع معنوياتهم؟ حتى هو يحتاج لرفع معنويات نفسه! في غمضة عين قُتل ستة آلاف حكيم، أمن قتلهم لا يقدر على قتل البقية؟!

لكن في تلك اللحظة سمع الجميع كلمتين اعادتهم لهم بعض الامل.

“ أنه حي!”

“اااه أخي يتنفس!!”

” أفتح عينيك يا صديقي، أفتح عينيك!!”

الابتسامات على الوجوه عادت عندما سمعوا هذا الكلمات، لكنه في وسط الصيحات سُمع صوت بكاء، و جملة. ” لقد مات.. لقد توقف قلب إدغار فروست.”

“هذا الأخ ميت أيضاً..”

*خطوة خطوة خطوة*

روبين لم يذهب نحو شخص بعينه كالبقية، بل فور ما وصل للبقعة التي سقط فيها أليكساندر و بقية الحكماء خفض سرعته، و بدأت يتمشي بينهم، و ينظر عن يمينه، و يساره بحواجب معقودة، و عينان تشعان باللون الذهبي الساطع…

حتى الآن هو مر بجوار اكثر من 300 حكيم مُلقى الارض، 40 منهم كانوا موتى و البقية بين الحياة و الموت… لو تم تعميم هذا المعدل على كل الحكماء الذين تعرضوا للصعق، فقد فقد الجيش الذهبي بضع مئات من الحكماء في تلك اللحظة، و أكثر من خمسة آلاف حكيم فقدوا القدرة على القتال.

الشئ الجيد الوحيد في الموضوع هو لأن أولائك الحكماء كانوا بالفعل بدأوا بدخول القبة عندما هبطت الصواعق، كل الحكماء الستة آلاف سقطوا داخل حدود القبة، لم ينزل أحد خارجها… لو حدث هذا لكان من الصعب جداً إستعادتهم بهذه الروح المعنوية التي هبطت للأرض.

الحكماء الذين ما يزالوا أحياء بدأوا بتلقي العلاج المكثف، لكن لم تعد الحياة لأعينهم بعد، لم يكن معروف بعد إن كان يمكن إنقاذهم

بل لم يكن معروف ما الذي أذاهم اساساً.

قانون البرق لم يكن شيئاً غريباً عن روبين، فهو القانون الرئيسي الذي تستعمله قبيلة عمالقة جابا، و كان أحد القوانين التي صنع لها روبين تقنية للتدرب عليها.

لكن تلك الصواعق التي هبطت قبل قليل، لم تكن تشبه أي شيئ رآه سابقاً…

مع أن تلك الصواعق السميكة تبدو نقية جداً بلا أي شوائب من قوانين أخرى، إلا أنها ليست مستمدة من قانون الرعد الرئيسي الذي يعرفه أيضاً!

 

 

 

 

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=
8
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x