*بلع*

أربعون ألف جندي، أقل واحد فيهم في نطاق الفروسية، أو يمتلك وشم من الدرجة الاولى، يقف أمامهم مجموعة أفراد ليسوا أكثر من مئة، و معظمهم من كبار السن، و بعضهم حتى لا يمكنه التنفس جيداً من سمنته..

مع ذلك لم يوجد واحد من الاربعون الف وقف صامداً، جميعهم إما يبتلعون ريقهم، او يرتعشون لا إرادياً.

ليس لأن أولائك المئة اقوياء جداً في نظرهم، بل بسبب ما يمثلونه، بسبب الشخص الذي بنى تلك البوابة، و ارسلهم..

أولائك المئة ما يزالوا أتباع المولى الذي تخلى عنهم.

و حسب تهديد روبين فهم لا يمكنهم مَس أي أحد يخرج من تلك البوابة بأذى، على الأقل إن لم تتم مهاجمتهم أولاً!

لا يعلمون أيهاجموا أم يوقفوهم فحسب، أو يفسحوا الطريق، وقف الجميع أماكنهم بدون حراك.. فقط يسترقون نظرة، او اثنتين نحو آمون بين كل حين، وآخر.

“انزلوا أسلحتهم أيها الحمقى، أتلك المجموعة الصغيرة يبدون لكم كغزاة؟ ما الفائدة من إطعامكم إن كنت ستجلبون لنا المشاكل فحسب؟!” فجأة صدر صوت كسر الصمت الثقيل.

رفع قائد الحراس وجهه لينظر بإتجاه الصوت، و إبتسامة كبيرة ظهرت على وجهه ثم صاح. “اه! الشيوخ حضروا!”

“فيوو~ اخيراً.”

“انخفضوا أسلحتكم، و تراجعوا!”

حتى آمون نظر بإتجاه البضع أشخاص الطائرين نحوه، لكن بسخط، و إستخفاف واضحين. ” همف، أورزون..”

هبط أورزون، و تسعة أشخاص آخرين وراءه واحداً وراء الآخر بنظرات كلها إستغراب، و حواجب معقودة، مُركزين أنظارهم نحو الأشخاص الواقفين خلف آمون، أشكالهم، و بنيتهم الجسدية الضعيفة.. أولائك الأشخاص من نفس جنس المولى روبين!

ثم أخيراً عاد أورزون للنظر نحو آمون. ” ما الذي يحدث هنا؟”

” أليس علي أنا أن اسأل هذا السؤال؟” رفع آمون يديه، و أشار نحو الجيش الواقف حوله. ” أهكذا تحترم أوامر المولى؟!”

“اوه، هؤلاء؟ لقد قال معاليه ان نُسخر كل جهودنا، و جيشونا للدفاع عن البوابة، صحيح؟ لذا نقلنا مقر الجيش هنا حتى يتم الدفاع عنها بكفاءة.” رد أورزون مبتسماً.

“تسك، أياً يكن~ لن استفيد شيئاً من التحدث معك أيها الثعلب العجوز.” بصق آمون على الارض، ثم أشار خلفه. ” هؤلاء من عائلة المولى، لقد جاؤوا هنا بناءً على رغباته لبدأ تجارة مع عشيرة إتحاد نيهاري.”

“همم؟ تجارة؟” عاد اورزون، و بقية الشيوخ للنظر نحو شيوخ عائلة بورتون مجدداً. ” إذاً أنتم أقارب المولى، نرحب بكم بتواضع في الأرض التي أسسها معاليه!”

“الارض التي أسسها معاليه؟ واااه.”

“المولى، أيقصدون روبين ايضاً؟ هذا رهيب!!”

معظم إن لم يكن كل عالم يورا بما فيهم عائلة بورتون نفسها لم يصدقوا بالكامل أن روبين زعيم له شأن كبير في عالم أخر، خاصةً انه لم يغب سوى عشرون عاماً فقط.

هذا لا يقلل منه خاصةً أنه جلب معه هذا الجيش الضخم الذي أعلن ولاءه له أكثر من مرة، لكن الأقرب للواقع في نظر الجميع أن روبين مثلاً أصبح أحد الأتباع الموثوق فيهم لزعيم كبير، او شيئ كهذا..

لكن كلمات أورزون الان…

“اووه مرحباً أيها السيد اورزون، حسب ما سمعنا من السيد جابا، و السيد آمون عن ما تملكونه هنا، قمنا بتحضير الكثير من البضائع، و المواد الخام التي تنقصكم، أؤكد لكم أننا سنستحق كل درة من العشر ملايين!” تقدم أحد شيوخ عائلة بورتون، ممتلئ الجسد بعض الشيئ و ما يزال في نطاق الفروسية، كان أحد أولائك الذين تم إستعبادهم عند اقتحام يورا، لكنه سرعان ما قفز ليكون أحد دعائم العائلة بسبب دهاءه الكبير في شؤون التجارة.

“اوه، يعرفون لغة أهل نيهاري؟ هذا– لحظة، العشرة ماذا!؟” أحد شيوخ العشيرة من وراء أورزون انتفض، و صاح.

نظر آمون بسرعة لذلك الشيخ. ” ماذا؟ هل حاسة السمع عندك ضعفت بسبب الخرف؟ العشرة ملايين دًرة روحية، هذه ستكون قيمة التجارة بين عائلة بورتون، و عشيرة اتحاد نيهاري، و التبادل سيتم بشكل كامل خلال أسبوع واحد ايضاً، ألديكم مشكلة؟!”

“آمون ايها الوغد، ألا تعرف حقاً قيمة تلك الـ–” تقدم ذلك الشيخ منفعلاً.

لكن يد أورزون قاطعت طريقه، ثم سمعه يتكلم. ” أمون، نحن نقدر ثقة معاليه فينا، و رغبته في بدأ تجارة معنا، خاصة تجارة بهذا الحجم، لكن كما تعلم هذه كمية ليست قليلة، و نحن لدينا مصاريف كثيرة، قد لا نتمكن من جمعها بسرعة كافية ليتم إكمالها في هذا التبادل وحده، ربما نقيم تبادل بقيمة ربع مليون درة الآن و نُرحل البقية لوقت اخر؟”

عاد آمون لينظر بإتجاه أورزون. ” إسمع أيها الثعلب، المولى يحتاج تلك الدرر سريعاً، إن لم توافقوا فـ-”

إندفع احد شيوخ العشيرة الاخرين، و بدأ يصيح ايضاً، “فـ ماذا؟ سحقاً، عشرة ملايين درة خلال أسبوع؟ أيحسب أنه ما يزال رئيس العشيرة؟ أم يعتقد أننا خائفين منه؟”

*بلع*

الجنود حول البوابة بدأوا يضيقوا قبضاتهم على أسلحتهم مجدداً، بعد أن تنهدوا جميعاً مرتاحين بسمع سماع كلام آمون عن التجارة، هذه المحادثة عادت لتأخذ أسوأ مسار ممكن!

لكن في وجه الصياح آمون اكتفى بإبتسامة متوسطة أظهرت أنيابه، ثم تكلم بهدوء. ” إن لم يكن لديكم ما يكفي من الدرر سنذهب لإتمام تجارتنا مع المنطقة الجنوبية.”

“أهذا تهديد؟! من تظننا أيها الـ–!!!” نفس الشيخ الذي صاح سابقاً رفع يديه قليلاً، و كاد ينزلها فيأمر بتقدم القوات لمهاجمة آمون و من معه.

في الحقيقة بيع السلاح للمنطقة الجنوبية من الكوكب هو أسوأ تهديد ممكن، فهذا يعني أن روبين سيبدأ في السيطرة على تلك المنطقة كما فعل معهم!

أو الأسوأ.. يغذيهم بسلاح، و طلاسم جديدة من ابتكاره مقابل الدرر فقط بدون السيطرة عليهم، هذا يعني وجود عدو هائل على حدودهم في الجنوب بعد أن كان لديهم عدو واحد يخافون منه، و هو المنطقة الشمالية.

ما عدا ذلك الشيخ، أدرك الجميع أن روبين فعلاً لا يحتاج لغزوهم بنفسهم حتى يؤذيهم…

“سيلاف، اغلق فمك أيها الوغد الكريه!!”

*بوووووم!*

قبل ان ينزل ذلك الشيخ يده، نظر أورزون خلفه، و سدد لكمة قوية نحو انفه فتتطايرت الدماء في كل مكان.

 

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=
38
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x