الأسبوع الذي تلى فتح البوابات…

سكان كلٍ من القارات الخمسة كانوا يشعروا بنفس الشيئ تقريباً عند الإعلان عن فتح البوابات، بعضهم يشعر بالاحباط من مواجهة سكان بقية القارات كشخص مُحتل فاقد لإرادته، و بعضهم يشعر بالحماسة لأنه سيتمكن من التباهي بالقدرات الجديدة التي حصل عليها هو و اصدقاءه، عدد قليل جداً من سكان القارات الخمس كان يصدق فعلياً ان العالم كله قد توحد!

لكن هذا هُدم في ثواني بعد فتح البوابات، و بدأ إندفاع المغامرين الشباب كالجراد من كل جانب..

مع أنهم في البداية لم يرو شيئ أمامهم سوى قوس فارغ، و ان من يدخله يختفي ولا يدروا فعلياً إن ذهب لقارة أخرى ام لا، إلا أن هذا لم يخف الكثيرين، في ساعات معدود إنتقل مئات الآلاف من الشباب، و الساعين للمغامرة من خلال البوابات!

في بداية الأمر كان توجه سكان القارات -الإمبراطورية- نحو القارات الإمبراطورية الاخرى، يريدون رؤية ما يقع في الكيانات التي لطالما اعتبروها على قدر المساواة معهم، يريدون رؤية ثقافتهم، و تقنياتهم، و عتادهم، نادراً جداً ما قصد أحدهم التوجه لقارة السلف لدرجة ان بوابة قارة السلف كانت تعمل في اتجاه واحد تقريباً، كلهم يريدون الخروج من قارة السلف للإستكشاف، لكن لا احد يدخلها.

لكن أستمر هذا لبضع أيام فحسب، حتى تأكد سكان القارات الاربعة. -الإمبراطورية- أنهم فعلاً واحد..

فكلما أخرج أحد المغامرين خاتم صوت، يجد السكان الاصليين معهم واحد.. كلهم أخرج عتاد إلهي يجد مغامر مع قارة أخرى يحمل واحد مشابه!

و كلهم يتكلموا عن شيئ واحد.. هل أنتم أيضاً وقعتهم تحت حكم الإمبراطور روبين بورتون؟

كل الخزي الذي كان يشعر به بعضهم قد اختفى، و كل الحماسة التي كان يشعر بها البقية قد ذهبت أدراج الرياح، و حل محلها شعور من نوع آخر.. -يجب ان نعرف المزيد عن إمبراطور العالم الجديد!-

في الأسبوع الثاني بعد فتح البوابات حصل نزوح جماعي بإتجاه قارة السلف.

ذات يوم قام سكان قارة السلف من نومهم فوجدوا اشخاص يرتدون ملابس مختلفة و يتكلمون بلهجات مختلفة يسألونهم اشياء يفترض انها معلومات عامة في قارة السلف… من هو روبين بورتون؟ كيف كانت نشأته؟ ما هى معالم شخصيته؟ ما الذي حدث، و أعطاه القوة للسيطرة على العالم؟!

لم يكن يعرف سكان قارة السلف كيف يشعروا حيال هذا.. هل يمجدون في الشخص الذي ذوقهم الذل، و المعاناة لحوالي عامين، أم يسيؤون لإبن جلدتهم الذي إخضع العالم كله تحت يديه؟

في النهاية قرر معظمهم قول الحقيقية.. و الحقيقة كانت أكثر من كافية!

بالنسبة لأبناء قارة السلف الذي ذاقوا العذاب على يد روبين فهو مجرم، مع أنه حسن معيشتهم عن ذي قبل، لكن هذا لن يُرجع من قُتلوا على يديه.. أما بالنسبة لسكان القارات الاربعة الأخرى فكل شيئ قيل عنه كان أسطوري!!

حتى انتقامه من قارة السلف لم يكن زائد عن الحد، بل يمكن القول أنه كان رحيم جداً بعد سماع ما حصل لعائلته في مدينة يورا!

مدينة يورا التي أصبحت الآن المزار رقم واحد في الكوكب.. كل الرحالة من مختلف أنحاء العالم توجهوا لذلك المكان الذي بدأ فيه كل شيئ، يراقبونه من بعيد بنظرات كلها إحترام و دهشة.

فبعد كل شيئ… من هذه المدينة الصغيرة خرج إمبراطور العالم.

بعد ثلاثة أشهر من افتتاح بوابات الفضاء هوس الإستكشاف بدأ يخمد تدريجياً، و تحول الربط الإعجازي بين القارات الخمسة إلى الشيئ الطبيعي الأن، و بدأ يُنظر للمنافع الحقيقية من وراء ذلك الربط..

التجارة إزدهرت كما لم تزدهر يومياً، كل قارة بدأت تنظر فيما تملكه أكثر من غيرها من القارات، و بدأوا بتمهيد الطريق للإستفادة القصوى من ذلك الشيئ عن طريق البيع، و الشراء.

مثلاً قارة الشجرة المقدسة بدأت تتحول إلى سلة غذاء العالم بسبب وجود كل أولائك الأشخاص الذين يتخصصون في قوانين النباتات، و الارض الخصبة التي سببها الإهتمام بالنباتات طوال عشرات آلاف السنين من حكم عائلة ترينت.. قارة اللهب بدأوا يتخصصوا في صناعة الأسلحة عالية المستوى، و الأسلحة الإلهية بشكل أساسي و تدريجياً فاقوا البقية في عدد المصانع، و الورش، و الشباب الذين يريدون التخصص في صناعتها.

قارة المياه إهتموا أكثر بعمليات اصطياد أحجار الطاقة من عمق البحار عن ذي قبل، و أصبحت المورد الرئيسي لأحجار الطاقة العادية في العالم، و المورد الرئيسي لللحوم أيضاً بسبب كمية الوحوش البحرية التي لا تنفد.. و إتجهت قارة الرياح إلى التخصص في إنتاج أسياد النقوش، و توفير كل الموارد التي تحتاجها أحبار النقوش، و الجلود التي تُنقش عليها.

قارة السلف التي ما يزال أهلها مشغولين بإعادة بناء مُدنهم التي تساوت بالأرض، و تربية جيل جديد من الخبراء بعدما قُتل كل خبرائهم في الحرب، لم يكن لديهم وقت، ولا طاقة للإستفادة من جنون التخصص هذا، لم يكن لديهم أي شيئ يمكنهم توفيره بشكل أفضل من بقية القارات مُتئصلة الجذور، لكن لحسن حظهم، هم مسقط رأس الإمبراطور..

قارة السلف ببطئ تحولت لأكثر مكان مقتظ على الكوكب، و أكثره إزدهاراً بعدما تم اختيارها لتكون السوق المركزي الذي يتلاقى فيه كل سكان العالم!

 

 

 

 

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=
65
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x