“زارا، كم عدد مستخدمي قانون الحياة الرئيسي في صفوفنا؟” نظر روبين بجانبه بسرعة و سأل.

دُهشت زارا من السؤال الذي صدر من العدم، ولكنها ردت بسرعة على أي حال، “يوجد حوالي ألف قديس و حكيم صنعوا اعمدتهم من قانون الحياة الرئيسي، لو إحتسبنا قواتي السابقة في فيلق الحياة مع قوات جيش امبراطورية الشجرة المقدسة الذين تعلموا قانون الحياة الرئيسي، و يمكنهم استخدام الدرجة الاولى منه، فيوجد حالياً حوالي ألفان مستخدم لقانون الحياة الرئيسي!”

*بوووم بوم بوم بوم*

دورة هجمات ثالثة بدأت من الأعلى حاصدة حياة بضع عشرات من الجنود مجدداً.

“ألفان؟ جيد جداً! العجوز غو، أريدك ان تتعاون مع زارا، قُم بتعيين عدد كافٍ من مستخدمي قانون النار الرئيسي لمساعدة ألف من مستخدمي قانون الحياة الرئيسي لصنع قبة حماية نارية حولنا، لا تعبئ بالهجوم او الدفاع الفردي حالياً، ركز على تقوية القبة بكل الأعداد التي تشائها! البقية، قوموا بحمايتهم ريثما تكتمل القبة!” صرخ روبين بإتجاه العجوز غو، متجاهلاً بالكامل تأثير سلاسل الهجمات من الأعلى.

“..؟! حاضر!” لم يتوقع العجوز غو هذا الأمر ابداً، ألا يعني هذا أن روبين ينوي البقاء على الأرض أكثر؟ في وسط هذه الظروف؟!

حتى إليزابيث، و فيكتوريا و بقية القادة عقدوا حواجبهم عند سماع أوامر روبين للعجوز غو، لكنهم لم يقولوا شيئاً..

بدأت قوات الحياة، و قوات اللهب تتوجه نحو حدود التشكيلة، بعضهم بدأ بضخ كميات هائلة من اللهب الأبيض بشكل عشوائي و بعضهم بدأ ينتج طاقة خضراء ساحرة بدأت تندمج مع اللهب الأبيض ببطئ.

في نفس الأثناء القتال حولهم وصل لذروته حيث انشغل مستخدمي الريح، والمياه فقط بقتال الكائنات البشرية البيضاء على الأرض، و حماية مستخدمي قانون الحياة الرئيسي، و قانون النار الرئيسي، و في نفس الوقت يرفعون دروعهم للدفاع ضد الهجمات القادمة من الأعلى…

التشكيلة البيضاوية دُمرت بالكامل، الفوضى سريعاً ما عمت في كل مكان، و القتال أصبح واحد لواحد.. سرعان ما تحولت وجوه مستخدمي الرياح، و المياه لللون الأزرق الداكن موحياً بالإختناق بسبب افتقار أجسادهم للأكسجين، شدة لم المعركة لم تترك لهم وقت حتى للتنفس!

حتى كتيبة الحدادين الإلهين، و كتيبة رسامي النقوش تقوقعوا في قلب التشكيلة بدون حماية غير حماية العتاد الإلهي الذي يغطيهم!

لكن هذا الوضع لم يدم طويلاً ايضاً، بوجود هذه الأعداد الضخمة من مستخدمي قانون الحياة الرئيسي، و قانون النار الرئيسي يعملون معاً، الجدران السفلية للقبة لم تأخذ وقتاً طويلاً حتى بدأت في التشكيل

*فرووووم*

بعد جولتين أخريين من الهجمات المكثفة القادمة من الأعلى تمكن ألف مستخدم لقانون الحياة من صنع قبة اللهب بمساعدة أربعة آلاف مستخدم لقانون اللهب.

“أليكساندر، هاتِ رجالك و ادخل القبة بسرعة!” صاح روبين عندما اكتملت القبة اخيراً، و أشار لزارا أن تفتح ثغرة لأليكساندر، و البقية بالدخول.

ثم أخرج رمحه الأسود من خاتم الفضاء، وبدأ يطلق رمح طاقة بإتجاه أليكساندر، و رفاقه!

كان لأليكساندر دور كبير في تخفيف الهجوم على الجيش في الأسفل، عندما سمع أوامر روبين و علم أنه سيتحتم عليهم البقاء على الأرض، أصر على أسنانه و قام بتفعيل تقنية تجسيد الفرمان الإلهي مجدداً و هاجم قوات الأعداء بكل قوته بغرض تشتيتهم، و حتى نجح هو بقية الحكماء بجانبه في قتل بعضاً منهم…

لكنه في النهاية كان حفنة أشخاص ضد عشرون ألف عدو تقريباً.

بسرعة تكبد جراح كبيرة، و كادت تتم محاصرته بالكامل، و قُتل ستة حكماء من أتباعه، موته هو البقية أيضاً كان شبه مؤكد.

حتى رأى ثغرة صغيرة في الحصار صُنعت بسبب العشرات من رماح الطاقة القادمة من الأسفل، فإستغلها، و أخذ ما بقي من رفاقه، و هبط بسرعة بإتجاه القبة البيضاء.

هبوطه لم يكن يحمل عظمة، و مكانة شخص بمكانته، بل نزل للأرض بسرعة و احتضنها كالنيزك، بعد المعركة الحامية في الأعلى لم يكن لديه القوة الكافية للطيران بشكل لائق حتى!

مع أنه فرِح برؤية الأرض أخيراً و العودة للإحتماء بالمجموعة، إلا أنه لم يكن في مزاج جيد ابداً. ” هووف.. هووف.. هووف.. لا أفهم.. لا أفهم ابداً.. نحن خمسون الفاً مسلحين بأفضل الأسلحة بينما هم مجرد عشرون الف، ولا يحملون أي سلاح حقيقي، لماذا لا يمكننا الطيران و قتلهم فحسب؟ لماذا علينا الاختباء هنا؟ أعطني الجيش، و أنا أضمن إبادة كل من حولنا من أجلك، اعطني ساعتين فقط!”

*بووم بوم بووم بوم*

“اااااااااااااااااااااااااااااااااه”

“كالاااااش”

صياح أليكساندر كان يغطيه صوت الانفجارات النازلة على القبة من الخارج، و صوت صرخات الموت من مجموعات الكائنات البيض الذي حُبسوا داخل القبة، و جاري قتلهم الآن.. و مع ذلك كل من في داخل القبة سمعوه، و كلهم ألقوا نظرات خاطفة نحو روبين، حتى قيصر، و بيون، و زارا نظروا نحوه منتظرين ردا مُقنع!

مجيئهم لهذا الكوكب العدائي، أو حقيقة أن بقية الجيش الكامل لم يأتي معهم يمكن أن يُقال أنه خارج عن إرادة روبين بما أنه لم يعرف شيئ عن طبيعة المكان، بل هو بالفعل كان أذكى قرار يمكنهم التفكير فيه، فمن كان بإمكانه التنبؤ بهذا الجنون؟
كل هذا يمكن وضعه جانباً الآن، لكن البقاء أماكنهم بينما تتم محاصرتهم أكثر و أكثر؟

بدون وسيلة للعودة إلى كوكب يورا بينما البيئة تزداد جنوناً، أنهم الآن كالسمك المُلقى على لوح التقطيع، ينتظر الموت بصمت، بعضهم فعلاً بدأ يستسلم للأمر الواقع.

لكن إن تحتم عليهم السقوط فعلى الاقل يجب أن يسقطوا مُقاتلين بكل قوتهم، نظراً لقوة الكتيبة الذهبية، جميعهم يعرفون أنهم يمكنهم أخذ معظم أولئك السفلة معهم للقبر قبل أن يتملكهم الإرهاق بالكامل، ومن يعرف، قد يخاف بقية الأعداء و يتركوهم وشأنهم بعدها فينجوا جزء منهم بحياته!

لكن البقاء داخل القبة، و الاحتماء كالسحلفاة؟!

بعد قتل مجموعات الأعداء في الداخل سيتمكن الكثير من أعضاء الكتيبة الذهبية من الاستراحة، لكن ماذا عن قوات اللهب، الحياة، و النباتات؟

خاصةً مستخدمي قانون النباتات الرئيسي الذين وُضعوا كمسؤولين عن حماية الأرض ومنع هجمات بالجذور من الأسفل، يمكن رؤية العروق الزرقاء تكاد تقفز من رقابهم من كثرة الضغط الواقع عليهم، إلى متى يمكنهم التحمل؟!

ما يحدث الآن غير منطقي على كل المعايير، سواءً من ناحية هذا الكوكب الغريب، أو من ناحية قرارات روبين الجبانة!

تحت أنظار و أسماع الجميع أخذ روبين بضع خطوات نحو أليكساندر، مد يده و أمسك بأعلى درعه الذهبي، ثم صاح في وجهه. ” أليكساندر ليفان، طالما انت عبقري لهذه الدرجة، و تعتقد أنه يمكنك أن تقود جيشي افضل مني، إذاً أخبرني.. من نكون؟!”

 

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=
15
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x