قبل خمسة أشهر– في مكانٍ ما في مملكة الشمس السوداء سابقاً.

*خطوة.. خطوة.. خطوة..*

– ما الذي فعلته خطأ في حياتي..؟ لماذا كل شيئ يتهاوي..-

– لم أسعى ابداً لإيذاء أحد.. كل ما اردته هو ان لا أعيش حياة كالبقية، كل ما أردته كان ترك إرث خلفي.. أهذا عقاب السماء لي لأني خرجت عن الخطوط المعهودة؟ لكن ما ذنب من هم حولي ليُعذبوا بذنبي؟! لماذا كان يجب تدمير كل تلك الأرواح من أجلي مساري الذي اخترته لنفسي؟-

*خطوة.. خطوة..*

– لو كانت العشيرة ما تزال في صفي لربما تمكنت من فعل شيئ لإعادة بعض الأمور لنصابها، لكن العشيرة قد.. العشيرة قد..!!! ..هيه~ لكن هل يمكنني لومهم حقاً؟ انا لا املكهم، هم رأوا أن إبعاد أنفسهم عن مشاكلي أفضل بالنسبة لهم، هذا قرارهم، ولا يمكنني ان اتخذهم أعداء بسببه، أنها مشكلتي انا إني لم اجعلهم أتباع أوفياء بالكامل، مشكلتي أني لم أكن قائد جيد، و متواجد معهم، فبعد كل شيئ معظم من في ذلك المجلس لم أرهم سوى مرة، أو مرتين في حياتي و مع ذلك تركت كل السُلطة بين أيديهم..

*يركل حصاة من مبنىً منهار وسط الطريق*

– ما العمل الأن.. لم يعد لدي قوات في صفي سوى العفاريت، و القليل من قوات البشر المتمثلة في عائلة بورتون، و بقية العائلات التابعة لنا مثل برادلي، و كامدين و مورفيوس، أنهم كافين لغزو هذا الكوكب الناشئ بضع مرات، لكنهم لا شيئ في نيهاري، لا شيئ مقارنةً بأباطرة المنطقة الشمالية.. حتى لو وضعت انتقامي جانباً ما يزال يجب أن اخرج ريتشارد من ذلك المكان!-

-ربما أذهب بمفردي، او معي بضع أشخاص قلائل متخفياً حتى اصل لريتشارد و أنقذه؟ ..لا هذا غير ممكن، أنهم يعاملونه ككنز وطني بسبب قدرته على إطالة العمر، و علاج الأمراض ، انه تحت حماية مشددة طوال الوقت، و حسهم الروحي لا يفارقه، لن إستغرب لو كان هنالك إمبراطور بالقرب لحمايته، حتى انا لا يمكنني إستخدام مسارا الظلام، و الفضاء للإختباء من شخص يفوق نطاق الحكمة قوة، فكيف أخفي ريتشارد عن أعينهم؟-

– هل أخذ بضع آلاف من العفاريت في مهمة سريعة على ظهور الدراكو لمهاجمة قبيلة عزيل، و انقاذ ريتشارد، ثم العودة بسرعة؟ .. كلا، قبيلة عزيل تقع أعلى الكوكب، و حولها قبائل أخرى من الشمال في جميع الاتجاهات، حتى لو دخلت، و خرجت من أراضي قبيلة عزيل بنجاح، و هذا مستحيل، ما يزال علي اجتياز المزيد من أراضي حلفائهم للوصول لبوابة الفضاء، يستحيل أن أنفذ عملية كهذه بنجاح، و حتى لو نجحت بالهرب انا، و ريتشارد سيتم إبادة كل العفاريت الذين سيشاركوا في المهمة، و سأخاطر بأن يكرهني جنس العفاريت للأبد لهذا السبب، أنهم الأن يقاتلوا ليأكلوا، لكن لا يمكنني التمادي، و إلقائهم ببساطة في مهمات انتحارية..-

-ربما أنتظر حتى إخترق لنطاق الامبراطور، و اعصف بقبيلة عزيل وحدي و أنقذ الفتى؟ .. غير ممكن، الفارق بين مستويات القوة ليس كبير جداً، و يمكن تعويضه بالعدد، حتى لو أصبحت أقوى امبراطور في العالم خلال السنوات القليلة القادمة فلن اتمكن من إختراق قبيلة تحتوي على عدد من الاباطرة، و فعل ما اشاء بها، كما أني لا اعرف متى، او إن كنت سأتمكن من الاختراق لنطاق الحكمة، فضلاً عن نطاق الامبراطور!-

– الحل الوحيد الذي أراه سيكون تقوية قواتي بالقدر الكافي لإكتساح المنطقة الشمالية بالكامل، هذا ليس بعيد المنال ابداً، لكن علي تقويتهم لهذه الدرجة قبل أن يصل الغزو خلال الـ 27 سنة القادمة، فأنا لا أعرف مدى قوة أولائك القادمين، لكنهم بلا شك يملكون أباطرة، أو وسيلة للتعامل معهم، و إلا لما تجرؤوا على المجيء، لو بدأ الغزو على نيهاري فمن يعرف كم سيستمر قبل أن ينتصر الغزاة، و يقوموا بإبادة السكان الاصليين، و من يضمن أن ضربة عشوائية لن تصيب المدينة التي يمكث فيها ريتشارد الأن، او الأسوأ، يقتله الغزاة عمداً لأنه يعالج أعدائهم..-

-إذاً علي تقوية جيشي الحالي ليكون قوياً بما يكفي لغزو المنطقة الشمالية المليئة بالأباطرة… و علي فعل ذلك خلال 27 عام…-

*كرااااك*

-لكن هذا مستحيل! كيف أقوي الجميع لهذه الدرجة؟ العفاريت لديهم خاصية تميزهم عن جميع المخلوقات الاخرى، و هى أن يصبحوا أقوى بأكل المخلوقات الذكية، لكنهم سيحتاجوا قدر هائل من الطعام ليقتربوا حتى من إتمام هذه المهمة، من أين أتي لهم بالطعام؟ حتى إصدار الأوامر بإبادة قارة إمبراطورية اللهب التي تحتوي على عشرات الملايين من البشر لن يكون كافٍ، لتنفيذ مخطط كهذا علي إعطائهم الأوامر بأكل الأخضر، و اليابس على قارات الستة بالكامل، و ربما إصطحابهم لرحلات صيد في نيهاري، و بالطبع الهدف الاول يجب أن يكون مدينة الأمل بما ان البوابة المقابلة موجودة هناك!-

*وقف، و امسك رأسه بقوة.*

– اررغغغ ماذا أفعل؟ لماذا يحدث كل هذا لي؟ لماذا ترغمني السماء على المعاناة لهذه الدرجة؟ لماذا علي ان اتخذ مثل هذه القرارات الصعبة؟ لماذا انا؟!؟!-

“هيهي جيسي.. أنظر هنا.. لقد وجدت فطور اليوم.. تعال بسرعة..”

أثناء إنهيار روبين العصبي سمع صوتاً ضعيفاً فجأة ارغمه على النظر نحو مصدر… الصوت لم يكن ضعيف لأن مصدره بعيد، بل هى امرأة في منتصف العمر لا تبعد عنه أكثر من عشرون متراً ، الصوت كان ضعيف لأن هى نفسها بدت و كأنها على وشك الموت.

أنزل روبين يده من على رأسه، و نظر لما تحمله تلك المرأة في يده، كانت دجاجة ميتة قبيحة المظهر، و الرائحة، واضح أنها ماتت، و تعفنت منذ بضع أيام، مع ذلك المرأة كانت تحتضنها، و كأن وجدت كنزاً.

 

 

 

 

 

 

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=
12
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x