لم يمر الكثير قبل ان ينتهي آمون، و جابا ،و البقية من إعداد مائدة ضخمة مكونة من كل الوحوش عديمة الحظ في المنطقة، و بدأ إحتفال صغير على إستحياء لما يمكن ان يُسمى بأكبر حدث في تاريخ الكوكب.

و حتى أثناء الأكل لم يتوقف الكلام، و التنسيق بين روبين، و الأباطرة لأربعة، أو من يُعرفون الآن بالحُكام الاربعة، و كان أهم شيئ تحدثوا فيه خلال الوليمة كانت إرسال مئة سيد نقوش، و حداد أسلحة إلهية مع كلاً منهم!

أخبرهم روبين أن أولائك المئة سيقوموا بعمل بوابات فضاء في عاصمة كل قارة لتُسهل الانتقال بين القارات الستة.

تكلفة بناء البوابة الواحدة هائلة، و تحتاج موارد كثيرة، لكن هذا كان بالنسبة له كشخص من عائلة بورتون تابع لمملكة الشمس السوداء، إيجاد تلك الموارد الآن بوجود الكوكب كله تحت يده أصبح امراً سهل جداً.

بالدرجة الثانية من قانون الفضاء روبين لم تكن لديه أي مشاكل في إكتشاف الاحداثيات الدقيقة لكل بقعة على الكوكب الذي يقف عليه، و بهذه الطريقة وجد القارة الوسطى، و قارة اللهب في الاساس، لذا فموضوع بناء البوابة، و أيجاد الاحداثيات أمر سهل جداً~.

اما تكلفة استخدام البوابات في نفس العالم لن يكون شيئ يُذكر، بضع أحجار طاقة ستفي بالغرض، حتى الأطفال، و صغار التجار يمكنهم إستعمالها بحرية، و أمان~.

عندما عرض روبين فكرته عن نظام البوابات الجديد الذي سيربط العالم ببعضه، حالة من الحماسة، و التطلع للمستقبل ملأت صدور الجميع، هذه ستكون وِحدة حقيقية في كل شيئ، في الموارد، و الخبرات، و البضائع، بغض النظر عن الحروب، و المساعدة، و غيرها، فقط فُرص التجارة الحرة بين كل تلك القارات أرسل قشعريرة إلى اسفل اظهرهم!

حتى أن روبين عرض على حُكام القارات الأربعة أن يدفع ثمن تلك الموارد التي ستُستخدم في البوابات، لكنهم رفضوا رفضاً قاطعاً قائلين إنهم هم من سيستفادوا بها..

كل دقيقة أمضوها مع روبين بعد تلو فيكتوريا للقسم شعروا فيها أن باب جديد يُفتح، كل تقنية عرضها عليهم، و كل كلمة قالها عن الإمكانيات المستقبلية التي تنتظرهم صدمت عقولهم..

لم تمر ساعتين على إعلان ولائهم له قهراً، و خوفاً من أن يدمر أراضيهم، و يقتل عائلاتهم، لكنهم الآن بدأوا يشعروا أن هذا فعلاً ليس سيئ جداً!

و ليس الأباطرة وحدهم، بل حتى الحُكماء الذي جاؤوا معهم كانوا مُلقين آذانهم على كل كلمة يقولها روبين، و كل تقنية يفسرها، أو كل غرض يظهر فوائده، و قبل ان تنتهي الوليمة قام أحد العجائز من حكماء إمبراطورية المياه سابقاً، و طلب لوح قسم من روبين، ثم بادر بنفسه بتلو قسم أكثر قسوة من ذلك الذي أخذه حكامهم!

ثم واحد وراء واحد كل الحكماء الباقيين أخذوا نفس قسم ذلك العجوز بنفس راضية، و بدون أن يطلب منهم روبين، بل حتى هو انشغل بأمور أليكساندر، و البقية، و نسي طلب القسم من اتباعهم ايضاً، لكن هم من تحركوا، و قالوه بأنفسهم.. جميعهم تقبلوا الوضع الجديد.

سواء رضوا به زعيماً أو لا، سواء مكانتهم افضل سابقاً أم الان، تابعيتهم لروبين أصبحت أمر واقع، فلما لا يأخذوا القسم بطريقة تكسب رضاه؟

… امتدت الوليمة، و تابعياتها لحوالي ثلاث ساعات تقريباً حتى وصل الـ 400 سيد نقوش، و حداد الذين طلبهم روبين على ظهور الدراكو، عندها روبين طلب منهم بناء البوابات، و أعطاهم الاحداثيات الخاصة بكل قارة، و حتى أنه طلب منهم بناء اكاديميات لتعليم النقوش، و صنع الأسلحة الإلهية في كل قارة، و تعليم أكبر عدد ممكن من الموهوبين، مما زاد فرحة الحُكمار الاربعة أكثر!

بحلول ذلك الوقت كل ما يمكن قوله قد قيل، كل حاكم قارة عاد لسفينته، و معه حُكماءه و بقية المرافقين الذين أرسلهم روبين معهم.

الجميع كان يمتلك نظرات مليئة بالتفاؤل، و التطلع للمستقبل.. ما عدا فيكتوريا التي ما تزال شاردة الذهن تحاول التفكير في طريقة تخرج نفسها من الوضع الذي وضعت نفسها فيه، و قيصر الواقف بجانبها، و الذي ما يزال ينظر لوالده، و كأنه يريد البكاء، و يقول ما دخلي بكل هذا..

“هاها اعتني بنفسك!” كان هذا رد روبين الوحيد على نظرات قيصر الحاقدة، و هو يختفي في الأفق.

———–

بعد حوالي عشر دقائق

” مُعلمي، ماذا تريدنا أن نفعل الآن؟” جاء جابا من وراء روبين الذي ما يزال ينظر نحو الأفق و قال.

“… لم يبق هنالك أي خطر علينا في كوكب يورا، قواتنا إزدادت، و لا يوجد أمامنا سوى التقدم، لكن.. هيه~ أعتقد أن علينا التقدم جميعاً معاً بدون ترك أحد في الخلف.” تنهد روبين و رد.

“تقصد..؟” عقد جابا حاجبيه قليلاً.

*سوووووش*

ظهرت كمية ضخمة من ما يبدو انه قطع من جلود حيوانات صفراء اللون بجانب روبين، ثم تكلم. ” استخدموا وحوش الدراكو الآن و ضعوا طلسم من هذه في كل مكان مأهول في قارة السلف، كل قرية و كل مدينة، أي مكان يجتمع فيه أكثر من مئة شخص بشكل عام.”

تقدم جابا خطوتين، و أمسك بأحد الطلاسم، لم يحتاج لرؤيتها سابقاً، أو لعين الحقيقة ليعرف أن تلك النقوش، و هذا الجلد له علاقة بقانون الصوت!

عندها نظر مجدداً نحو روبين، و اومئ. ” ستكون هذه فكرة جيدة، خلال 3 ساعات سيتم الترتيب لكل شيئ.” ثم نظر وراءه، و بدأ يستدعي آمون، و ثيو، و بقية كبار الضباط، و ملوك العفاريت، و يوزع المهمة الجديدة عليهم، فعلاً خلال دقائق كانت العشرات من طيور الدراكو تحلق في جميع الاتجاهات، تاركين روبين ما يزال ينظر نحو الافق بعين مُركزة، لكن أنفاس مُتقطعة..

بعد ثلاث ساعات أخرى…

أخرج جابا حسه الروحي من خاتمه الصوتي و تكلم. ” مُعلمي، كل الطُلاسم وُزعت، و كل القرى، و المدن جاهزة، إفعل ما عليك فعله.”

*دق دق دق*

*شهيـــــــق*

“هووووه~.” بعد زفير طويل فتح روبين عينيه فجأة أدخل حسه الروحي في طلسم يمسكه في يده، و بدأ يتكلم بصوتٍ عالٍ. ” يا ابناء قارة السلف، انا روبين بورتون احدثكم من فوق التل الاخضر الشمالي لأخبركم… إني لست آسف على ما فعلته بكم!”

 

 

 

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=
53
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x