بدايةً من الأسبوع الثاني بعد إعلان التل الاخضر الكبير بدأت مزايا الإنضمام لإمبراطورية البداية الحقيقية تتجسد للناس..
في قارات المياه، الرياح، و الشجرة المقدسة..
هدأت المظاهرات التي استمرت لعشرة أيام تقريباً، و تقبل الناس الأمر الواقع بعدما رأوا بأن كل الحكماء عالي المستوى راضيين بالوضع، لكن بعدها ظهرت ظاهرة غريبة بدأت تنتشر في الشوارع، شيئ لو فكر فيه أحدهم من قبل ا
سكب على رأسه الماء ظناً منه أنه ما يزال نائم و يحلم.
حيث نزل الجيش الامبراطوري للعاصمة، لكن ليس بغرض معاقبة الناس، أو تنفيذ قوانين *المُستعمر* كما ظن الجميع، بل.. لتوزيع المئات من القوانين السماوية الثانوية، و كلها تصل حتى الدرجة الثالثة؟!
و ليس قوانين تخص المسار الخاص بكل قارة كما كان يحدث سابقاً، بل قوانين ثانوية عن كل نواحي الحياة… مثلاً في قارة المياه فوجئ الناس بتسلم كتب تحمل قوانين ثانوية عن النباتات، و الضغط، و الرياح، و اللهب، و ما إلى ذلك.
قيل إن إمبراطور العالم الجديد المدعو روبين بورتون هو من إكتشف كل تلك القوانين، و أراد مشاركتها مع رعيته.
بعد عودة كل حاكم قارة إلى بلده تعلم كيفية إستخدام الالواح التي أعطاها لهم إمبراطورهم الجديد، و امروا بعمل نسخ مكتوبة منها، و توزيعها كما أراد، تم تعيين عشرات آلاف القديسين لعمل نسخ مكتوبة، و نشرها فور انتهائهم منها، و بشكل مجاني.
كان هنالك فعلياً مصدر لا ينضب لتلك الكتب، و دعم كامل من حُكام القارات، فكيف لا تصل لأكبر عدد ممكن من الناس؟
ظن الناس أنها طريقة حُكامهم لإلهائهم، و أن هذه مجرد مزحة، أو خدعة، لكن خلال الشهور القليلة التي تلت توزيع تلك الكتب ظهر العديد من الأشخاص الذين استوعبوا شيئاً منها، و بدأوا بإستخدامها بشكل جانبي، بل و ظهر جيل جديد من الشباب الذين نجحوا في بناء اعمدتهم من تلك القوانين المختلفة!
مع أن إختيار استخدام قانون ثانوي على قانون رئيسي يعد أمر غير منطقي، إلا أن الأمر ببساطة هو أن ليس الكل مهتم بالحصول على أقوى قانون، هنالك مثلاً الفلاحين الذين يريدون قوانين من مسار النبات لمساعدتهم، و هنالك الحدادين الذي يريدون قوانين من مسار النار، أصحاب الحِرف هؤلاء كانوا من أكبر المستفيدين بتلك القوانين.
لكن أكبر بلا شك كانت العائلات الخادمة.. فقبل الإعلان مباشرةً لم يكن بإمكانهم التدرب على القوانين الرئيسية التي تمتلكها العائلات الحاكمة، كان فقط لديهم قوانين ثانوية قديمة بالكاد وصلت للدرجة الثانية، أما الآن فلديهم المئات من القوانين للإختيار منها، و كلها تصل للدرجة الثالثة… درجة الحكماء!!
و هذا ليس كل شيئ.. بعد ثلاثة أشهر من إعلان التل الأخضر الكبير تم الإعلان عن تنظيم مسابقات للشباب الذين ما يزالوا في مرحلة التأسيس، و الفائز بتلك المسابقات و الأنشطة يحق له الاختيار من بين أربعة قوانين رئيسية : اللهب، النبات، المياه، الرياح.
سيتم تسليم القوانين الرئيسية الخاصة ببقية القارات لأطفال لم يدخلوا الفروسية بعد.. هذه الاخبار أثارت الجدل في القارات الثلاثة كلها!!
و ليس مجرد تسليم القوانين المعروفة، بل يُقال ان هذه التقنيات الجديدة *مثالية،* و أفضل بكثير من التي عهدوها خلال تاريخهم!!!
ثم بعدها انتشر الخبر عن فتح أكاديميات لتعليم شيئ يدعى صناعة الأسلحة الإلهية و تعليم رسم النقوش، و بعدها بشهور قليل غرقت الاسواق بخواتم الصوت، و ألواح القسم، و العتاد الإلهي المختلف، و الطلاسم!
لم تستغرق القارات الثلاث الكثير من الوقت حتى بدأت مفعول تلك القارات يظهر جلياً خلال عام واحد فقط.
اقتصادياً: إنتاج كل شيئ تضاعف، و أصبحت جودة الحياة بشكل عام أفضل.
عسكرياً: تنوع تشكيل الجيش بعدما كان يعتمد على قانون واحد، و بدأ كل مقاتل يتعلم قوانين أخرى جانبية تساعده في قتاله.
إجتماعياً: حماسة جديدة أشعلت بين الجميع، و خاصةً في الجيل الشاب للتدرب بشكل أفضل، و تنمية مواهبهم لإستكشاف كل تلك الأبواب الجديدة التي فُتحت عليهم!
… قارة اللهب.
خط سير الأحداث تأخر هناك بسبب انشغال الجميع في العودة لبيوتهم، و إعادة بناء ما تم تدميره، لكن هذا لم يستغرق سوى ثلاثة أشهر.
بفضل سياسة بيلي لم يتم تدمير ما ليس ضروري، أي منزل دُمر كان تأثير جانبي لقتال، أو لأن أحد الجنود اختبئ فيه، لكن معظم المنازل، و البنية التحتية بقيت كما هى، لذلك ببعض الجهد، و البناء البسيط رجعت القارة كما كانت -تقريباً.
و من تلك النقطة إستغل غو الفرصة لمسايرة البقية، و بدأ بإنزال كُتب القوانين، و توزيعها أيضاً، و طلب من بضع أسياد نقوش، و صناع أسلحة إلهية بعمل اكاديميات، بل و أجبر الجميع، و خاصةً العائلات الخادمة على دراسة تلك التقنيات بسرعة!
فهو كان يعرف ما يجري في بقية القارات عبر خاتم الصوت، و ينسق مع ألكساندر، و بقية الحُكام في كل القارات التي يأخذونها بغرض تقوية البنية الأساسية لمناطقهم قبل بدأ الحرب الكوكبية، و لم يرد أن تتخلف عائلة بارنيت، و سكان قارة اللهب عن بقية رفاقهم القدام كثيراً.
لم يعرف سكان قارة اللهب عن سبب ضغط حاكمهم غو بارنيت عليهم لهذه الدرجة للتعلم، و تقوية أنفسهم، لكنه لم يكن بحاجة لذلك ايضاً، بعد ما تعرضوا له عرف الجميع أنهم ما يزالوا ضعاف، و أن اكتساب القوة هو الطريق الصحيح للحفاظ على السلام، حتى بدون ضغطه عليهم تهافت الجميع على امتصاص كل ما يتم إلقائه عليهم..
لذلك بحلول نهاية العام الاول بعد إعلان التل الاخضر الكبير، كانت قارة اللهب تسير كتفاً بكتف مع بقية القارات الثلاث.
الموضوع التاليالموضوع السابق