“تراجعوا! من اعطاكم الأوامر للتحرك؟ أنا من دعوتهم إلى هنا، و انا ملزم بحمايتهم حتى يخرجوا من ارضي، أتعتقدوا اني سأخون عهداً؟ خسئتم!” وقف روبين فجأة، و صرخ بغضب.
ملوك العفاريت بدأوا ينظروا إلى بعضهم البعض بغرابة، ثم تخلوا عن وقفتهم الهجومية، قيصر أيضاً أنزل السيف، لكنه لم يصمت كالبقية، فنظر نحو روبين. ” ألا يمكنك التخلي عن هذه المثاليات لهذه المرة فحسب؟ لو تركناهم يخرجوا سيذهبوا لتجهيز الجيوش ضدنا، لو قتلناهم الان ستسقط كل الإمبراطوريات الاربعة تباعاً كأوراق الشجر، بقتلهم يمكننا حقن الكثير من الدماء!”
لم تستطع إمبراطورة المياه فيكتوريا البقاء صامته بعد سماع هذه الكلمات، و قالت، “همف، و انت من سيقتلنا أيها الصعلوك؟”
“قولي هذا مجدداً!!” رفع قيصر سيفه مجدداً، و تكلم بعدوانية.
“قلت يكفي!” صرخ روبين مجدداً على قيصر. ” هذا كان مجرد لقاء ودي لتبادل الأراء، و هم هنا تحت حمايتي، إن اختاروا الحرب فهذا عائد لهم.”
“تسك~” هذه المرة سحب قيصر سيفه إلى خاتمه الفراغي، و تراجع لمكانه الأصلي بدون إضافة كلمة أخرى.
اطلق إمبراطور الرياح أليكساندر تنهداً طويلاً، ثم اخذ خطوتين للأمام، ونكز إمبراطورة المياه فيكتوريا لتبطل ما كانت تفعله، ثم نظر نحو روبين. ” سيد روبين، احترامي لك قد إزداد بشكل كبير، لكن أعتقد أن هنالك لُبس في الموضوع، نحن لسنا من قمنا بإعلان الحرب بل انت.”
“انا؟ متى حدث ذلك؟” عاد روبين للجلوس مكانه، و عادت الابتسامة البسيطة على شفتيه. ” في الحقيقة لدي مسألة تحتاج أكبر عدد ممكن من القوات لذا لا أريد بدأ حرب إلا للضرورة القصوى، لكن إن كنتم تريدونها فلا مفر إذاً~”
“لا نريد شيئ! يمكننا الإستغناء عن أي علاقة لنا بقارة السلف، يمكنني حتى اقناع إليزابيث، و فيكتوريا بأن نتناسى اخذك لقارة اللهب ايضاً، لكن أترك كل شيئ آخر كما هو و حينها لن يكون هنالك حاجة لأي حروب، و سنعيش معاً بسلام، الامر بهذه البساطة!” أخذ إمبراطور الرياح أليكساندر خطوة أخرى للأمام، و تكلم بحماسة، اخيراً وجد بصيص للأمل!
” آسف هذا غير ممكن، لقد مررت بالكثير حتى عرفت انه لا يمكن لنمران أن يتواجدا على نفس الجبل، ولا يمكن تحقيق سلام حقيقي إلا لو كانت هنالك حاكم واحد، و هذا سيكون انا، لا يهم كم سنة سأستغرق حتى أحقق هذا، و كم نفس ستموت حتى يتوحد الكوكب، لكن هذا سيحدث، و تأكدوا كُلياً ان هذا واقع، و ليس تهديد.” هز روبين رأسه، و تكلم.
*كركككــ*
إمبراطور الرياح أليكساندر كاد يحطم قبضته من الضغط عليها، فهو كان يمكنه الشعور بالثقة المطلقة في كلام روبين، و بالنظر لجيش العفاريت الذي رآه بعينه، فهو فعلاً قادر على قول كلمات كهذه..
كادت إمبراطورة المياه فيكتوريا أن تقول شيئاً، لكن قاطعها روبين فجأة. ” صحيح إني سأكون الحاكم الأوحد للكوكب، و هذا لا ريب فيه، لكن كما قلت، انا أهتم بالطريقة التي سيحدث بها هذا، ولا أريد حرباً، بالعكس أنا أريدكم كحلفاء! لذا لدي بضع عروض قد تروق لكم، أتمنى أن تأخروا مغادرتكم، و تسمعوها للأخر.”
عقد إمبراطور الرياح حاجبيه قليلاً. ” تريدنا ان نُسلم لك أراضينا التي رعاها أسلافنا لعشرات آلاف السنين، و نذهب لنرعى الغنم؟ نعطيك كل موارد القارة التي نتملكها الان بدون قيود مقابل *عروض*؟ هل انت مقتنع بما تقول؟!”
“هاها لا، لن تذهب لأي مكان، لو كل شيئ سار على نحوٍ جيد فسيبقى كلاً منكم حاكماً على قارته، و ستبقى عائلاتكم عائلة حاكمة، و سيبقى أنظمتكم، و كل شيئ كما هو، هذا ما سيحدث مع عائلة بارنيت حتى بعد حربنا المريرة معهم، و بالنسبة لمواردكم فلا اريدها، لدي كل ما يكفيني من كل شيئ فلا تقلقوا من هذا، لو إحتجت من أراضيكم شيئاً فسأشتريها كأي عميل عادي.. الشيئ الوحيد الذي سيتغير إن وافقتم هو أنكم ستتلون قسم صغير تقسمون على الولاء، و الطاعة لي.”
“نقسم لك على ماذا؟ انت تحلم!” صاحت إمبراطورة المياه فيكتوريا عندما سمعت هذا.
لكن إمبراطورة الشجرة المقدسة إليزابيث قاطعت الجميع قبل أن يتمكنوا من الرد على فيكتوريا، و تكلم، ” طالما كل شيئ سيبقى تحت حكمنا فبماذا قد يفيدك الولاء؟ ماذا قد تأمرنا به بالضبط؟”
مسح روبين على رأسه بعد سماع إليزابيث، “هممم.. لا يمكنني التفكير في شيئ محدد، كل ما أريد هو التأكد من السلام الداخلي داخل الكوكب، و إني لن أواجه طعنة أخرى في الظهر، غير هذا فأنا لا احتاجكم حقيقةً في شيئ.. أعتقد أن الشيئ الوحيد الذي قد أمركم به هو الدفاع عن الكوكب في حالة غزو خارجي.”
“غزو.. خارجي؟” إمبراطور الرياح أليكساندر عقد حاجبيه قليلاً عند سماع هذا، حتى إمبراطورة المياه فيكتوريا بدت عليها الدهشة.
“ماذا؟ ألا ترون العفاريت؟ أكنتم تحسبوننا في حفلة تنكرية؟!” قهقه روبين.
الموضوع التاليالموضوع السابق