“…أهذا هو علم الإمبراطورية؟!” سأل روبين فجأة و هو يشير لعلم ضخم منصوب قبالة الجيش، رؤيته جعلته يتجاهل حتى مظهر الجيش الذي بدى كقطعة ثياب مُرقعة.

العلم كانت خلفيته سوداء بالكامل، مرسوم عليه شكل دائري معظمه أزرق اللون، و توجد 6 قطع بُنية متناثرة فيه، حدود ذلك الشكل الدائري تشع باللون الذهبي، و يخترق ذلك الشكل الدائري سيف و مطرقة.

ضحك بيلي بصوت عالٍ. “هاها أجل، ما رأيك؟ رائع، ها؟ انا من قام بترشيحه.”

فرك روبين ذقنه لبضع ثوان، و هو يتأمل في العلم. “….هذه الدائرة ترمز للعوالم التابعة لإمبراطورية البداية الحقيقية، السيف يرمز لتدمير النظام القديم و المطرقة ترمز للإصلاح الذي سنجلبه.. جيد. لكنه يذكرني بخطابي عند التل الاخضر نوعاً ما..؟”

“أهاهاهاها.” ضحك قيصر بصوت عالٍ. ” هذا ما اخبرناه به جميعأ عندما عرض العلم، لكنه مصر أنها فكرته!”

*بففـ*
ضحكات صغيرة، و مكتومة بدأت تُسمع، .العلم فعلاً حصل على موافقة جماعية لأنه يصف رؤية روبين، لكن بيلي لم يعترف بهذا حتى اللحظة!

“اخرسوا، انا من قام بترجمة الخطاب إلى علم، إذاً هو فكرتي!” وقف بيلي و صرخ.

” و بالنسبة للزي الموحد؟” لم يضيع روبين وقتاً، و أكمل مطالبته بسؤاله الاول.” كان لديكم وقت لتصميم علم، لكن تركتم الجيش يرتدي 6 الوان مختلفة؟ انظروا إليه يبدو كجيش من المرتزقة و العوام!”

وقف العجوز غو و وضع يده على صدره. “معاليك، كان بإمكاننا توحيد زي الجيش بالطبع، لكن هذه الدروع، و الأسلحة هى أفضل ما يمكننا تقديمه، أنه العتاد عالي المستوى الذي جمعته امبراطورياتنا طوال عشرات آلاف السنين، لو وضعناه جانباً من أجل زي موحد أقل جودة كان هذا سيضر بقوة جيش سيادتكم كثيراً.”

عقد روبين حاجبيه، ” ماذا حل بصناعة الأسلحة الإلهية؟ هنالك الكثيرين من الحدادين يظهرون كل يوم خاصةً في قارة اللهب الخاصة بك، مع انه عدد الحدادين اقل مما توقعت في البداية، لكن حسب تقديري فيجب ان يكون متوفر مليون قطعة سلاح إلهي على الاقل.”

العجوز غو نظر للأرض اكثر، ” سيادتكم اصبت، للأسف مهنة صناعة الاسلحة الإلهية لم تجذب عدد كافٍ من الحدادين بعد، و حتى من دخلوها ما يزالوا في مرحلة التعلم، و لم يكتسبوا بعد المهارة الكافية التي تجعلهم يعملوا بشكل سريع، لهذا العدد الكلي للأسلحة الإلهية وصل لمليون و مئتا الف تقريباً.
كنا قد بدأنا بالفعل بتوزيع الأسلحة عليهم و وصل عدد مستخدمي العتاد الإلهي حوالي ثلاثمائة الف، لكننا إرتئينا أن افراد جيش امبراطورية البداية الحقيقية يحتاج لطقم كامل من الدروع و الاسلحة الإلهية، فتسليح مُخضرم واحد بطقم إلهي كامل أفضل من تسليح العشرات من الجنود العاديين. بعد إنتهاء الحسابات، وجدنا أن كل فرد من النخبة سيحتاج لأكثر من 16 قطعة عتاد إلهي.
لهذا توقفنا عن تسليح الجنود بشكل عشوائي و ركزنا على صنع جيش صغير من النخبة أولاً، بهذا العقلية سرعان ما تمكننا من إنتاج كمية عتاد إلهي يكفي لتسليح 50 الف فرد بشكل كامل، و قمنا بإستخدام تلك الأسلحة، و الدروع بتجهيز القوات الخاصة من عائلة بورتون الذي بلغ عددهم 35 الف قديس، و هذا لأنهم هم الوحيدين بيننا الذين لديهم خبرة حقيقية في المعارك الكبرى، كما اننا قمنا بتجهيز معظم الحكماء في عالم يورا أيضاً، و عددهم 15 الفاً، مما أوصل العدد الكلي لـ 50 الف جندي، جيش صغير من النخبة الخالصة! كما تراهم سيادتك، هم الواقفين هناك مُرتدين الذهبي.”

تبع روبين إشارة العجوز غو نحو الفرقة التي تقف في الخلف بهدوء، تصميم الدروع الخلابة التي تشع كالذهب تحت أشعة الشمس كان لافت للنظر، لكن هذا ليس كل شيئ..

هذه كانت أول مرة يرى فيها روبين شخص مُسلح بالكامل من شعره و حتى أظافر قدميه بعتاد إلهي، خاصةً الدروع الجسدية، و التروس العملاقة، و المطارد الطويلة الذهبية المتراصة في الصف الأول للجيش الصغير، كلهم فرد من ذلك الجيش كان كافٍ لخطف الأعين!

و هذه كانت أيضاً أول مرة يرى فيها كتيبة حيث يقف فيها الحكماء متراصين بزي موحد، و ينتظرون الأوامر كأنهم جنود عاديون!!

حتى بدون إطلاق تلك الكتيبة لهالاتهم، الضغط الذي يخرج منهم أرغم بقية الجيش على الابتعاد مسافة مئتا متر عنهم في كل الاتجاهات ليتمكنوا فقط من إلتقاط أنفاسهم بحرية.

ثم تابع العجوز غو مباشرةً. ” اخترنا الذهبي لأنه يليق بعظمة إمبراطورية جلالتك، أرجو أن لا يكون لديك شكوى من هذه الناحية.. اما بالنسبة للإنتاج لبقية الجيش فأخشى أن إنتاج تسليح إلهي يكفي لأكثر من ثلاثة ملايين جندي الضخم سيتطلب بضع سنين اضافية، حتى لو أرغمت كل سكان قارة اللهب على إتخاذ هذه المهنة..”

” خمسون ألفاً، ها..” فرك روبين ذقنه لبضع ثوانٍ، و هو ينظر لجيشه الذهبي الصغير، ثم أومئ فجأةً. “لا بأس، هذه الكتيبة ستكون كافية لإستكشاف مقصدنا الجديد، ارسلوهم لجانب البوابة، سنتحرك الآن .”

“ماذا؟ هم فقط؟!” صاح قيصر فجأة.

“معاليك، تلك الكتيبة هم الوحيدين المسلحين بالسلاح الإلهي بالكامل، لكنهم ليسوا الوحيدين الذين يمكنهم دخول المعركة! يمكننا تحريك جيشك كله الآن!!” أخذ العجوز غو خطوة للأمام و صاح.

إلتفت روبين ليواجه البقية فوق السور و هز رأسه. “كلا ليست هذه هى المشكلة، كنت سأختار جيش بحجم مشابه للذهاب أولاً على أي حال، و سنأخذ معنا بضع آلاف سيد نقوش، و حداد أسلحة إلهية أيضاً، بعد الوصول سنختار مكان جيد للدفاع عنه و بناء بوابة لربطها مع بوابة المدينة الإمبراطورية هنا، ربما بناء قلعة حولها لتكون قاعدة لنا هناك… بينما بقية الجيش سيبق هنا مستعداً للحظة التي تُفتح فيها البوابة من الجانب الآخر، عندها يمكنهم المجيء ورائنا لبدء عملية الغزو الحقيقية.”

“ألا يمكننا الذهاب جميعاً فحسب؟” حك قيصر في رأسه و سال.

“هذا سيكون غير حكيم، فأولاً نحن لا نعرف شيئاً عن طبيعة الكوكب و سكانه، أخذ أقوى مجموعة في الجيش اولاً تعني سهولة الحركة، و أعلى نسبة للنجاة، بخمسين ألف جندي فقط يمكننا احتلال مكان صغير بعيد عن الأنظار و البدء في إقامة بوابة الفضاء بدون أن يشعر احد، أما لو أخذنا الجميع، أربعة ملايين جندي تقريباً، فهذا سيكون جاذب للأنظار بشكل كبير، مهُلك للموارد و الطعام، و غالباً قد يموت معظمهم قبل ان نعرف أين نحن..

ثانيأً، مقصدنا الأول من الغزو هو الموارد وليس القتل بشكل عمياني، قد يكون سكان ذلك الكوكب مُسالمين لا يريدون القتال، و يختاروا السماح لنا بأخذ ما نشاء فحسب عبر إقامة علاقات تجارية، ألن يكون هذا أنسب ناتج ممكن؟ و بالتالي أخذ جيشنا الكامل إلى هناك لن يكون تضييع موارد على الفاضي فحسب، بل سيكون استفزاز مباشر لهم و قد يضيع فرصة التواصل السلمي..” هز روبين رأسه مجدداً وأجاب.

“هيهي لا أعتقد أن عليك القلق من موضوع الموارد.” قهقه بيلي فجأة.

“هممم؟ ماذا تقصد؟” نظر له روبين، و سأل.

تابع بيلي مبتسماً. ” رايان بورتون عاد مع بقية رجال العائلة من عالم نيهاري، إحزر كم درة طاقة جلب لنا..”

“…خمسة عشر مليون مثلاً؟!” عقد روبين حاجبيه و سأل، طالما بيلي سأل فرحاً إذاً بالتأكيد تلك المجموعة حققت نجاح أكبر من المتوقع.

أمال بيلي ظهره للأمام قليلاً و تكلم بجدية.
“بل 37 مليون درة طاقة بالتمام و الكمال.”

“…حقاً؟ أتلك العشيرة تريد إصلاح الأمور معي أو شيئ كهذا..؟” صُدم روبين عند سماع الرقم.

في الحقيقة هو من البداية قرر أنه سيذهب للكوكب الجديد بجيش صغير نسبياً لحمايته بينما يحاول التواصل مع السكان الأصليين و الوصول لإتفاق من نوعٍ ما.

طلب التجارة و الحد الأدنى من الدرر كان مجرد طريقته لجس نبض العشيرة، و معرفة نواياهم من ناحيته، كان يعتقد أن تقديمهم لعشرة ملايين سيكون جيد بما يكفي كإختبار، ولكن 37 مليون؟!

 

 

 

 

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=
1
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x