” أليكساندر، خذ معك نصف الحكماء الذين يستخدموا مسارات النار، المياه، و الرياح، و أخرجوا من القبة، عيثوا فيهم قتلاً كما يحلوا لكم، لكن ليس بجنون، هاجموا و دافعوا بتعقل بحيث تقلل عدد الضحايا من جانبنا لأقل عدد ممكن، هذا هو أهم شيئ.” أمر روبين بحزم، و هو يشير نحو أليكساندر.

ثم نظر حوله. ” جميعكم، لقد قررت أن نحارب، لكن لن نرمي حياتنا في الارض، سنحارب من أجل الفوز! أجل.. الفوز. و ماذا إن كان علينا قتال الكوكب كله بعددنا فقط؟ سنفعلها، سنقضي عليهم جميعاً من مكاننا هذا و سنفوز! لكن لتكون لدينا فرصة يجب ان نحول هذه لحرب إستنزاف طويلة الأمد، و لا نعرف كم من الوقت سيتحتم علينا البقاء في هذه البقعة، لذا يجب أن نحافظ على قواتنا، و مؤننا بأفضل شكل ممكن، مفهوم؟”

ثم عاد للنظر نحو أليكساندر. ” خذ الرجال و اخرجوا، إشتبكوا مع تلك الكائنات، لكن ليس بغرض يا قاتل يا مقتول، ادفعوهم للخلف فحسب، و أسقطوا بعضهم، لكن حافظ على سلامتكم اولاً، و أخيراً لا تدعوهم يسحبوكم بعيداً عن القبة، كل شيئ سيتمحور حول هذا المكان.. أن أصيب أحد الحكماء في الخارج سيفتح له قوات الحياة ممر في القبة، و يسمح له بالدخول لتلقي العلاج. بعد أربعة ساعات فقط سواءً تمكنت من القضاء عليهم، أو لا عليك أن تعود مع بقية قواتك لداخل القبة، فيكتوريا ستصحب النصف الباقي من الحكماء و يخرجوا ليحلوا محلكم.”

“حاضر.” عقد أليكساندر حاجبيه وصاح، هذه المرة لم يحاول الرد على روبين، بل ببساطة نظر حوله، و بدأ يصيح بدوره. ” السرية الرابعة، و الخامسة، و السادسة، السرية الرابعة عشر، و الخامس عشر، و السابعة عشر، السرية الخمس و عشرون، و السبعة عشرون، و التسعة و عشرون، السرية الرابعة و الأربعون، و الخامسة و الأربعون و التاسعة و الاربعون.. كلكم إتبعوني!”

“اووه!” أعضاء السريات الإثنا عشر الذين ذكرت أسمائهم صاحوا، و ارتفعوا من على الأرض، ثم بدأوا بالطيران خلف أليكساندر، ستة آلاف حكيم بسرعة اقتربوا من حدود قبة اللهب الأبيض!

الجيش الذهبي كان مُقسم لـ 100 سرية صغيرة ليسهل قيادتها، و كل سرية فيها 500 جندي، بعض السرايا تحتوي على حكماء فقط، و بعضهم يحتوي قديسين فقط، أو قوات علاجية فقط..

بهذه الطريقة يمكنه تحريكهم بسهولة في الإرجاء بدون الحاجة لحفظ أسماء، و وظائف كل فرد في الجيش.

ممر صغير جداً فُتح في قبة اللهب الأبيض أمام اليكساندر بالكاد يسمح بمرور رجل بالغ بشكل رأسي، هذا حتى يُمنع دخول القديسين، و الحكماء من جنس الكائنات البشرية البيضاء.

و كما هو متوقع، تعرضوا لهجوم شديد، و مقاومة هائلة أثناء خروجهم.

تقريباً كل حكيم خرج من الفُتحة تلقى هجوم، أو إثنان على الاقل، هذا طبيعي بما أنهم يخرجوا واحد تلو الأخر مما سهل على القديسين و الحكماء في الخارج إستهدافهم، لكن هذا كان لابد منه، لو فُتح الممر أكثر قليلاً لكان دخلت تلك المخلوقات لداخل القبة و بدأوا بالهجوم من الأعلى مجدداً، هذا كان سيسبب عدد ضخم من الضحايا.

لكن و مع أن كل أعضاء السرايا الاثنا عشر تلقوا هجمات قوية أثناء خروجهم إلا أن هذا لم يؤثر في الروح القتالية للحكماء الذي لم يخرجوا بعد حيث أكمل البقية الإندفاع للخارج بشكل طبيعي، أحد الاسباب وراء هذا أنهم متأكدون أنهم سيكونوا بخير!

التدريع الإلهي الكامل أعطاهم ثقة تامة في سلامتهم، حتى لو اذتهم الموجة الإرتدادية للهجمات قليلاً فلن يؤثر على قدراتهم القتالية بشكل كبير!

بالفعل بعدما خرج أول مئة حكيم بدأوا بكسب مكان لهم في الخارج و حراسة بقية الجنود الذين لم يخرجوا بعد..

بعد خروج الف حكيم، إكتسب الجيش الذهبي في الخارج زخم كافٍ و بدأ في هجوم مضاد..

بعد خروج الستة آلاف حكيم، لم يعد هنالك أي هجمات معادية تنزل على قبة اللهب من الأعلى!

*بوووووووووووم*

“ااااااااااااااااه!!”

“همف” نفخ روبين بعض الهواء البارد، و هو يراقب ما يحدث في الاعلى..

خروج الستة آلاف حكيم قلبوا الطاولة بشكل فوري، دافعين قديسي، و حكماء الأعداء للخلف، و قتلوا منهم أكثر من خمسين فرد حتى الآن، و لم يكتفوا بمهاجمة القديسين و الحكماء فقط..

بل قام أليكساندر بتخصيص هجومين من كل خمسة هجمات تقوم بها قوات الجيش الذهبي لتكون نحو القوات الأرضية التي تحاصر قبة اللهب الأبيض!

إبتسم روبين ابتسامة خفيفة عندما رأى هذا.. *يبدو ان أليكساندر فهم أخيراً ما اريد فعله*

مع أن هذه الاستراتيجية تسببت في تشتيت قوات الجيش الذهبي في الخارج بعض الشيئ فاعلية قتلهم لقديسي و حكماء الاعداء انخفضت، إلا أن هذا لم يكن المقصد من وراء خروجهم من الأساس.

خروجهم كان من أجل تخفيف الضغط على قبة اللهب الابيض، و إتاحة فرصة للراحة لمن هم بالداخل، فكما قال روبين، من يعلم إلى متى سيبقون هنا..

و بالفعل بدأت النتائج تظهر على الجميع داخل قبة اللهب الابيض.. قوات اللهب، و الحياة القائمين على إقامة قبة اللهب بدأوا بإلتقاط أنفاسهم أخيراً.

مع أن هذه قبة اللهب الأبيض هذه أقوى بمئات الاضعاف من تلك التي ظهرت في القارة المركزية في الحرب ضد قوات إمبراطورية اللهب بسبب عدد القديسين، و الحكماء المشاركين في اقامتها، إلا ان الضغط ايضاً كان أكبر بكثير.

مع أن قبة اللهب الابيض حافظت على قوتها و لم يحدث أي ثقب فيها من البداية حتى الآن، إلا ان الضغط النفسي، و استنزاف الطاقة على الجنود المشاركين فيها كان شديد جداً!

لكن أكثر الذي بدى عليهم التعب لم يكون سوى مستخدمي قانون النباتات، حيث سقط نصفهم ارضاً يلهث، و بعضهم اغمي عليه بالفعل..

 

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=
15
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x