“اخيراً ظهر على حقيقته، أجائكم كلامي؟ إن لم تغادروا فأنا سأفعل!” وقفت إمبراطورة المياه فيكتوريا، ثم أشارت نحو روبين. ” تقول ان الكوكب سيكون ملكك؟ تعال، و خذ قارتي إن إستطعت!”
“هيه~ يبدو أننا أضعنا، وقتنا فعلاً، هيا بنا.” إمبراطور الرياح أليكساندر، وقف ببطئ ايضاً، كان بادٍ عليه خيبة الأمل بشكل واضح في كلماته، و تعابير وجهه، وهو يقولها.
“أيااا~ كان لدي توقعات أفضل، يا خسارة~” تنهدت إمبراطورة الشجرة المقدسة إليزابيث، و بدأت تقف ببطئ أيضاً.
لم يكن أحدهم يعرف كيف يتصرف عندما وصلتهم أخبار عن أن رعاياهم كانوا محتجزين لمدة أشهر تحت رحمة *عفاريت قرمزية اللون،* و أن زعيم تلك العفاريت القرمزية كان في الواقع إنسان، و انه *أمر* بأن يأتي الأباطرة الثلاثة ليقابلوه في قارة السلف خلال عام واحد، و إلا سيحدث لهم كما حدث لإمبراطورية اللهب…
الأمر كان مفاجئ جداً، و غريب جداً جداً، عقولهم لم تتمكن من إستيعاب كل تلك المعلومات في وقت واحد، و لم يتمكن أحدهم من الاجابة عن سؤال *كيف ظهرت قوة بهذا الحجم في قارة السلف،* أو *ما هى تلك العفاريت؟*
كل ما شغل رؤوسهم هو: ما الذي حدث لإمبراطورية اللهب؟!
بسرعة إستخدم الأباطرة الثلاثة وسائل التواصل البدائية التي يملكونها، و حاولوا الوصول لعائلة بارنيت في إمبراطورية اللهب ليعرفوا ما يجري، لكن بلا رد… الحرب كانت مستعرة، و العفاريت كانوا يحاصرون القارة كلها، و يمنعون أي شيئ من الدخول، أو الخروج.
لذا تواصلوا فيما بينهم، و قرروا التوجه لإمبراطورية اللهب ليعرفوا ماذا يجري.. و كانت الصدمة.
منذ وصلوا الشاطئ، و رأوا الجثث المشوهة، و قُبضت قلوبهم، و كلما تعمقوا أكثر لداخل القارة قُبضت أكثر، و أكثر.. حتى وصلوا للعاصمة، و رأوا من بعيد العاصمة، و هى تحترق، رأوا الكم الهائل من العفاريت القرمزية، و هم يأكلون جثث ضحاياهم.. رأوا إمبراطور اللهب إيلياس، و هو يتقدم بشجاعة للدفاع عن ارضه، و رأوا والدهُ العجوز غو يهاجمه، و يقتله بنفسه.
حاولت إمبراطورة الشجرة المقدسة إليزابيث التقدم أكثر من مرة لمساعدة امبراطورية اللهب، لكن فيكتوريا، و أليكساندر أوقفاها، بل حتى الحكماء من إمبراطورية الشجرة المقدسة ترجوها أن تتوقف، من قد يريد التورط في شيئ كهذا؟!
فقط عندما وصلت المعركة للنهاية، و رأوا كيف العجوز غو اُجبر على قتل إبنه بنفسه، عرفوا جميعاً المغزى من تهديد قائد تلك العفاريت، عرفوا ما يعنيه *كما حدث بإمبراطورية اللهب.*
و المشكلة أنه لم يكن موجود حتى في حصار عاصمة إمبراطورية اللهب!
هل يظن أن تدمير إمبراطورية عتيقة كهذه مضيعة لوقته؟!
بسرعة إتفق ثلاثتهم على التعاون في حالة حصلت حرب ضد أياً منهم لأنهم يواجهوا عدواً مشتركاً، و أيضاً اتفقوا على الذهاب لقارة السلف، و قبول دعوة اللقاء لعلهم يوقفوا الحرب قبل ان تحدث.
فلو كان ذلك الشخص يريد الحرب فحسب لما دعاهم للحضور، و لو أنها كانت دعوة قاسية بعض الشيئ..
اتفقوا أيضاً على تهديده بعض الشيئ بإتحادهم، و التفاوض معه على ملكية قارة السلف، و قارة اللهب، ثم يتنازلوا له عنهما في النهاية، و كأنه عرض سلام لعله ينسى أراضيهم.
لكن من الكلام الآن أتضح انه كان يريد دعوتهم ليقبل إستسلامهم فحسب، لو كانوا سيخسرون أراضيهم على كل حال، فمن الطبيعي أن يراهنوا على الحرب.
*فروووم*
“لماذا تعتقدوا أنه يمكنكم المغادرة من هنا كما تشاؤون؟” أخرج جابا مطرقة الحرب من خاتمه الفراغي، و وضعه على كتفه.
آمون، و ساكار، و ملوك العفاريت الاخرين أيضاً أخذوا وضعيات هجومية، و أدخلوا حسهم الروحي في خواتم الصوت، جاهزين لإعطاء الأوامر لجيش العفاريت بالإنقضاض على التلة في أي لحظة.
الحكماء من الامبراطوريات الثلاثة المنتشرين حول التلة شعروا بإضطرابات الطاقة التي تحدث بالأعلى أيضاً، و ملامحهم تحولت للأسوأ.
عند خروجهم من أراضيهم مع أباطرتهم كانوا مستغربين من قرارهم، و مستغربين ما الذي قد يستدعي تحركهم، و بالفعل الكثير منهم اعترضوا عن قطع اشغالهم لمرافقة أباطرتهم في *رحلة* خارج القارة، لكن الأن، و هم وسط بحر من العفاريت شعروا أنهم نكرات.
بكل قوتهم التي كانوا يفتخرون بها تلك، سيُقتلوا جميعاً لو نشب قتال الأن!
“أهكذا تُعامل ضيوفك، سيد روبين؟” نظر أليكساندر حوله بخوف، ثم ثبت عينه على روبين بسرعة.
تقدم قيصر خطوتين من وراء روبين، و صاح. ” و هل الضيوف تأتي، و معها الف شخص في قمة مستوى حكيم؟ إن قُلبت الآية، و لم يكن معنا ما يكفي من قوات اليوم هل كنتم لتتركوننا نذهب لو إختلفنا؟”
*هووووووو*
الثلج بدأ يتشكل حول قمة التلة، و عينا إمبراطورة المياه فيكتوريا تحولت للبياض بالكامل، و هى تنظر نحو قيصر بنية قتل واضحة. ” انت مجدداً؟ انت حقاً تستحق الموت!”
*سسسسننننـ*
اخرج قيصر سيف إلهي عريض من خاتمه الفراغي مُطلقاً هالته كحكيم في المستوى 32، و أشعل عليه اللهب الأسود جاذباً كل الانظار نحوه، ثم صاح. ” جربيني إذاً، أيتها العاهرة!”
الموضوع التاليالموضوع السابق