لم يرد قيصر عليه و حاول تجنب الموضوع فيما تبقى من طريقهم، هو لم يدري إن كان روبين يعرف بوجود شقيقه و شقيقته، و وجود عشرات الإخوة غير الاشقاء الذين يتمنون لقائه، لكنه يعرف شئ واحد.. حتى إن عرف روبين فلن يهتم.
ليس و كأن روبين وحش بلا مشاعر.. لكن طريقه و طموحه تجعلانه رجُل عملي اكثر بكثير من كونه عاطفي، إخوته غالباً سيكونوا مجرد اشخاص اخرين في نظر روبين و لن يحاول تفضيلهم او التقليل من شأنهم مقارنةً بغيرهم.
لهذا فضل الصمت و بدأ مع جون يتفقدون أرجاء العاصمة، مع ان قيصر لف حول مملكة الشمس السوداء خلال الشهور الماضية إلا انه لم يخرج من حدودها ابداً.. في الحقيقة ولا جون بورتون فعل.
فدخول مملكة اخرى لم يكن سهلاً ابداً، خاصة بالنسبة للنبلاء.. يجب ان يكون معك إذن بالدخول من المملكتين و مُرافقين دائماً يتتبعون تحركاتك و إلا سيتم إعتبارك جاسوس او خائن.
مر النهار سريعاً.. الإثنان قضوا الوقت كله يتنقلوا بين الأسواق و المناطق المشهورة في المدينة، الأمر كان لتوسيع آفاقهم عن عادات و تقاليد مملكة اخرى اكثر من مجرد سياحة، إلا انهما إستمتعوا بوقتهم كثيراً..
قبل غروب الشمس بقليل إقترح جون ان يذهبا لمطعم لطلب بعض الأطباق، إستغرب قيصر بعض الشئ من هذا فحتى هو صاحب المستوى التاسع يمكنه قضاء بضع ايام بدون طعام بشكل طبيعي، لكن جون علل طلبه بأن عليهما تجريب الطعام المحلي للمملكة بما انهم هنا.
و هذا بالفعل ما حدث، خلال بضع دقائق سألا فيها بعض المارة إستطاعا الوصول لأكبر مطعم في المدينة، مكون من بضع طوابق و مذين بألوان ذاهية، مجرد شكله يليق بسمعته عند الناس، فتوجه قيصر و جون للطابق الأعلى مباشرة
بعد جلوسهما طلب جون تقريباً كل ما قائمة الطعام، اشخاص بمثل قوتهم يمكنهم إبتلاع كميات كبيرة بلا مشكلة، و بالفعل سرعان ما قام هو و قيصر بتنظيف الطاولة مما عليها بشكل كامل، لم تتبقى حتى عظمة واحدة فوق طبق، صاح جون برضا ” هاها كما هو متوقع من المطعم الاشهر في مملكة دوليفار، كل شئ كان شهي جداً! ايها النادلة أحضر الفاتورة”
جائت فتاة مسرعة ترتدي الزي الرسمي للمطعم ثم إنحنت ” نحن سعداء ان طعامنا قد اعجبك سيدي، رجاءً عد لزيارتنا! حسابك هو 734 عملة ذهبية و 60 عملة فضية.”
“ما-؟!” صُدم جون من سماع هذا الرقم ” هل انت مخطئة يا فتاة؟ هذا كان مجرد طعام انا لم نطلب اي كنوز”
“هذا.. انا لست مخطئة يا سيدي، حضرتك طلبت أطباق تحتوي على لحوم و زيوت وحوش عالية المستوى، عندما تبدأ عملية الهضم ستشعران بتغييرات في بنيتكما الجسدية نحو الأفضل، لهذا فالطعام غالي بعض الشئ..”
جون لم يكن يدري ما يقول.. هذا السعر يكفي لشراء سلاح عالي المستوى من شخص شهير! هو بالفعل تسرع بطلب كل هذا الطعام بدون السؤال عن الأسعار، لكن أليس هذا ما يزال مبالغاً فيه؟
“لامشكلة عمي جون، ايتها النادلة.. نحن لا نحمل مبلغ كهذا معنا فنحن كنا نتجول فحسب، هل يمكنك إرسال الفاتورة لمسكن عائلة بورتون؟ نحن ضيوف المملكة في المنافسة القادمة.” قال قيصر ثم اخرج بطاقة توضح صدق كلامه
عندما رأت الفتاة هذا تنفست الصعداء *يبدو انه لن تحدث مشاكل اليوم* ثم ابتسمت ” بالطبع يمكننا ارسال الفاتورة لهناك ايها السادة لا مشكلة، انا فقط بحاجة لتوقيعك هنا ” ثم مدت يداها بالفاتورة ليتم توقيعها
“هاهاها و انا كنت أتسائل اي صعلوك جاء لينغص عليها جلستنا، إتضح انه حثالة أل بورتون هاها هيا هيا إمضي على الفاتورة حتى يدفع لك بابا ، أراهن انه سيضربك عندما ترجع للمنزل هاها” ضحكات عالية دوت في الطابق العلوي للمطعم، جعلت قيصر الذي كان ممسكاً بالقلم يتوقف في منتصف الطريق و ينظر بإتجاه الصوت
في ذلك الإتجاه كانت هنالك طاولة كبيرة تضم عشرات الشباب و الفتيات، و كان على رأسها شاب يبدو عليه الوقار و القوة، أما من تكلم كان احد اولائك الذي يجلسون على مقربةً منه، شاب اسود الشعر و حاد الملامح يرتدي درع لامع وفي حضنه تجلس فتاة، ينظر لقيصر بإحتقار
” و ماذا تكون انت؟” رفع قيصر حاجبه و سأل بهدوء الشخص الذي تكلم
“همف، من عائلة بورتون و في المستوى التاسع.. انت ذلك القيصر، صحيح؟” سأل الشاب كأنه يتكلم من طرف أنفه
“هذا صحيح، و..؟”
“و انت لا تستحق شرف الكلام معي، و لا تستحق شرف وجودك في المملكة من الأساس! لا اعرف في ماذا ملك الشمس السوداء عندما كان بترشيح مجرد إبن عائلة آيرل حتى يأتي لينافسنا.. تسك تسك~ اشعر بالأسف على مملكة الشمس السوداء حقاً، نفدت عندهم المواهب فجلبوا المهرجين هاهاها” ضحك الشاب بصوت عالٍ و تبعه كل الجالسين على الطاولة، حتى الشاب الجالس على رأسها إبتسم قليلاً
وجود قيصر بالفعل كان غريباً.. فوسائل التواصل لم تكن جيدة ابداً و الاخبار كان يتم تبادلها على ضيق كبير، لم يعرف احد شيئاً عن قيصر بخلاف ان هذه اول مرة في تاريخ الدورة حيث يقوم احد الملوك الثمانية بجلب إبن عائلة آيرل معه، و واحد في المستوى التاسع ايضاً! لم يتمكن احد من تفسير هذا.. هل الملك الشمس السوداء يظهر الإحتقار لهم؟ أم ان مملكته اصبحت بلا فائدة حقاً؟ في جميع الحالات.. وجود قيصر كان مؤلم للعين.
” اوه؟ لا تريد إخباري بإسمك، يبدو انك تخاف ان أستهدفك في الدورة و اُقصيك؟ لا بأس انا أتفهم هذا..” قال قيصر بهدوء ثم عاد ليكتب إمضته و وقف ليغادر
“خسئت! إسمي هو مايكل تينلي، ابن الدوق تينلي من مملكة دوليفار! تقول انك تريد ان تستهدفني؟ ألا تخاف من ان يعض القط لسانك؟ ألا تخاف.. ان لا تتمكن من الخروج حياً من هنا؟” الجملة الاخيرة قالها ببطئ ثم قام من مكانه و مد يده ليمسك سيفه، توقف قيصر مكانه ايضاً و كان مستعداً للإشتباك فوراً
في هذا الوقت جائت ضحكة خفيفة من الجانب، كان الشخص الجالس على رأس الطاولة ” هاها اجلس يا مايكل، مهما كان الضيف حثالة فهو ما يزال ضيفاً على مملكتنا، أم تريد ان يقول الناس اننا مضيفون سيئون؟”
الموضوع التاليالموضوع السابق