*بووم بووم بووم*

*سلاااااااش*

مرت ساعة كاملة منذ عودة أليكساندر للجيش، و تغيير مساره نحو التلة…

التلة التي كانت تبعد عشرة كيلومترات فقط، و التي كان يفترض ان يصل لها جيش بهذا المستوى في غضون بضع دقائق، لم يصعدوا فوقها بعد.

على طول الطريق كان على الكتيبة الذهبية التوقف أكثر من مرة بسبب اعداد الكائنات البشرية البيضاء، كل ثانية تمر كانت أعدادهم تزداد بشكل غريب، حتى مع فتح مستخدمي قانون النبات للطريق حولهم، المكان تغطى باللون الابيض بدل الاخضر.

على امتداد البصر لا يمكن رؤية شيئ سوى رؤوس تلك الكائنات، و أعينهم ناصعة البياض التي تملؤها شرايين خضراء، حتى أعينهم تبدو حانقة عليهم!

حصلت أكثر من مرة أن قفزت تلك الكائنات البشرية البيضاء فوق بعضهم، و صنعوا جدراناً من أجسادهم ليوقفوا جيش روبين عن التحرك للأمام، و قد نجحوا في هذا بالفعل.

في تلك الدقائق القصيرة التي أوقفوا فيها الجيش كان يتم بناء جدران من الأجساد، و الجثث حولهم لمحاصرتهم بالكامل، لو ظلوا واقفين مكانهم أكثر لكانت الخسائر لتكون فادحة، بل أكثر..

أسلوب تلك الكائنات في الهجوم لا يبدو أنهم يريدون القبض عليهم أو منعهم من فعل شيئ، لقد جاؤوا من أجل الابادة.

ما كان من روبين إلا أنه أمر أليكساندر، و إليزابيث، و بقية الحكام القاريين بإستخدام تقنية تجسيد الفرمان الإلهي لفتح طريق عنوة عبر أنهار الجثث أمامهم، لكنه علم كم تضغط هذه التقنية على أجسادهم و تستنزف طاقة حياتهم، فهو لم يقم بتعديلها من أجلهم بعد، لكن هو و الحكام القاريين الأربعة عرفوا أنه لا حل آخر..

لكن من اجل منع تكون المزيد من حوائط الجثث قام روبين بتعيين جابا و قيصر على رأس فرقتين من الحكماء، و أمرهم بالخروج من التشكيلة البيضاوية، و التصرف كذراعي الجيش.

فهم كلاهما فوراً المغزى من وراء ذلك، و لم يجادل أحدهما أن هذا خطير جداً، بل اخذوا رجالهم، و قفزوا من فوق التشكيلة، و تحركوا فوراً مستخدمين كل ما لديهم لشق الطريق من أجل جيش روبين، أو على الأقل قتل أكبر عدد ممكن منهم قبل الوصول للجسد الرئيسي للجيش، و منعه من التقدم مجدداً.

إندلع لهب الموت كالوباء منتشراً في كل مكان، و انفجرت الرؤوس، و الأراضي من شدة قانون الجاذبية الرئيسي، تحرك قيصر، و جابا، و خلفهما العشرات من الحكماء، و كأنهم دودتان ينخران في قطعة جبن أبيض!

…مرت الدقائق، و كأنها ساعات… بفضل جهود جابا، و قيصر، و جنودهما اقترب الجيش بشكل أسرع من التلة، و لم يتوقفوا مجدداً بل، و وضعوا أقدامهم على بداية المنحدر الذي يوصل للأعلى.

التل فعلاً يستحق أن يكون إختيار شخص مثل أليكساندر، و يستحق وصفه كمكان استراتيجي، كان هنالك طريق واحد نحو الأعلى، و في الناحية الأخرى يوجد جرف شديد الانحدار لا يمكن تسلقه، مع أن الطريق واسع بضع الشيئ و ما يزال يسمح للكائنات البشرية البيضاء بحصارهم، إلا أنه على الأقل الآن لم يأتي المزيد منهم من الأعلى، طالما صعدوا لأعلى نقطة ستكون ظهورهم في أمان.

لكن أعلى نقطة في التلة بدت و كأنها أبعد من بوابات الجحيم.

لم يعد يذكر أحد كم قتل حتى الآن، مئات الآلاف لم يعد رقم يمكنه وصف عدد القتلى من الكائنات البشرية البيضاء، جيش روبين الآن أصبح يمشي فوق الجثث حرفياً، و لم يعد يلمس أرضية الكوكب

بل إن أحد الجنود في الكتيبة الذهبية صاح مازحاً، و هو يطعن أحد الكائنات البيض، ” ليس علينا الوصول للتلة، لو وقفنا مكاننا بضع دقائق سنجد أنفسنا فوق تلة! هاهاها.”

لم يدري روبين يضحك، أم يبكي بعد سماعه لهذه الجملة، كان مقصد الجندي واضح و هو أن الجثث كافية لتشكيل تلة، و هو فعلاً لم يكذب في هذا..

أرادت زارا أن تنهر ذلك الجندي، فكيف يستخف بمعركة حياة، أو موت و يقول النكات؟

لكن روبين أوقفها و هو يهز رأسه، إلقاء النكات السوداء في الأزمات مثل هذه افضل من العبوث، و إنتظار الموت..

و هم فعلاً لم يكونوا ببعيدين عن الموت، قوى الكتيبة الذهبية خارت بشكل واضح، و تضعف أكثر مع كل دقيقة تمر.

أعدائهم لم يكونوا اقوياء، لكنهم كُثر و لديهم رغبة غريبة للموت.. كل الصفوف الأمامية لتلك المخلوقات البيضاء يركضون نحو رماح الكتيبة الذهبية و كأنهم يريدون ملئ الرمح بالجثث حتى يسقط من يد الجندي!

من قد يفكر بهذه الطريقة؟!

لولا أن كلهم مُسلحين بـ 16 قطعة عتاد إلهي، لما صمدوا حتى الان، حتى مع أنهم كلهم قديسين و حكماء!!

أي خطة ملعونة تتبعها تلك الكائنات البيضاء؟ بل من إقنعهم بتنفيذها و ماذا قال ليُحفزهم إلى هذا المستوى؟ هل تفتقد تلك الكائنات لغريزة البقاء التي تعد أساس كل الكائنات الحية؟!

واضح أن تلك الكائنات تهاجم بغرض الموت.

إما أن الجينرال الذي يقودهم يريد خفض أعداد جيشه، و هذا مستبعد، و إما.. انه يضحي بهم مقابل إضعاف الكتيبة الذهبية؟

لا يوجد أي تفسير آخر لما يحدث!!

هم بالفعل أصبحوا اضعف بشكل واضح بسبب الارهاق الشديد، الهجوم الذي كان يقتل مئة من أولائك الكائنات الان نفس الهجوم يمكنه قتل حوالي خمسون، كما أنهم قطعوا تقريباً 25% من التل، لو تمكنوا من الوصول لأعلى التل سيكون لديهم الوقت لإلتقاط أنفاسهم.

لو فعلاً قائد العدو يريد أن يرهقهم بهذه القطعة فإذاً الخطوة التالية ستكون..

“معاليك، أنظر بسرعة نحو التلة!!”

“همم؟” رفع روبين رأسه للأعلى فرأى فوراً ما كان يخشاه، ” أوه لا…”

*بوووووووووووووووووووووووووم*

 

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=
14
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x