“اااااااااااااااااااااه!!”

“اللعنة، من أين أتى هذا الهجوم؟!”

“اخي! اخــــي ارجوك لا تمُت!!!”

هجوم شديد القوة جاء من العدم ضارباً الجزء الأيمن من الجيش الذهبي مُدمراً إياه بالكامل، عشرات القتلى تناثرت أشلائهم في كل مكان، و المئات تم قذفهم بعيداً.

في لحظة واحدة، التشكيلة البيضاوية التي حافظت على صلابتها لعشرة كيلومترات تفككت لأول مرة، و جحافل الكائنات البيضاء على الأرض بدأت تخترق التشكيلة من ذلك الجانب.

أما روبين فركز عيناه المهتزان نحو الأعلى، لكن هذه المرة لم يجد السماء الزرقاء، بل تحولت لللونين الأبيض، و الاخضر بعدما ظهر أكثر من عشرون الفاً من تلك الكائنات، كلهم يطوفون في الهواء!

بعضهم لونه يميل قليلاً للوردي، و أولائك استخدموا قوانين مسار النار المختلفة للهجوم، و هنالك من لونهم يميل بعض الشيئ للأزرق، و أولائك إستخدموا هجمات الجليد، و غيرهم لونهم يميل للرمادي قليلاً، و أولائك استخدموا هجمات من مسار الرياح، و الكثير من متغيرات اللون الأبيض الأخرى، كل واحد منهم هاجم بأحد العناصر الموجودة في الطبيعة.

كان هنالك فخ بالفعل كما توقع روبين، لكن ما يحدث الآن شيئ لم يتخيله أبدا..

واضح أن الكائنات البيضاء استغلت أن روبين، و جيشه ذاهبين نحو التلة، و اختبؤوا ورائها، و عندما اقتربوا بمسافة تسمح لهم بالهجوم المباغت لم يضيعوا الفرصة!

لكن كيف؟ واضح أن هذا الفخ لم يكن موجود من البداية، فقد أضاع أليكساندر، و البقية ساعة تقريباً محاصرين بين الجبال الثلاث، و ثم تقريباً نصف ساعة أخرى يتقدمون للأمام بشكل أعمى بدون وجهة واضحة، حتى عندما جاء أليكساندر بالخبر الجيد حول وجود تلة يسهل الدفاع عنها بالقرب منهم، و توجهوا نحوها، تلك الكائنات البيضاء لم يجب أن يعرفوا إلى أين سيذهبوا تحديداً!

أكانت الهجمات الانتحارية من الجبال الثلاث لجس النبض لمعرفة حدود قوة الجيش الذهبي؟ هل كان الهجوم طول الطريقة لإرهاقهم؟ منذ متى يوجد حوالي عشرون الف قديس، و حكيم حولهم؟ هل انتظروا حتى اقتربوا من التلة بعدها اختبؤوا ورائها؟ لماذا لم يتم رصدهم بينما واضح أنهم تحركوا كثيراً حولهم؟!

-من الذي يقود هذا الجيش؟ ما هذه الرؤية المستقبلية، و الحنكة العالية في إدارة الموقف؟ أشعر.. أشعر أن هنالك شخص يشاهد المعركة من الأعلى و كأنه يلعب شطرنج!- قطرات عرق بارد بدأت تتصبب من جبين روبين، لأول مرة منذ دخوله هذا العالم بدأ يشعر بالقلق فعلاً
روبين ليس من النوع الذي يندم على اللبن المسكوب، بل يتعلم من خطئه إن أخطأ، و يعتبر الخطأ درس مستقبلي له، لكن اليوم هو ندم..

ندم ليس لأنه جاء لهذا العالم.. بل لأنه لم يجلب جيشه الكامل معه !!

*بوووم بوم بوم*

جولة أخرى من الهجمات أمطرت على الجيش الذهبي من اعلى، لكن هذه المرة هاجموا بشكل عشوائي على كل أنحاء التشكيلة.

مجدداً سقط العشرات من القتلى، مع أن هذا الرقم لا يبدو كثير جداً إلا أنه كان كافٍ لصنع فراغات كثيرة بالتشكيلة، و إلهاء التشكيلة للنظر بالأعلى، متجاهلين الخطر من الجوانب..

“أعيدوا ملئ الفراغات في التشكيلة بسرعة أيها الاوغاد، أتريدون الموت هنا! أغرب!!” صرخ قيصر على الجنود الذين لم يعودوا يعرفوا هل يدافعون للأعلى أم للأسفل، و في نفس الوقت كان يقتل بضع كائنات بشرية بيضاء كانت قد وصلت لجواره، وصلت لجواره و هو بالقرب من وسط التشكيلة!

بعد دورتا الهجوم المتتاليتين من الأعلى قل الدفاع أمام جحافل الكائنات البيضاء بالأسفل بشكل كبير مما جعلهم يتوغلوا عميقاً داخل التشكيلة.

“ارغغغ! معاليك، أنهم يحاولون اختراق الارض أسلفنا مستخدمين جذور الأشجار. لو تمكنوا من فعلها سيُقضى على التشكيلة بالكامل!!” إليزابيث صاحت بسرعة، الآن فقط فهمت لماذا روبين طلب تركيز نصف قوات مستخدمي قانون النبات الرئيسي على حماية الارض اسفلهم!

“معاليك، لا يمكن أن يستمر هذا، ما العمل؟ هل نهاجمهم؟!” صاح أليكساندر نحو روبين، لقد أوقف تقدمه بالفعل بعدما توقف الجنود، لكنه لم يدري ماذا يفعل.

عقد روبين حاجبيه قليلاً، و هو ما يزال ينظر للأعلى، سؤال أليكساندر كان واضح، حتى مع أفضلية العدد لا يمكنهم مهاجمة عدو كهذا بشكل مباشر، و هم على الأرض، المدى في صف الأعداء لأن الجاذبية معهم، كما ان أفضلية الأرض العالية، و انتقاء الأهداف معهم، قتالهم بهذا الشكل لن يسفر عن شيئ جيد و الجميع يعرف هذا.

أليكساندر كان يطلب الإذن ليطير الجيش و يشتبك مع العدو في السماء!

هذا منطقي.. الفخ الذي كان يخشاه روبين قد ظهر، لو طار جيش روبين سابقاً لتمت محاصرتهم في الهواء و تلقوا هجمات من كل جانب بدون وسيلة للدفاع، أو مكان يحموا اظهرهم فيه، لكن الآن و قد ظهر العدو المخفي يمكنهم أخيراً التخلي عن الأرض و مهاجمتهم بشكل مباشر.

خمسون الف قديس، و حكيم مسلحون بالأسلحة الإلهية و الطلاسم، مقابل عشرون ألف عدو لا يرتدون شيئاً غير أوراق الشجر، ماذا يمكن ان يحدث خطأ؟ عليهم فقط إبادتهم في معركة سمائية بعدها إمطار الأرض بالهجمات لإبادة البقية!

لكن…

الشعور السيئ من ناحية الطيران لم يفارقه بعد.

 

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=
12
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x