“يا أهل قارة السلف، أنا روبين بورتون لا أعتذر عن أخذ انتقامي، لا أعتذر عن تدمير حكوماتكم، ولا عن قتل ابنائكم، لكن.. أعتذر عن ترككم بلا بديل، لكن أوان إصلاح خطئي لم يفت بعد.” رفع روبين رأسه، و أكمل كلامه بصوت واثق. ” بدأً من اليوم سيبدأ بيلي بورتون عمله كحاكم لقارة السلف، و سيقوم بتقسيم قارة السلف لإمارات يحكمها أحد أبناء عائلة بورتون، سيقوم بالإشراف على فتح المصانع، و حرث الأراضي الزراعية مجدداً، في خلال عام واحد سيعود كل شيئ لطبيعته.. لم يعد هنالك مملكة شمس برتقالية ولا مياه عفنة، جميعكم جزء من إمبراطورية البداية الحقيقية، مثلكم مثل أبناء قارة اللهب، و أبناء قارات الشجرة المقدسة، و الرياح، و المياه، مجرد جزء من الإمبراطورية الوحيدة التي تضم كل مخلوقات هذا العالم!”
فتح بيلي عينه على آخرهما، و نظر بجواره نحو بضع قديسين من عائلة بورتون، و سأل بصوت منخفض. “.. انا سأفعل كل هذا؟!”
” و اسمعوا كلامي جيداً، لا تظنوا أنكم ستكونوا رعايا أقل شأناً أو عبيد، في كل منطقة يتم استعادة القانون فيها سأنشر فيها كل تقنيات التدريب، و تقنيات القوانين حتى الدرجة الثانية، سأنشر فيها كل الطلاسم، و الأسلحة الإلهية لمن يريد، سأنشر الاكاديميات، و مراكز الابحاث، و المصانع، سأجعلكم جميعاً متساوين بلا فارق بين نبيل أو عامي… سأوفر ما لم يوفره لكم أسلافكم، فرصة لصنع مستقبلكم بأنفسكم! …لكني ايضاً سأجبر كل من يريد الدرجة الثالثة من أي قانون على القسم على الولاء لي، آسف فأنا لن اربي كلاباً تتدرب لتعضني.
” يا أهل قارة السلف، أعينوا عائلة بورتون على استعادة القانون، و إبادة قطاع الطرق في أقرب وقت ممكن، لا تقفوا في طريق تنمية قارتكم، ولا تقفوا في طريق مستقبل أطفالكم، من يساعدنا على نشر القانون مجدداً فلن يساعد إلا نفسه، و من يُعمي كراهيتي قلبه، و يرفض حكمي فلا يلُمني على قتله، لن اذهب لأطلب الصفح من هذا و ذاك. لقد قلت ما عندي، و اطلقت حُكمي، و ما عندكم افعلوه.” في تلك اللحظة سحب روبين حسه الروح من الطلسم في يده، و أطلق تنهيدة طويلة.
ثم وقف و نظر وراءه نحو بيلي. “لقد وضحت نفسي لهم، و خلصت ضميري، الباقي سأتركه عليك، لا أعرف ما هى ردة فعلهم الآن أو إلى أي مدى أثرت فيهم كلماتي لذا احترس في تعاملك معهم.. حرك جيش العفاريت كيفما تشاء، يجب ان يُستعاد النظام في القارة، و يرجع الأمن الجسدي، و الغذائي في أقرب وقت ممكن، إستعن بثيو، و فيلق الظلام أيضاً هم سيكونوا أقوى سلاح لك في هذه المرحلة.. لكن تذكر انه يجب أن تُسلم لي جيش العفاريت بالكامل قبل ثلاث سنوات، بعدها يجب ان تعتمد على القوات من عائلة بورتون أو شرطة توظفهم من قارة السلف كما تشاء.”
“حـ حاضر! هذا أفضل أمر اعطيته لي منذ عرفتك هاها!!” صاح بيلي فرحاً، الندم كان يأكل قلبه على ما وصل إليه حال القارة، إمساك زمام الأمور فيها قد يريح ضميره بعض الشيئ.
كما انه سيتمكن أخيراً من التخلص من أولائك العفاريت الذين يملؤون القارة كالجراد!
هم بالفعل سلاح جيد، و اتباع أوفياء، و كل شيئ، لكنهم ليسوا كائنات يمكن العيش بجوارهم بوديه! أولائك الملاعين يخترعون اعذاراً لإصطياد المدنيين و اكلهم، لذا فالتخلص منهم خلال ثلاث سنوات سيكون كضرب عصفورين بحجر واحد!!
“ثيو، لا توجد إمبراطورية تستخدم الظلام، أو شيئ قريب منه، أنت ما تزال فريد من نوعك يا صديقي الصغير، و سأبقيك كذلك.. قانون الظلام سيبقى تحت تصرفك وحدك، بعدما تنتهي من مساعدة بيلي أريدك أن تقوم بفتح أكاديمية لتعليم قانون الظلام، و كل دارسيه يجب أن يكونوا أولياء لي أولاً، ثم لك ثانياً، و ليس لشخص ثالث، حسناً؟”
“حاضر، ثيو سيصنع لك جيشاً من الظلام.” انحنى ثيو قليلاً و تكلم، لسانه لم يعد ثقيل في النطق كالسابق.
إبتسم روبين، ثم نظر نحو جابا. ” متبقي معنا حوالي 3500 سيد نقوش، و صانع أسلحة إلهية من الذين جلبناهم معنا من نيهاري لصنع السفن، صحيح؟”
“اجل، يوجد ايضاً عدد ليس بالقليل من أسياد النقوش الذي كانوا محتجزين في إمبراطورية اللهب.” اومئ جابا بحواجب معقودة، يحاول توقع ما سيُطلب منه.
اومئ روبين. ” جيد، أريد بوابتين فضائيتين ضخمتين، أختر بقعة جيدة مريحة، و واسعة لإقامة البوابة الأولى، و قم بتمهيد طرق واسعة منها، و إليها و أقسم ساحات واسعة، و مخازن حولها بحيث تستقبل الجيوش القادمة، و التجار في المستقبل.. و البوابة الثانية يجب ان تكون بعيدة عن الأنظار، لكن يجب ان تكون في مكان واسع ايضاً، أعتقد أن المنطقة الداخلية لأي غابة كبرى في القارة الوسطى ستفي بالغرض.”
“هذا…” عقدة حاجب جابا زادت، البوابة الاولى واضح استخدامها و سببها، لكن تلك الثانية..
” بعد أن ينتهوا يجب أن يقوموا ببناء هذا الهرم.” أخرج روبين لوح معدني من خاتمه و سلمه لجابا. ” هذا مخطط لكيفية بناءة و النقوش التي ستكون عليه، أنه صرح أضخم بعدة مرات من المقام في مدينة يورا، من يريد من أبناء قارة السلف الوصول لمستوى الحكمة سيكون عليه القسم على ذلك الهرم، من الافضل أن يقوموا ببناءه في المدينة الإمبراطورية.”
“أي مدينة إمبراطورية؟!” إستغرب جابا و سأل.
“ماذا؟ لن أكون إمبراطور بدون مدينة امبراطورية صحيح؟ هاها.” اقترب منه روبين و ربت على كوعه، ثم أخرج لوح معدني آخر. ” هذا المخطط يحتوي على نقوش، و مصفوفات دفاعية يلائم مدينة كاملة، اختر بقعة جيدة في القارة المركزية ثم اجعل أسياد النقوش يضعوا الأساسات، بعدها قم بإستجار بضع آلاف عامل بناء للإنتهاء من الباقي، هذا يجب أن يتم في أسرع وقت ايضاً.”
” يبدو لي أنك تكره أسياد النقوش، و صناع الاسلحة كثيراً..” قهقه جابا و هز رأسه بلطف، هذا بالفعل كان كثير جداً عليهم.
“هاها فقط أخبرهم إني سأكافئهم بالشكل المناسب لاحقاً.” ضحك روبين، و مشي بجانب جابا.
” إلى أين أنت ذاهب؟” نظر جابا وراءه نحو ظهر روبين الذي يتقلص مع كل خطوة يخطوها و صرخ.
بإبتسامة خفيفة رد روبين. ” سأعود للتجول حتى تنتهوا!”
الموضوع التاليالموضوع السابق