“حسناً، حسناً، يا شباب دعونا لا نضغط الجو أكثر مما هو مضغوط.” أخذ العجوز غو خطوتين نحو الطاولة، ثم رفع كلتا يديه، و أخذ يُلوح بلطف.

كلام الأباطرة الثلاثة كان فيما بينهم، و لم يوجهوا أي تهديد لأحد، لكن بالنسبة لبيلي، و قيصر، و البقية، فمعظم كلامهم تقريباً كان تهديد!

خاصةً جابا، و آمون بدأوا بتحسس خواتم الصوت خاصتهم، و إرسال رسائل للقوة للإستعداد لبدأ معركة في أي لحظة.

بغض النظر عن ثلاثتهم الذين – إن ساعدوا بعضهم – يمكنهم الخروج من التلة احياء حتى لو إندلعت معركة، ما يزال هنالك 900 شخص في قمة مستوى خبير جاؤوا معهم، هذا بخلاف 300 آخرين من جينرالات، و شيوخ، و كبار المسؤولين في إمبراطورية الذين جاؤوا مستسلمين.

هذا يعني انه يوجد 1200 حكيم يطوقون التلة حالياً، و كلهم في المستويات بين 36~40!

الأباطرة الثلاثة قالوا إنهم جاؤوا ليروا من هو روبين بأنفسهم، و يقرروا ماذا سيفعلوا بعدها، لكن كلامهم، و إستعداد القوات القادمة معهم تقول عكس ذلك.

و المشكلة هى أن المضيفين لن يقبلوا بأي إستهزاء، روبين أساساً افصح انه قد يغزو بقية الامبراطوريات في وقت لاحق، فكيف هؤلاء يأتون، و يهددونهم في قلب أراضيهم؟

لو إستمر إستفزازهم اكثر فمعركة كبرى قد تندلع في لحظة.

ثم نظر العجوز غو نحو بيلي. ” لا تُركز كثيراً مع كلام ثلاثتهم حالياً فهم غير معتادين على إحترام احد، عندما يظهر معاليه روبين سيبدأ الكلام الجاد، و سيعرف كل شخص أين يقف.”

“معاليه؟ همف.” امبراطورية المياة فيكتوريا نظرت نحو العجوز غو بنظرة كلها كبرياء. “ألا يكفي أنك واقف على قدميك كرئيس الخدم منذ جئنا لهذا المكان المقرف، لكنك أيضاً تُفخم في مناداة عدوك؟ يبدو أن هزيمتكم يا إمبراطورية اللهب كانت أسوأ مما ظننت، حتى إمبراطور سابق مثلك فقد كل ذرة إحترام لنفسه!”

نظر نحوها العجوز غو بإبتسامة خفيفة. ” انا الان مجرد أسير حرب، كيف لي أن اجلس؟ علي أن أنتظر حتى يصدر الحكم ضدي، انا فقط أدرك مكانتي.. ثانياً ما المشكلة لو ناديته بمعاليه؟ إن لم أحترمه بسبب القوة الغاشمة التي أظهرها في الحرب، فسأحترمه بسبب إبتكاراته، و كونه شخص فريد من نوعه.”

“همف، أفعل ما تشاء، أما انا فلم أر منه شيئاً يجعلني أحترمه، و قوته تلك لن تفيده ضد إمبراطورية المياه!” نظرت الامبراطورة فيكتوريا بعيداً، و تكلمت.

“هذا غريب.. لقد أصدر معاليه الأوامر ان تأتوا لتقابلوه في قارة السلف خلال سنة واحدة، و ها انتم موجودون الأن رغماً عن أنوفكم، أتأخذين الأوامر من شخص لا تحترميه؟” تكلم قيصر بنبرة عدائية، لم يستطع كبح نفسه أكثر عن تلك المرأة التي تتكلم بشكل سيئ عن والده.

فيكتوريا لم ترد بكلمه، فقط لوحت يدها فجأة بإتجاه قيصر.

*سووووش*

*بااااا*

“أليكساندر… اترك… معصمي…” تكلمت فيكتوريا بصوت يغلفه نية قتل باردة.

“انزلي يدك إذاً، دعينا نسمع لذلك الروبين بورتون بعدها افعلي ما تشائين، حتى أحقق هدفي من المجيء هنا لن اسمح لك بتدمير اللقاء.” تكلم إمبراطور الرياح أليكساندر بوجهٍ عابس، لو لم يرفع يده في الوقت المناسب لصد هجوم إمبراطورة المياه فيكتوريا لسقط رأس قيصر من على كتفيه بحلول الان!

“إنن، انا ايضاً أريد ان استمع لكلام *معاليه* هيهي.” أومئت إمبراطورية الشجرة المقدسة إليزابيث مرتين

“تشة.” نفخت فيكتوريا منزعجة، و سحبت يدها، ثم عادت للنظر بعيداً مجدداً.

*بلع*

بلع قيصر ريقه، و بضع حبات من العرق البارد بدأت تنزل من على جبينه.. لقد أيقن كم كان قريباً من الموت.

كل شيئ حدث بسرعة، بسرعة جداً لدرجة أن بعض الحضور لم يعرفوا ما حدث إلا بعدما رأوا إمبراطور الرياح أليكساندر يمسك بمعصم إمبراطورة المياه فيكتوريا.

بعد تلك الحادثة عاد إمبراطور الرياح أليكساندر ليغلق عينيه، عادت إليزابيث الى النظر للطبيعة حولها، و عادت فيكتوريا للنظر نحو المحيط ببرود، و عدائية، و العجوز غو أغلق عينيه واضعاً كلتا يديه وراء ظهره، و ناظراً نحو قدميه بهدوء..

أما بيلي، و جابا، و البقية فظلوا جالسين على أعصابهم، و أرواحهم تلامس خواتمهم، جاهزين لإستعداء الدعم، و السلاح في أي لحظة.

لم ينطق أحد بكلمة اضافية، كل ما تبقى من لطف في الجو اختفى، لم يتبق في المكان سوى جمود تام، و نية قتل عالقة.

حتى العصافير، و الحيوانات الصغيرة هربت من المنطقة بالكامل بسبب الضغط الهائل من كل أولائك الخبراء.

صمت قاتل ضرب التلة بالكامل، و إستمر لحوالي الساعة..

حتى جاء صوت خافت من إتجاه الكرسي الرئيسي. ” أعتذر على تأخري.”

 

 

 

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=
12
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x