قارة السلف…
الأسبوع الذي تلى إعلان التل الاخضر الكبير شهد صراعاً هائلاً بين عائلة بورتون، و العفاريت، و بين المستفيدين من بقاء الوضع على ما هو عليه كالعصابات، فكيف لهم تسليم جنة الإجرام هذه، و إرجاعها للقانون بسهولة؟ أثناء محاولة إخضاع المدن للقانون مجدداً ظهر العديد من أفراد العصابات الذين كانوا قد اخترقوا للفروسية، لكن مختبئين و حصلت معارك قوية على إمتداد القارة، و إنضم لهم في ذلك من لهم شعور انتقامي قوي نحو روبين و عائلته، بمبدأ عدو العدو صديق.

المقاومة كانت شديدة بشكل غير متوقع، و في الأسبوع سقط العديد من فرسان عائلة بورتون، و العفاريت، لكن فارق القوة الحقيقي بين الطرفين كان ساحق، و بكل يوم يمر كان يتم تمشيط، و تنظيف عشرات المدن و ضمهم لإمبراطورية البداية الحقيقية، و إستمرت هذه الحرب الداخلية لحتى بعد شهرين من إعلان التل الأخضر الكبير!

في ذلك الوقت كانت كل المنظمات الإجرامية تم تفكيكها، أو تدميرها و كل من تملؤهم نار الكراهية من روبين، و عائلة بورتون تم ملاحقتهم، و قتلهم أيضاً، كما قال روبين في إعلانه، لم يهتم أحد بإعطاء أسباب و طلب المغفرة.. من رفع سلاحه قد قُتل حيث يقف.

أما بقية شعب قارة السلف لم يكن لديهم مشكلة في ما حديث، كما قال روبين هذا المعتاد عليه في الحروب، و أجدادهم اختبروه أكثر من مرة، و حُكي لهم ما كان يحدث في الحروب في الازمنة الغبارة، بل هم بأنفسهم رأوا ما حدث في أراضي عائلة بورتون، و خاصة يورا، على الاقل روبين بدأ يصلح الأمور الآن!

لكن بعدها جاء السؤال المهم.. ماذا بعد؟

القارة وقعت تحت سيطرة ما يدعى بإمبراطورية البداية الحقيقية، لكن المزارع محروقة، و المصانع توقفت، و الطُرق دمرت، ما الذي استفادوه بعد كل هذا؟ على الاقل العصابات كانت ترغم المواطنين على العمل في الأراضي الزراعية بالسخرة لإنتاج بعض الطعام لإعادة بيعه للناس مقابل العمل لديهم، أو إيجاد الكنوز بالنيابة عنهم!

الآن فحتى هذه المزارع خَلت من العبيد، و المحاصيل فسدت..

موجة شديدة الكآبة حلت على قارة السلف بالكامل، الكل جالس في بيته آمن، لكن جائع.

الكل علم أن مجاعة شديدة قد بدأت، و أنه على الأقل نصف سكان القارة سيموتوا قبل أن تبدأ إمبراطوريتهم المزعومة بتوفير بعض الطعام للبقية، الموت قادم لا محالة!!

لكن… ما أتى كان قوافل غذائية؟!

فور إنتهاء إمبراطورية البداية الحقيقية من إحكام قبضتها على قارة السلف بدأت ظاهرة غريبة بالحدوث، كميات طائلة من الأغذية، و المياه النظيفة ظهرت في كل مكان.. و مجاناً!

في البداية كانت مجرد طاولات يتمدد عليها اللحوم المشوية، و المياه النظيفة فحسب، و بعدها بأسابيع قليلة بدأت تكثر تلك الطاولات، و ظهرت عليها الفواكه، و الخضراوات، و الخبز المصنوع من الحبوب!

انتهت المجاعة قبل أن تبدأ، ولا أحد يعرف كيف، فقط يأخذون حصصهم المخصصة لكل يوم، و يبكون من الفرح بينما يأكلون، فقد مرت فترة طويلة منذ أكلوا هذه الكميات حتى نسو ما يعنيه الشبع، بل نسوا كيف يكون طعم الماء النقي بعدما كان عليهم الشرب من الأنهار التي تملأها جثث البشر، و الحيوان..

أما خلف الكواليس ف الأمر ببساطة أن بيلي كان يعرف أن شيئ كهذا سيحدث لهذا جمع العديد من العامة، و أعطاهم أجر مقابل حرث أراضي، و بثر البذور، ثم أمر القوات القليلة المتبقية من قوات الحياة بإجبار تلك البذور على الإنبات سريعاً.

و أثناء إنبات تلك البذور، و تصليح الطرق، و صنع مخازن للطعام، امر بيلي العفاريت بصيد الوحوش، و سد العجز في الطعام حتى تصل الحبوب، و الفواكه للناس، أما المياه النقية فكانت سهلة.. هنالك الكثير من العفاريت يملكون قانون المياه الرئيسي!

بعد أربعة أشهر من إعلان التل الأخضر الكبير.. بعد التأكد من أمن الأنفس، و البطون بدأ بيلي بتقسيم قارة السلف لإمارات يرأسها احد شيوخ عائلة بورتون، و كل شيخ منهم تم إعطاءه كتائب من العفاريت، و بضع أفراد من فيلق الحياة لمساعدته في إدارة منصبه الجديد.

تمت ستة أشهر من إعلان التل الأخضر الكبير.. كل الاراضي الزارعية، و المصانع و المتاجر عادت للعمل، بينما الممتلكات، و الأراضي التي مات أصحابها تم توزيعها على الفقراء لبدأ حياة جديدة.. كل شيئ عاد كما كان عليه قبل بدأ الحرب، الفارق أنه لم يعد هنالك حدود في أي مكان في القارة، هى فعلاً ما تزال مقسمة، لكن بشكل اداري فحسب لتسهيل الاعتناء بمصالح الناس، أما الآن يمكن لأي شيئ الهجرة لأي مكان في القارة بدون أن يسأله أحد الى أين أنت ذاهب.

و هنالك شيئ أذهل بيلي عندما سمع به، شيئ كان يعتقد أنه سيكون النقيض تماماً!

متوسط القوة العام في القارة.. قد ارتفع عن ذي قبل!!

في الماضي كانت العائلات النبيلة فقط التي يملكون تقنيات القوانين، و يمكنهم الوصول للفروسية، أما العامة فكان معظمهم يعملون بالسخرة في الأراضي، و المصانع، ولا حاجة لهم بالتدرب على اساس الطاقة حتى طالما لن يصل تدريبهم لاي مكان، فمهما تدربوا لن يصلوا للفروسية مثلاً!

أما بسبب الحرب، و إنتشار التقنيات في كل مكان، و احتياج الجميع للقوة، متوسط القوة بين العامة قفز من المستوى 2 إلى المستوى 8 !!

الآن نادراً أن تلقى شخص في الشوارع أقل من المستوى 5.. و ليس هذا فحسب، بعد إعلان الإمبراطورية، و السماح للكل بالتدريب مجدداً، تمكن عدد هائل من الاختراق للفروسية خلال الأشهر الستة التي تلت الإعلان، الآن يسير في الشوارع عدد هائل من الفرسان الذين رأوا الجحيم بأعينهم، و مئات الملايين من اصحاب المستويات 5~10 من أساس الطاقة الذين عادوا من على بوابات الموت.

لو حصلت حرب بين قارة السلف الآن، و قارة السلف التي منذ عشر سنوات مثلاً، ستفوز قارة السلف الحالية!!

لكن هذا لم يكن كافٍ.. في الشهر السابع بعد إعلان التل الأخضر الكبير بدأت كمية هائلة من كُتب تحتوي تقنيات لقوانين سماوية، و تقنيات تدريب الروح، و امتصاص الطاقة تجتاح قارة السلف كالنار في الهشيم.

و تم عمل أكاديميات إجبارية لتدريب كل الأطفال من سن خمس سنوات، وحتى سن الثامنة عشر، و مناطق تدريب، و نشر نصائح بين البالغين.

هذه السياسة الجديدة لم تلقى أي مقاومة من الشعب الذي ذاق طعم الألم، و عرف قيمة القوة، بل على العكس… سرعة تطور قارة السلف كانت مرعبة مقارنةً بباقي العالم.

 

 

 

 

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=
65
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x