إمبراطورة المياه فيكتوريا، و إمبراطورة الشجرة المقدسة إليزابيث نظروا لبعضهم البعض بطرف أعينهم ايضاً بنظرات مليئة بالتساؤلات، و التشكيك..

“هل من الصعب التصديق أنه يوجد عوالم أخرى حولنا؟” رفع روبين حاجبيه، و سأل عندما رأهم يتصرفوا بهذه الطريقة

هز إمبراطور الرياح رأسه عند سماع سؤال روبين، و رد. “…لا أعلم، لكن طالما لم نكن نعلم عن هذا شيئاً لعشرات آلاف السنين فأشك أننا سنحتاج للتعامل مع عوالم أخرى في أي وقت قريب، مطالبتك لنا بالولاء من أجل صد غزو أشخاص أول مرة نسمع عنهم من عوالم لا نعرف بوجودها يعتبر عذر غير منطقي، جرب عذر آخر تقنعنا به.”

“هاهاها ماذا تقصد بأنك أول مرة تسمع عن وجود أشخاص من عوالم اخرى؟ من الذي يقف أمامك الأن؟ أتعتقد إني وجدتهم في سيرك؟!” ضحك روبين بصوت عالٍ، و أشار نحو جابا، و آمون.

“هذا…” حدق إمبراطور الرياح أليكساندر في آمون، و جابا لبضع ثوانٍ، امبراطورتا المياه، و الشجرة المقدسة أيضاً نظروا نحو ملوك العفاريت بمشاعر مختلطة، مع أنهم رأوا جابا، و العفاريت طوال الوقت خلال الاسابيع القليلة الماضية، إلا أنهم بدوا و كأنهم اول مرة يروهم..

لا شك أن أشكال، و قوى جابا، و العفاريت غريبة، لكنه لم يخطر على بالهم لحظة أنهم جاؤوا من عالم آخر!

ما جال في رؤوسهم هو ربما روبين وجد تلك الكائنات محشورين تحت الارض في مكانٍ ما، أو ربما هم بشر مثلهم، لكن وُضعوا تحت نوعاً ما من الاختبارات، و تحولوا لهذا الشكل، لكن.. عالم اخر؟!

كل شيئ كان يجول في أذهانهم عن ما يحصل حالياً تلاشى.. كل شيئ يعرفونه بدأ يتعرض لإعادة تقييم!

في تلك اللحظة أدرتك إمبراطورة المياه فيكتوريا شيئاً، و صاحت، و هى تشير نحو روبين. “انت.. بعت روحك للغرباء، و دللتهم على موقع كوكبنا حتى تنتقم لعائلتك؟ بعت أراضينا، و كنوزنا، و أرواحنا من أجل انتقام شخصي؟ خائن!!”

بحلول تلك اللحظة كان فكر إمبراطور الرياح أليكساندر، و إمبراطورة الشجرة المقدسة إليزابيث في الأمر ايضاً، لكنهما لم يقولا شيئاً، أنهما الآن لا يتعاملان مع شخص أسس قوة تابعة له في أرض السلف، بل مع شخص عميل لكوكب اخر…

“ياللحماقة.” ساكار هز رأسه عندما سمع امبراطورة المياه فيكتوريا.

“انت..!!” كانت تريد أن تكمل فيكتوريا لتقول شيئاً، او حتى تهاجم ساكار، لكن هذه المرة لم تحتاج لمن يكبحها، هى كبحت نفسها، و وقفت مكانها.

في البداية كان لديها بعض الثقة أن قوى الامبراطوريات الثلاثة متحدة يمكنها إيقاف روبين، لكن إن كان العفاريت فعلاً قادمين من عالم آخر فربما ما رأوه الأن ليس الحجم الحقيقي لقواتهم…

“مولاي، و مولى بنو جنسي كلهم معاليه روبين أخفى احداثيات الكوكب عن الجميع ما عدا شخصين، أو ثلاثة من المقربين منه، و نحن لسنا هنا طمعاً في التفاهات التي تسمونها كنوزاً، و أراضيكم التي لا تسوى شئ بجانب مناطقنا في نيهاري، بل إننا هنا لنتبعه، و لنموت من أجله! أنتم حقاً لا تُقدرون الشخص الجالس أمامكم، حتى من حيث جئنا هو الزعيم!” تكلم ساكار بصوته الخشن المعهود ثم اكمل كلامه و هو ينظر لامبراطورة المياه فيكتوريا من الاعلى لأسفل. ” فرضاً أن معاليه رضى عنكم، و قبل قسمكم بالولاء له، و قرر الربط بين الكوكبين حقاً، فأنتم من ستستفيدوا من هذا، و ليس نحن، نحن لا نريد سوى الأكل، تأكدوا أن كل العفاريت هنا يتمنون أن ترفضوا عرض معاليه، و تغادروا الأن، حقاً.. نتمنى ان تفعلوها…”

قيصر، بيلي، و بقية البشر الموجودين أعلى التل نظروا نحو روبين بجانب أعينهم بنظرات كلها إحترام و تبجيل… كلهم بلا إستثناء فكروا في البداية كما فكر الأباطرة الثلاثة عندما رأوا العفاريت لأول مرة، أن روبين خان الكوكب من أجل الانتقام.

و بالنظر لما حدث فيهم، و أنهم يريدون الانتقام أكثر من أي شيئ، لم يعترض احد، لكن كان هنالك شيئ في أنفسهم ضد ما يحدث، خاصةً أن روبين لم يحكي لهم عن ما حدث في نيهاري، ولا أحد من العفاريت فتح فمه بكلمة..
رؤية العفاريت تعامل روبين بأكبر احترام ممكن دائماً أزاح بعض الشك عن صدورهم، لكن الآن كلمات ساكار قامت بتفتيت هذه الشكوك تماماً… روبين وصل لمرحلة يمكن أن يطلق عليه زعيم في العالم الاخر!!

“… هو الزعيم من حيث جئتم؟ زعيم في عالم اخر؟ كيف؟ هذا بالتأكيد كذب!” إمبراطورة الشجرة المقدسة إليزابيث تجاهلت تهديد ساكار المباشر، و تعطشه الفظيع للدم، و تمتمت بصوت منخفض، و هي ما تزال مبقية عينها على روبين.

ألم يخبرهم العجوز غو أن روبين هو إبن عائلة نبيلة صغيرة من أرض السلف؟ أنه لا شك في أصله، و مولده، و نسبه؟ كيف يعقل انه بعمره الصغير هذا ذهب لعالم اخر، و أصبح زعيماً هناك، و إكتسب اتباع أوفياء؟!

“انها قصة طويلة يمكن شرحها في وقت آخر، بإختصار شديد دعنا نقل أنكم لا تقفون الأن مع شخص سيطر على أرض السلف، و يسعى للسيطرة على *عالمكم* الضئيل هذا، بل تقفون أمام شخص حقق بالفعل ما هو أبعد من هذا، إن أخبركم أن هنالك خطر غزو قادم فهو قادم، الأمر بهذه البساطة.” تكلم جابا، و هو يربع يديه على صدره. ” عودوا إلى اماكنكم، و إستمعوا لشروطه، فكما قال هذا العالم سيكون له لا محالة، حتى إن لم يكن اليوم، أو غداً.

هذا العالم سيكون ملكه، استخدموا عقولكم، و إستفيدوا منه ما استطعتم.”

*كررركك*

بعد سماع هذه الكلمات، صرير أسنان إمبراطور الرياح أليكساندر كان يمكن بوضوح سماعه من أي بقعة في التلة، لكن بعد بضع ثوانٍ إنتهى الصرير بصوت تنهد طويل.

ثم توجه إمبراطور الرياح أليكساندر لكرسيه مجدداً، وضع يديه على الطاولة، و نظر نحو روبين. ” ما هى تلك الفوائد؟”

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=
30
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x