في الحقيقة هذه ليست أول مرة يشهد فيها أورزون على شيئ كهذا، فجميع الشيوخ، و رؤساء قبائل العمالقة قد رأوا جابا يخرج مطرقة الحرب خاصته سابقا بالاجتماع، لكن لم يستوعب أحدهم ما حدث.. ربما هى تقنية خاصة إبتكرها روبين لإخفاء تلك المطرقة خصيصاً، و إستدعائها وقتما يشاء؟
إنطفئ إنبهار الجميع بسرعة مدركين أن روبين لن يفعل شيئ كهذا من أجلهم، كما أن اخفاء السلاح الشخصي هو شيئ رائع، لكن يمكن الإستغناء عنه، ألا يمكن وضع مطرقته على ظهره فحسب؟
لكن.. خروج درع الرسغ هذا غير كل شيئ..
روبين بالتأكيد لم يعطي لهذا الرجل تقنية خاصة ليخفي سوار جاء بغرض بيعه، بل تلك التقنية تتيح إخفاء أي شيئ؟
“…ايه؟!” فوجئ رايان برده الفعل من أورزون، بل نظر خلفه نحو بقية أفراد عشيرة اتحاد نيهاري فوجد ردة الفعل مشتركة بينهم، كلهم فاتحين أفواههم، و عيونهم كأنهم رأوا معجزة.
-لحظة، معاليه لم يُعرفهم على خواتم الفضاء بعد؟!- فكرة ضربت رأس رايان بورتون فجأة.
عند إعداد المنتجات التي جاء لبيعها كان يضع في حسبانه التصاميم التي قام روبين بتسليمها مؤخراً لأكاديميات النقوش لأنه يعرف أن ابتكارات روبين ليست بغريبة عن أهل نيهاري.
و مع أن روبين قام بتسليم طريقة صنع خواتم الفضاء للأكاديميات، و ورش صناعة السلاح الإلهي أيضاً، و يتم إنتاجها بغرض البيع في عالم يورا حالياً إلا أنه لم يضعها في الحسبان، فأول مرة ظهرت الخواتم كانت عند وصول روبين من نيهاري و هذا يعني أنه ابتكرها هناك، فلماذا يبيعهم شيئ يعرفونه؟
لكن بالنظر لردة فعلهم الآن…
إبتسامة خبيثة ظهرت على وجه رايان للحظة، ثم اختفت بسرعة. “اوه، هل تقصد أن معاليه لم يخبركم عن خواتم الفضاء؟ أنها تحتوي مساحة هائلة داخلها، جلبنا اليوم بضائع تستحق الـ 10 ملايين درة على الاقل، و كلهم مُخزنين داخل 3 خواتم فقط! لكن أعتقد أن هذا منطقي، معاليه لم يعطي الخواتم الا للمقربين جداً منه، واعطاها لنا اليوم حتى يقلل تكاليف التنقل، فكما قال لكم السيد آمون هو يحتاج كل درة طاقة هيهي..”
“هذا.. هيه~” ترك أورزون كتف رايان، و نظر للارض قليلاً.
خاتم يمكنه تخزين و نقل كمية بضائع هائلة؟ ماذا سيحدث لو ظهر خاتم كهذا في حرب؟ يمكن لأي جيش التحرك بحرية متجاهلاً سلاسل الإمدادات التي تعيقهم دائماً، و سيكون دائما معهم كل ما يحتاجون حول أصابعهم، خاتم واحد من هذا النوع يمكنه تغيير مسار حرب!!
هذا فعلاً منطقي.. لابد أن خاتم كهذه صعب الصنع و مكلف، لعل معاليه يصنعه بنفسه، لماذا قد يعطيهم خاتم كهذا و هو يراهم كأعداء محتملين؟ هم غالباً لن يضعوا يدهم عليه ابداً..
*كرااااش*
كاد أورزون أن يسحق يده بنفسه، و هو يفكر في الامر، مجدداً.. تم تذكيرهم بالشخص الذي عبثوا معه.
معاليه روبين بورتون… لو وضع ذلك الرجل كل وقته في التفكير في تدمير العشيرة، من قد يوقفه؟
“لكن..!!” رفع رايان يده، و اعلن بصوت عالٍ. “لأن معاليه يحتاج لدرر الطاقة بكثرة، و أعطاني السُلطة لجمع المطلوب بأي ثمن، أنا سأخذ هذا القرار، و سأتحمل المسؤولية لأبيعكم الخواتم الثلاثة التي جلبناها!”
“ماذا؟! أنت حقاً ستفعل هذا من أجلنا..؟ لكن معاليه….”
عرف رايان ما يفكرون به، و ضرب على صدره.“لا تقلقوا، سأتحمل المسؤولية كاملةً! سأبيعكم خاتم الفضاء الواحد بـ 5 ملايين درة فقط!!”
“اوووه! أريد واحد!”
“انا أريد واحد ايضاً!”
“سأخذه بستة ملايين!!!”
“هاها سنجد حلاً سنجد حلاً، هيا فلنجد مكان جيد نجلس فيه و نتكلم!” ضحك رايان بصوتٍ عالٍ، ثم وضع يده على كتف أورزون الذي كان يبتسم بدوره من الاذن للأذن، و بدأوا يتقدموا معاً نحو مبنى مجلس الشيوخ.
الجيش حول البوابة بالكاد هدأ اخيراً عندما رأوا هذا، حتى بقية بعثة عائلة بورتون تنفسوا الصعداء و بدأوا يتبعون رايان نحو مبنى مجلس الشيوخ، و ورائهم تحركت قوات سيوف الظل.
أما آمون فظل واقف مكانه يراقب الجميع يتحركون بعيداً، لكنه بدى و كأنه لاحظ شيئ، فأمسك بياقة آخر جندي من سيوف الظل مر بجانبه، و سأل عن طريق تقنية نقل لخواطر. ” أين ثيو؟”
“انه يؤمن المحيط” إنحنى الجندي قليلاً، و رد عن طريق تقنية نقل الخواطر أيضاً.
“اي محيط؟ نحن محاصرون بأربعون الف جندي.” سأل آمون مجدداً بشكل أكثر صرامة، ماذا ستفعل مراقبة الموقف؟ ليس و كأنهم يواجهون عدواً خفياً بل انهم محاصرون عياناً، كان من الأفضل أن يبق بجانب البوابة معهم حتى يساعدهم على الفرار!
“…. أنه يؤمن المحيط.” رد الجندي، و هو ما يزال في وضع الانحناء، ثم إعتدل، و تبع البقية بدون إضافة كلمة أخرى، متجاهلاً نظرات آمون المليئة بالتساؤلات…
تعليق زيوسي/ وصلنا للمئوية الرابعة، و اقتربنا من بدأ الكتاب الرابع!!
رجاءً لا تبخلوا بتعليقاتكم يا شباب فهي دافعي الوحيد للنشر العربي.
الموضوع التاليالموضوع السابق