“أجل.. أجل إبني.. إتضح ان ميلا كانت حامل قبل مغادرتي لنيهاري.. بينما ماتت ميلا بأبشع الطرق من أجل سبب تافه، العمالقة تركوا أبني يعيش ليعالجهم، لكن عندما رأيته كان بادٍ عليه أثار تعذيب شديد أيضاً.. ليس تعذيب لأنه غير مطيع، أو شيئ كهذا، لا.. بل آثارها، و أماكنها على جسده تبدو كأثار تعذيب من أجل التسلية.. يعذبوا أبني انا.. من أجل التسلية..” تكلم روبين مخنوق، و هو يقبض يده بقوة قبل أن يرفع رأسه، و ينظر نحو عينا هيكل الضوء. ” ثانياً ما الذي ادهشك أن لدي ابن؟ أتقول أنك لم تعرف بذلك؟ أتقول أنك لم تستشعره هو، و أمه ،و هما يخترقا حدود هذا الكوكب، و ينزلا في نيهاري؟!”

“هيه~ روبين، روبين، روبين…” تنهد المستبصر، و هز رأسه. ” انا فهمت اخيراً سبب غضبك، أنه خطأ ساذج، لكن دعني أوضحه لك: انت تضع في حسبانك ما يمكنني فعله، لكنك لم تسأل نفسك لماذا قد أفعله..”

“ماذا تقصد؟” رد روبين بإقتطاب، و نظر بجانبه، يحاول كبح نفسه من البكاء بعدما تذكر منظر إبنه.

تكلم هيكل الضوء واضعاً يداه وراء ظهره. ” صحيح أنه يمكنني متابعة الأحداث في أي مكان أريده، و اي وقت، يمكنني تقنياً مراقبة أي شخص أريده، يمكنني حتى دفع الثمن المناسب للكوكب، والتدخل لتغيير مجرى الأحداث مهما كان كبيراً، انت محق في كل هذا، لكن السؤال هو .. لماذا قد أفعل كل هذا؟

الأولى بمراقبتي كان أنت بما انك تقوم بمهمة ستغير مجرى الحرب مع غريمي، مع ذلك لم يكن لدي وقت لذلك، أنا لا اعلم حتى ما حدث معك في نيهاري، أتعلم لماذا؟ لأني في حالة حرب كوكبية لعينة!! هل نسيت لماذا طلبت منك الذهاب إلى كوكب نيهاري في الاساس؟

لماذا تعتقد إني سأقضي وقتي أراقب كوكبك الناشئ؟ لماذا قد تعتقد إني أهتم بمراقبة عائلتك الفانية؟ أي نوع من الغطرسة جعلتك تظن أني سأوقف لعبة الكر، و الفر التي ألعبها مع غريمي، و الحروب الكوكبية التي انا منخرط فيها حالياً، ثم أجلب الفشار، و أتابع ما يحدث على كوكب تافه أنت نفسك لست موجوداً فيه؟ أتعتقد إني جليس أطفال؟ هل نسيت من اكون؟ ام أسوأ.. انك تذكر من انا، لكنك تعتقد أنك تستحق أن تجعلني جليساً لاطفالك؟ من تظن نفسك بحق الجحيم؟!”

“هذا…” فتح روبين عيناه على اخرهما عندما سمع هذا، دماغه بدأ يعمل بسرعة شديدة ليحاول إيجاد أي رد مناسب، لكن في النهاية فشل في إيجاد أي رد يمكنه قوله.

صحيح.. الشخص الذي عرّف بنفسه انه *إله* سيراقب عائلته طوال الوقت؟ الشخص الذي قال بفخر انه حاكم لعشرات الكواكب متوسطة العمر عنده ما يكفي من الوقت لمتابعة أحوال مدينة يورا؟

نظر روبين للأسفل، و هو ما يزال محافظ على عيناه مفتوحتين، و كأنه يراجع شريط أفكاره كله، ليرى ما هى الأسباب الأخرى التي كره المستبصر بشأنها، و يريد ان يواجهه بها، و كانوا كُثر…

لكن عندما قاس منطق المستبصر الذي تكلم به للتو على كل ما في رأسه، وجد انه في الحقيقة لا يملك اي شيئ ليقوله…

-من تظن نفسك بحق الجحيم؟- سؤال المستبصر القاسي اصبح فجأة هو المفتاح كل شيئ.. من يكون روبين بالنسبة له؟

شريك؟ كلا… روبين لا يملك أي شيئ يستحق هذه المكانة، لا قوة، ولا سُلطة، ولا موهبة تُمكنه من الوقوف جنباً إلى جنب مع المستبصر، حتى مسار الحقيقة الذي يجعله مميزاً هو مجرد لعبة قديمة بالنسبة للمستبصر، التفكير على أنه مساو له ما هى الا أضغاث أحلام.

هل المستبصر مدين له بشيئ؟ بالعكس، المستبصر أنقذ حياته، بينما هو لم يتم المُهمة المكلف بها حتى الأن، يعني هو ما يزال مدين للمستبصر بدين عظيم.

أهى علاقة تبعيه ليتحمل المستبصر مسؤوليته كتابع له؟ كلا أيضاً، منذ اليوم الأول أوضح روبين للمستبصر أنه سيكون مُستقل، و أنه سيرد له المعروف لاحقاً، لا يوجد أي علاقة تبعية مقربة تجبر المستبصر على الاعتناء به أو بعائلته.

و ما فعله المستبصر من أجله لا يتوقف عند إنقاذ حياته بإعطائه جسد جديد فحسب، بل منذ خروجه من ذلك الكهف المستبصر يساعده بشكلٍ، أو بأخر، مثل تسريع البحث في العديد من القوانين السماوية، او البحث في ابتكار تقنية تعديل الأساس الذي ساعد بها قيصر، و ميلا، و عدد لا يحصى من اقرباءه، و معاونيه.

المستبصر لا إلزام عليه أن يراقب عائلته من أجله حتى لو كان هو من أرسله لكوكب نيهاري، هذا شيئ يفهمه الأن..

لكن.. لكنه ما يزال الشخص الذي بسببه وصل تسلسل الاحداث إلى هذه النقطة!!!

“ارغغغ..” وضع روبين رأسه بيه يديه، بدى و كأنه لو ضغط أكثر سيسحقها، لكنه، و لأول مرة منذ سمع روبين صوت المستبصر، نبضات قلبه، و تنفسه بدآ يهدأن..

 

 

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=
12
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x