” أليكساندر، خذ بضع حكماء يتدربون على قانون الرياح الرئيسي، و قوموا بإستكشاف المنطقة حولنا، يجب أن تجدوا أرض مفتوحة شاسعة، أو موقع عالٍ يسهل الدفاع عنه بالقرب من هنا، يجب أن أسمع أخبار جيدة منكم في أقرب وقت!” أشار روبين نحو أليكساندر، و أصدر أوامره.
“حاضر!” سمع أليكساندر الأمر، و تراجع فوراً، و بدأ ينادي على أسماء اشخاص معينين لصحبته.
“فيكتوريا، أنتي و مستخدمي قانون المياة الرئيسي تحركوا نحو حدود الجيش من الجوانب الأربعة، بعدها قوموا بتغيير التشكيلة من المربع لتكون شكل بيضاوي، فيكتوريا.. لو تمكنت أحد تلك المخلوقات من اختراق التشكيلة انتي ستكونين المسؤولية أمامي!” صاح روبين نحو فيكتوريا التي كانت بالفعل مشغولة بتنظيم الدفاع، قبل أن يغير إتجاه وجهه، و يصير في إتجاه آخر. ” أيها العجوز، حرك القوات التي يمكنهم إستخدام اللهب ليقفوا صف ثانٍ بعد قوات المياه على حدود الجيش، ستكونوا مسؤولون عن الدفاع عن سماء الجيش، لو قفز أي إبن عاهرة فوق الجيش حولوه إلى رماد! بيون، إستلم قيادة مستخدمي الرياح، ليس عليكم الإلتزام بموقع محدد في التشكيلة فستكونون أنتم الذراع الطولي للجيش، هاجموا بشكل بعيد المدة ولا تعبئوا للدفاع، لكن لا تخرجوا أيضاً من التشكيلة البيضاوية أثناء فعلكم هذا! و جميعكم.. حماية كتائب الحدادين، و رسامي النقوش هى أولويتكم القصوى، لا أحد فيهم مسموح له أن يُخدش، مفهوم؟!”
العجوز غو، و فيكتوريا، و بيون نظروا نحو روبين، و اومؤوا، لم يفهموا لماذا عليهم تغيير التشكيلات بهذا الشكل بعد أن نجحت التشكيلة في صد الأعداء لأكثر من ساعة، إلا أنهم بدأوا بتنفيذ الأوامر على أي حال.
” إليزابيث، المخرج الوحيد أمامنا مسدود بالكامل بالاشجار الضخمة، إستخدمي قانون النبات الرئيسي مع نصف قواتك، و حركي تلك الاشجار جانباً حتى يسهل على الجيش الحركة، بعدها ركزي نصف قواتك لحماية الأرض أسفلنا، مفهوم؟”
“حماية الأرض؟ ألا يمكنني الطيران من هنا فحسب؟” نظرت إليزابيث نحو روبين و سألت.
“افعلي ما اقوله!” صاح روبين بحواجب معقودة.
إليزابيث تنهدت، ثم اومئت بدون إضافة كلمة أخرى، و بدأت بتحريك مستخدمي قانون النباتات الرئيسي إلى مواقعهم الجديدة.
في البضع دقائق التي تلت تعليمات روبين لم يتحرك الجيش من مكانه ككُل خطوة واحدة، لكن داخلياً بدى في فوضى مدمرة، كل واحد فيهم يريد الذهاب إلى موقعه الجديد، لكن النتيجة النهائية أظهرت أن الشكل الخارجي لم يعبر عن ما يحدث حقاً.. خلال خمس دقائق فقط أخذ كل واحد من الخمسون ألف جندي موقعه الجديد بدقة فائقة!
عندما رأى روبين أن كل شيئ تم كما أراد، استخدم قانون الرياح الرئيسي لنقل صوته للجميع بكل هدوء قائلاً كلمة واحد، “تقدموا!!”
*باام باام باام*
الجيش الذهبي تقدم للأمام بإتجاه المخرج بخطىً ثابتة، كل فرقة تقوم بعملها بشكل مثالي، و في بضع ثوانٍ فقط تقدم الجيش المئتي الخطوة التي كان قد تراجعهم من أجل حماية روبين و بدأ يتقدم أكثر نحو الخروج من المُنخفض.
*ترررش ترررررش*
إليزابيث، و بقية مستخدمي قانون النبات الرئيسي بدأوا تحركاتهم ايضاً، الأشجار الضخمة و الكرمات المتشابكة التي كانت تملأ مدخل ذلك المُنخفض بدأت تتحرك للجانب، و كأنها تفسح طريق العبور للجيش، لكن منظر غريب ظهر مكانهم…
عشرات الآلاف من تلك المخلوقات البيضاء التي تشبه البشر انكشفت أمامهم، و الأعداد التي تظهر للعيان تزداد مع كل شجرة تتحرك من مكانها!!
*دق*
قلوب جميع أفراد الكتيبة الذهبية بدأت، و كأنها توقفت للحظة، تعابير وجوههم تحولت للأسوأ.
في الحقيقة الوحيد الذي لم يبدو متأثراً كان روبين..
لماذا الهجوم على الجيش كان بشكل انتحاري و من الأعلى فقط؟ لماذا لم تنزل تلك الكائنات من الجبل و يهاجموا الاجناب؟ بل لماذا لم يستخدموا المدخل المنخفض بعد أن هاجموا لحوالي ساعة، و خسروا آلاف من جنودهم، و علموا أن هذه الطريقة لن تكسبهم شيئ؟
بل الأدهى.. لماذا كلهم بمستوى قوة مكافئ لمستوى أساس الطاقة أو الفروسية بأقصى حد؟ روبين أمكنه تحديد هذا بسهولة عن طريق عين الحقيقة، و من حقيقة أن ولا واحد فيهم يمكنه الطيران.. أيعقل أن جيش كهذا قد جائهم، و لا يوجد بينهم شخص قوي واحد؟
أسئلة كثيرة ضربت رأس روبين كالمطرقة، و هو يركل أشلاء تلك المخلوقات قبل قليل، إن لم يكونوا متخلفين عقلياً بالكامل إذاً الاجابة الوحيدة هى أنه يتم إعداد مصيدة من نوعٍ ما حولهم، و قائد من يستخدم هذه الطريقة ليجبر الكتيبة الذهبية على الانشغال في التعامل معهم حتى ينتهي الإعداد لتلك المصيدة.
رؤية تلك الأعداد من المخلوقات الغاضبة خلف الأشجار أكدت له شيئ واحد جعلة ملامحه تظلم بالكامل، تلك المخلوقات بالتأكيد ليسوا متخلفين عقلياً!!
“إليزابيث، لا تركزوا على إبعاد الاشجار فقط، اجعلوا تلك الأشجار تهاجمهم قبل أن تبتعد، يجب تخفيض أعدادهم قبل الاصطدام بهم.” صاح روبين فجأة.
“حاضر!” فهمت إليزابيث قصده بدون كلمة أخرى و بدأت بإعطاء الأوامر.
“هوغارووووو!!!!”
بدون سابق إنذار اندفعت تلك الكائنات نحو الكتيبة الذهبية بكامل سرعتهم، بأعينهم البيضاء التي يتخللها العروق الخضراء، و وجه يبدو عليه نية القتال حتى الموت، الرهبة بدأت تدخل قلوب الجيش الذهبي..
الموضوع التاليالموضوع السابق