بعد ثلاثة أسابيع– القارة المركزية– أمام أسوار المدينة الامبراطورية.
“إنتباه يا أشباه الرجال!”
“هوووه!”
*زلزلة خفيفة.*
“اليوم كان التدريب كالعادة على كيفية التعاون في أرض المعركة، احفروا كل شيئ تدربتم عليه الآن في ذاكرتكم، ان بدأت معركة، و رأيت أحدكم يخرج عن هذا التنظيم، سأغتصبه، هو و عائلته! أهذا مفهوم؟!”
“هوووه!!”
*زلزلة خفيفة*
“جيد ، يبدو أن كلامي واضح، اجلسوا اماكنكم، و استعدوا للمغادرة فور ما يصل جلالته!”
“هوووه!!”
*قعقعة*
————-
تحت ظلال خيمة مفتوحة– فوق أسوار المدينة الامبراطورية.
*صفير~* ” مع إني أرى هذا المنظر كل يوم إلا أني ما ازال أشعر بالقشعريرة كل مرة، كيف تشعر و أنت تسيطر على هذا الحشد يا أليكساندر؟ و ما هذا الكلام السوقي؟ هيهي.”
إقترب الحاكم القاري أليكساندر من الخيمة، و جلس على أحد الكراسي بشكل عشوائي، “هيه~ شعور ليس مختلف عنك كثيراً يا إليزابيث، رؤية حوالي 4 مليون جندي من قارات مختلفة، و أضعف واحد فيهم بقوة فارس.. منظر لم أتوقع أن أراه في حياتي ابداً. ثانياً هاها مهما أرتفع مستوى الجنود فإنهم يبقون جنوداً، بعض الكلام السوقي سيريح أعصابهم، و يجعلهم يشعروا انهم مقربين اكثر لقادتهم، هذا شئ لابد منه، أي أحد لديه خبرة فعلية في قيادة الجنود سيدرك هذا، أليس كذلك يا صاحب السمو؟” ضحك أليكساندر بصوت منخفض، و نظر نحو قيصر.
“معك حق، إن لم يكن قائد الجيش قريب من جنوده فسيكون بعيد عنهم، و هذا شيئ لا تريده في ساحة المعركة، خاصةً بعد ان ادمجت قوات القارات الأربعة، و قوات عائلة بورتون لهذه الدرجة اخيراً، كما ان–” قيصر كان قد بدأ بشكل جدي على سؤال أليكساندر عندما لاحظ شيئ قطع كلامه، “هاي! من تدعوه بصاحب السمو؟ أنا مجرد تابع لجلالته مثلكم تماماً، أحفظ هذا اللقب للفتى ريتشارد حالما يعود لنا سالما.”
ضحك أليكساندر بصوت عالٍ عندما سمع. “هاها لا تكن متواضع جداً، كل سكان العالم يعرفون كيف يعاملك جلالته، سمعت أن هنالك نوادي معجبين تأسست حول العالم كلها تتمحور حول الأمير الشاب الذي رافق الامبراطور طوال رحلته.”
“صحيح، حتى أنا بدأت أشعر بالغيرة من إحداهن، أكان هذا عقاب حقاً، أم…” ضحكت إليزابيث ضحكة خبيثة، ثم نظرت نحو فيكتوريا التي تحافظ على صمتها منذ وصلت.
” لا يهمني كيف يراني الناس، جلالته كان كريماً بما يكفي أن أنقذ حياتي، و أعطاني اسم عائلة بورتون، و هذا الفضل سأرده بخدمتي له، لا أجرؤ على نسب نفسي له اكثر، أرجو أن لا ينسى أحدكم هنا هذا.” تجاهل قيصر الحُمرة على وجه الحاكمة القارية فيكتوريا بجواره، و أعلن بصوتٍ عال.
“حسناً، حسناً، كما يحلو لك، أليكساندر، توقف عن مضايقته…” نظرت إليزابيث بحاجبين معقودين نحو أليكساندر، الذي بدوره رفع كتفيه مستسلماً، ثم عادت إليزابيث تبدو عليها ملامح الإنتصار، و نظرت نحو قيصر. ” لقد أسكتهم هل أعجبك هذا يا صاحب السمو؟”
“اها، اجل، هذا ما يجب ان — هوووي!!”
“هاهاها”
إنتشار الحكايات، و نسج الأساطير عن روبين، و رحلته لم تخلو من تعظيم أقرب الأشخاص إليه، و أكثر من قضى معه وقتاً، الإبن بالتبني للإمبراطور، قيصر بورتون.
ولأنه كثير الظهور عكس والده، و لأنه حارب جنباً إلى جنب مع جيوش عدة، و له العديد من الحكايات البطولية انتشرت الأساطير عنه بشكل أسرع حتى من روبين، بل يمكن القول إن مكانته في كوكب يورا أخذت تتصاعد بسرعة الصاروخ حتى إقتربت من مكانة روبين نفسه، متخطيةً بذلك مكانة الحكام القاريين الخمسة!
أكثر من تأثر بمكانة قيصر الجديدة كان بلا شك الشخص الذي يرافقه كظله حالياً، فيكتوريا فروست..
بعد أن كانت تبكي من شدة الذل الذي شعرت به بالقسم على إتتباعه، و أخذ الإذن منه في كل شيئ تفعله، بعد أن عادت لموطنها خافضةً رأسها من العار الذي جلبته لتاريخ أسرتها… أصبحت محط للحسد بسبب تواجده معها!
بل أبناء قارة المياه تباهوا أمام بقية القارات أن قيصر بورتون شخصياً إتخذ القصر الرئاسي لديهم منزلاً، و انه يرافق حاكمتهم القارية في كل مكان!!
مع أن هذا لم يؤثر كثيراً في علاقة التبعية التي أقسمت عليها فيكتوريا، إلا أنه سهل كثيراً عليها وضعها الحالي، حتى أن طلب الإذن من قيصر يومياً لم يعد مثيراً للغثيان كذي قبل..
في الحقيقة، الوحيد الذي لم يكن راضٍ عن هذا الوضع الجديد لم يكن سوى قيصر نفسه!
عندما يجد أشخاص يتكلمون في الموضوع، أو شخص معاه يناديه بـ *صاحب السمو* أو ابن المولى، و ما إلى ذلك، كان يغضب غضب شديد، و ينهرهم لينتهوا، قائلاً إنه مجرد تابع مخلص لمعاليه، و أنه لا يجرؤ على أن يكون أكثر من هذا.
ردة فعله هذه انتشرت بسرعة في انحاء العالم مانعةً الكثيرين من القول علناً أنه إبن إمبراطور العالم، لكنها ايضاً كسبت إحترامهم نحوه أكثر فأكثر، فمن قد يرفض شيئ كهذا؟!
الآن فقط عدد قليل من ذوي المقام العال يمكنهم المزاح مع قيصر في هذا الشأن.
“حسناً، حسناً، أيها الأولاد لا يوجد وقت لهذا، ألا تشعرون بضغط ما يجري؟ اليوم سيخطوا كوكب يورا خطوة هائلة إلى الأمام! إستغلوا الوقت في توقع ما سنجده في ذلك الكوكب جديد، و عمل خطط مضادة للحفاظ على حياتنا هناك.”هز العجوز غو رأسه، و تكلم بينما يفرك جبهته ببطئ، كان واضح من الهالات المسودة حول عيناه أنه لم يذق طعم الراحة منذ فترة ليست بقليلة.
” .. لا أشعر بالضغط؟ بل الحماسة تكاد تقتلني أيها العجوز، الإلتهاء بالحديث التافه خير من الموت منتظراً حتى يأتي جلالته..” تكلم أليكساندر ببطئ، و هو ينظر ليديه التي لا تتوقف عن الارتعاش.
لقد عاش عمره كله يزيد قوته، و قوة جيشه على أمل أن تقوم حرب ضد الامبراطوريات الثلاث الاخرى.
اجل.. على أمل!!
مع أن القوة مطلوبة للإبقاء على السلام إلا أنه لو كنت قوياً بما يكفي سيأتي عليك اليوم، و تسأل نفسك ماذا تفعل بهذه القوة؟ لماذا يجب أن تصبح أقوى؟
حالة السِلم المزعزع، و الحرب الباردة التي تسيطر على كوكب منذ عشرات آلاف السنين أثارت حالة من التعطش في نفوس الكثيرين!
بعضهم يتعطش للمزيد من الممتلكات، و الاراضي، و بعضهم يتعطش للدماء فحسب..
“هاها وأنا لن أسمح لحاكمي القاري أن يموت منتظراً.” صوت جاء من بعيد أرغم الجميع إلى الإلتفات لمصدره.
*رااف رااف رااف*
الموضوع التاليالموضوع السابق