” ماذا قلت للتو؟!” فتحت فيكتوريا عيناها على آخرهما، و نظرت لروبين بإستغراب

صدمة..

لقد عصرت على نفسها ليمون العالم كله، و كبحت دموعها و داست على كرامتها حتى تطلب اللوح، هى نفسها لم تعرف كيف ستقول كلمات القسم بعد أن يصلها اللوح، لكن روبين رفض اعطائها اللوح من الاساس؟!

” قلت لا اريدك، لا اريد ولائك، خذي حكماء امبراطوريتك، و غادري الآن، و ابدئي بتجهيز دفاعاتك.” أكد روبين على كلامه، و لوَح بيده.

“…..” إتساع عينا فيكتوريا بدأ يتزايد حتى كادت جفونها تختفي، عقلها توقف عن العمل.

خيار القسم على الولاء لروبين كان مطروح دائماً، لكنه كان متروك كأخر خيار ممكن في حالة فشل كل شيئ آخر، لكنه حتى هذا الخيار قد سُحب منها؟

نظرت فيكتوريا على ظهر شخصين جالسان أمامها، أليكساندر و إليزابيث، نظرة إختلفت من الاشمئزاز إلى حسد.. لقد فهمت الآن لماذا أبدوا كل هذا الاحترام لروبين من البداية.

أليكساندر، و إليزابيث أيضاً تركوا إعلان الولاء كخيار أخير ايضاً، لكن أسلوبهم كان مختلف تماماً، هم فهموا أن روبين لا يحتاج اياً منهم، أنه لا داعي للعب دور صعب المراس، فهموا أنه إن لم تخف وِحدتهم روبين، فلن يخيفه تعاملهم السيئ معه..

“معاليك، أرجوك اعد النظر.”

“معاليك، ابنة الاخ فيكتوريا تكون مندفعة أحياناً، ولا تدرك ما تقول.”
“اجل، اجل، أرجوك يا صاحب الفخامة إقبل القسم، نحن سنكون خير المُعاونين لك!”

أكثر من 300 ظل بدأوا بالتوافد من حول التلة يبدو على وجوههم الفزع، و الخوف الشديد، كلام روبين أنه لا يريد فيكتوريا بالذات أن تقسم كان شيئ، لكن كلامه عن تجهيز الدفاعات شيئ اخر، انه يتكلم بشكل صريح عن غزو قارة المياه!!

الان لم يعد التكلم عن الغزو مجرد تهديد، حتى بغض النظر عن روبين نفسه، و جيش العفاريت، امبراطوريات الشجرة المقدسة، و الرياح، و اللهب يمكنهم إنهاء المهمة بسهولة من أجله!

“إنسوا الأمر، لقد حاولت قتل إبني.” لوح روبين، و نظر بعيداً.

“معاليك، أرجوك لا–” حاول أحد حكماء امبراطورية المياه من مستوى 40 الإقتراب من روبين اكثر، لكن ساكار وقف أمامه، و منعه، مع أن هالة، و رائحة ساكار الدموية، و حضوره الطاغي أربك ذلك الحكيم للحظات، لكنه بسرعة تابع من بعيد. ” ارجوك لا تربط إمبراطورية المياه بـ فيكتوريا، أنها إمبراطورة هذا الجيل فحسب، ولا تمثل تاريخ الامبراطورية العريق!”

“اجل سيد روبين، يمكننا تغيير الإمبراطور فوراً، و جعله يأخذ القسم!!”

“اجل سيدي ارجوك اختر أي واحد منا، الجميع هنا من العائلة الحاكمة، و جميعنا بمستوى 40، ينقصنا فقط تعلم تقنية تجسيد الفرمان الإلهي السرية، و سنكون بقوة إمبراطور!”

“اعطي الأوامر و نحن سنقتلها من أجلك!”

فرك روبين ذقنه قليلاً عندما سمع هذا. ” هممم هذا يستحق بعض التفكير..”

“انتم!!!” فيكتوريا لم تستوعب ما يحصل من حولها، كل هؤلاء كانوا اعمامها، أو أجدادها، بعضهم حتى كانوا إخوتها الكبار، لكن لم ينطق أحدهم بكلمة لصالحها، بل لم يكلمها أي أحد منذ صعدوا التلة، كل كلامهم موجه لروبين، كل كلامهم عن الاطاحة بفيكتوريا، أو قتلها..

ألم يعلموا أنها تفعل كل هذا من أجلهم؟ أن يعيشوا مرفوعي الرأس لا أذلاء؟ لقد قررت أن تبدأ معركة كبرى هنا، و تضحي بنفسها مقابل قتل روبين، من أجل من؟ من أجل أن يعيش شعبها حراً كريماً!

لقد قررت أنه حتى إن تحتم عليها الانصياع لروبين فيجب أن تكون الأخيرة مُضحية بذلك الكثير من الفوائد، و عالمة أنها بذلك لن تكون مُقربة من روبين ابداً بعدها، لماذا؟ حتى يعيش شعب المياه مرفوع الرأس، و يكون لهم حجة أن الآخرين باعوهم!

و كل هؤلاء… قبل وصولهم إلى قارة السلف تكلموا كثيراً على ما يحدث الآن، و أن على امبراطوريتهم أن تصمد، و أن لا تركع ابداً، لكنهم الان يختارونها ككبش فداء؟!

لكنه توقفت بعد صيحة *انتم،* و نظرت للأرض أسفلها… إن كان هذا هو ثمن نجاة الامبراطورية، فليكن.

“معاليك، فيكتوريا هكذا دائماً، تتصرف أولاً بعدها تفكر في ما حدث، أفعالها، و اقولها اليوم لم يكن شيئ شخصي ضد معاليك بل شخصيتها الطبيعية، أرجوك أعد النظر في قرارك، و اعفو عن امبراطورية المياه.” اخفضت إليزابيث رأسها قليلاً، و تكلمت بصوتها العذب المعتاد.

“إليزابيث…” رفعت فيكتوريا رأسها قليلاً، و نظرت نحو ظهر إليزابيث بأعين تملؤها الدموع، لم تحسب ان اول شخص سيدافع عنها ستكون المرأة التي كانت تتخذها عدوة قبل بضع أشهر .

أليكساندر أيضاً أطلق تنهيدة طويلة، و تكلم. “اؤيد هذا معاليك، أي حكيم في أرض المياه فعلاً يمكنه زيادة قوته بسرعة لو حصل على تقنية تجسيد الفرمان الإلهي، لكنه لن يملك موهبة فيكتوريا في استعمال تلك التقنية، ولن يملك عُمرها اليافع، و إن كنت تريد شخص يتخطى حاجز نطاق الحكمة بسرعة فأنت تحتاج فيكتوريا.. صحيح أنها تتصرف برعونة بعض الشيئ، لكنها قطعاً ستفيدك.”

نظرت فيكتوريا أيضاً لظهر أليكساندر لبضع ثوانٍ، ثم نظرت للأرض.. هى لم تكن تعرف كيف تشعر حيال ما يحدث.

هذا أقل ما يقال عنه أنه مُذل.. كيف إنقلب الوضع بهذه السرعة؟!

قبل ساعة كان ثلاثتهم مستعدين للقتال حتى النهاية، و الآن إثنان منهم خضعا، و يشفعان للثالث ليخضع مثلهم؟!

كل ما فعلته كانت لتحافظ على رقاب أهل المياه عالية حتى عند الاستلام، حتى ينظروا لبقية القارات بإستصغار، و يقولوا لروبين أننا كيان يجب أن تخشاه، و تحترمه حتى و نحن أتباع لك، لكن العكس تماماً يحصل الان؟!

عندما فكرت في هذا رفعت وجهها، و نظرت نحو الشخص الذي فعل كل هذا… نحو روبين.

و ليس هى وحدها، بل كل عين على التلة كانت متجهة نحو روبين ليقول كلمته التي ستحدد مصير قارة المياه.

*تااك تااك تااك*

نقر روبين بإصبعه على الطاولة أمامه، و هو ينظر نحو فيكتوريا من أسفل لأعلى بنظرات أرسلت قشعريرة في ظهر فيكتوريا، بدى و كأنه يتسائل إن كان قتلها، أو الابقاء عليها سيكون أكثر إفادة.

ثم نظر روبين بجانبه، و تكلم. ” قيصر، ما رأيك؟”

أبق قيصر عينه على فيكتوريا لبضع ثوانٍ و كأنه كان يشعر أن روبين سيسأله هذا، ثم تكلم بهدوء. “لا مشكلة شخصية لدي معها، كانت تدافع عن موقفها، و انا أدافع عن موقفنا، إفعل ما تشاء بها.”

“همم صحيح، لكنها ما زالت حاولت قتلك، إبني بالتبني، و احد جينرالاتي الكبار، أنت تعرف أن حياتك عندي أغلى من كل من على التل مجتمعين… ماذا افعل بها.. ماذا افعل بها..” اومئ روبين مرتين عندما سمع قيصر بعدها عاد لينقر على كرسيه مجدداً. ” اها، وجدتها!”

*باام باام باام*

قلوب حكماء إمبراطورية المياه كانت تدق كطبول الحرب مع كل كلمة تخرج من فم روبين.

أما المعنيّ نفسه فنظر في أعين فيكتوريا مبتسماً. “كما تعلمون انا لست بحاجة لقبولكم الان، أخذ أراضيكم و تنشئة جيل جديد من الصفر سيكون أفضل بالنسبة لي من التعامل مع هذه الغطرسة كل مرة، لكن.. سأقبل إعلان الولاء من إمبراطورية المياه بشرط واحد.. قسمكم سيكون مختلفاً عن الخاص ببقية الامبراطوريات، يجب على حاكمتكم فيكتوريا أن تضيف بند جديد في القسم، هى سترجع لتأخذ رأي قيصر في أي شيئ تفعله بدأً من اليوم، لو قال اجهزي للحرب ستجهز، لو قال لها أن تتنتحر ستفعلها، لو قال إن تحبس البول بداخلها فستحبسه حتى تنفجر مسانتها… أهذا مقبول لديكم؟ إن لم يمكن، تفضلوا بالرحيل.”

 

 

 

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=
19
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x