“بففت..!!” سقط ذلك الشيخ على ظهره، و بدأ يتحسس وجهه الذي تشوه، و أخذ يبصق دماً بكثرة، ثم نظر بنظرة تملأها الكراهية، و نية القتل نحو أورزون. ” انت.. أيها الخائن! أنت خنت مصالح العشيرة! أنت يجب أن–امممم!!”

قبل ان يكمل كلامه اقترب شيخ آخر من نفس جنسه، فنزل على ركبته بجانبه، و وضع يده على فمه، بدا و كأنه يريد ان يمسح الدماء عنه، ثم تكلم بلهجة ثقيلة، “اخي الصغير، ربما عليك ان تصمت قليلاً وتعتني بجراحك للأن، حسناً؟”

“اممم؟!؟” فتح الشيخ الساقط عيناه على اخرهما، و كأنه يحاول القول -أأنت ايضاً خنت العشيرة؟!- و نظر لبقية الشيوخ حوله لعله يجد فيهم رجل عاقل غيور على العشيرة ليساعده.

لكن وجدهم جميعاً ينظرون له بإزدراء، و بعضهم لا ينظر بإتجاهه أساساً، و كأنهم يتصنعوا أنهم لا يعرفونه…

“هيه~ آسف على ما حدث للتو، الاخ سيلاف دائماً مندفع، و يتكلم بدون تفكير.” تنهد أورزون، وعاد للنظر نحو آمون معتذراً. ” قلت أن معاليه يحتاج للدرر؟ انه من أعطانا إياها في بادئ الامر، سأجمعها من كل حدب و صوب، و أرسلها له فوراً لو تطلب الامر، و بدون أخذ شيئ في المقابل أيضاً! فقط أخبر معاليه أنه لا يوجد داعي لبدأ تجارة مع المنطقة الجنوبية هي.. هيهي…”

إبتسامة كبيرة ظهرت على وجه آمون. “جيد، ما يزال في العشيرة من يستخدم عقله، لكن المولى لن يقبل درر الطاقة بدون مقابل، فلنبدأ التبادل التجاري اليوم، و استعدوا للكثير مثله مستقبلاً.”

*بلع*

صوت ابتلاع اروزون لريق دوت في اسماع الكثيرين، و الجميع فهموا مباشرة السبب.. يستعدون للكثير من التبادلات التجارية مستقبلاً؟ أنهم لا يعرفون حتى ما الذي سيبادلون الأحجار به! لعل تلك التجارة هى أن يبيعوهم بعض البطيخ، مع ذلك سيكون عليه شراءه بالدرر التي يستخدمونها بكثرة في استعمال الاوشام الالهية الهجومية، و في الأسلحة الإلهية، و في التدريب أسرع، غير أنها تمثل العملة الرسمية لعالم نيهاري!

و كل هذا حتى يمنعوا روبين من التعاون مع المنطقة الجنوبية!

ما يحدث الآن هو سرقة بالرضا!!

“اه.. اها طبعاً.. نحن مستعدون لأي شيئ يرضي معاليه.” جز أورزون على أسنانه و تكلم، ” إذاً.. هل لي أن اسأل متى ستصل البضائع؟”

“انها هنا بالفعل.”

“…ماذا تقصد بـ.. هنا؟” قلب أورزون كاد يتوقف عندما سمع كلمات آمون.

هنا بالفعل؟ ماذا سيبيعهم، ملابسه؟ أم يقصد أن مجرد وجودهم سيكون كافٍ لأخذ الدرر؟ حتى لو كانت سرقة في وضح النهار على الأقل كان عليهم وضع تمثيلية لائقة، الآن هذه مجرد وقاحة!!

“كل شيئ معنا هنا!” تقدم أحد الشيوخ من عائلة بورتون و مده يده اليمنى باسطاً كفه.

كان أورزون على شفا إنهيار عصبي عندما رأى هذا المنظر، مستعد ذهنياً ليخبروه أنهم هنا ليبيعوه له شيئ غير مرئي، لكنه فجأة حدث شيئ جعل عينه تتوسع على مصرعيهما..

درع رسغ صغير ظهر فوق راحة يد ذلك الشيخ من عائلة بورتون.

واضح أن درع الرسغ مصنوع بإحترافية كبيرة، و لم يتمكن أحد من تحديد تأثير النقوش التي تملأه مما يعني أن الدرع الصغير يحتوي تأثير ليس معروفاً بالنسبة لهم، لكن هذا ليس ما ادهشهم.

بل حقيقة أنه ظهر من العدم!!

“لدينا 200 قطعة من درع الرسغ هذا، هو منقوش عليه من أنماط الماء، و النار معاً، يمكن اطلاق النار منه كأسهم للهجوم و تُستخدم انماط المياه للدفاع عن طريق ظهور جدار من الـ–” بدأ الشيخ الممتلئ من عائلة بورتون الإشارة بحماسة نحو درع الرسغ ليحاول إظهار مميزاته لجعل عملاءه ينبهروا ويبيع أكبر كمية منه.

رايان بورتون، لم يكن لديه أي موهبة في تدريب الطاقة، أو الشؤون العسكرية لم يكن أمامه طريق سوى تعلم التجارة، حتى أثناء غزو يورا تم تقديره كشخص بلا فائدة، و تم القاءه في أسواق العبيد، مع ذلك لم تكن نهايته كتاجر، بل الشخص الذي اشتراه تحول من بائع ألبان صغير إلى الشخص المحتكر لتلك التجارة في دوقية جيبسون، حتى عاد روبين و بدأت الحرب على الاقل..

الان و قد منحه جلالته هذه الفرصة الكبيرة لإثبات ذاته، و نفعه للعائلة الحاكمة لكوكب يورا، كيف يتراجع؟ لو أراد جلالته روبين عشرة ملايين درة طاقة فسيعود له بعشرون مليوناً!!

لكنه لم يتمكن من إطلاق العنان لنفسه، فجأة أورزون تحرك، و أمسك بكتفا ذلك الشيخ، و أخذ يهزه. “كيف ظهر ذلك الدرع من العدم؟ هل إبتكر معاليه شيئ جديد في هذا الخصوص؟ شيئ يمكنه إستدعاء الأغراض من مكان اخر؟!”

 

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=
39
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x