”ما يزال لدينا أمل، أنه طريق صعب، و سيتطلب من الجميع هنا بعض التضحيات، لكن لا حل آخر.” تكلم إمبراطور اللهب، و هو يشير نحو ساكار الذي كان يُقاتل ثلاثة جينرالات من إمبراطورية اللهب في آنٍ واحدة. ” لو تمكنا من قتل قادة العدو سيكون جيشهم كجسد بدون رأس، سنتمكن بعدها بسهولة من الإطاحة بهم، علينا جميعاً الأن الخروج، و العيث فيهم قتلاً حتى لا يبقى منهم أحد، هذه هى فرصتنا الوحيدة، الأن أو أبداً! من معي؟”
“دعمت قراراتك في البداية، و الأن سأراهن معك لأخر نفس.” تقدمت المرأة العجوز خطوتين، و قالت بعدما ضربت بعصاها على الارض.
“معك للنهاية!”
“سنريهم من هم رجال إمبراطورية اللهب!”
أومئ إمبراطور اللهب مبتسماً بدون ان ينظر ورائه، ثم طار بإتجاه ساكار كالسهم. “هيا بنا!!”
“هياااااااااااا!!”
*سوووش سوووش سوووووش*
” أيها الشيطان اللعين، أتعتقد انه يمكنك جلب أتباعك الاقذار لقتل رجالي، و أكل شعبي؟ الأن سأدافع عن بلدي بنفسي! اليوم سأرسلك عائداً إلى قعر الجحيم!” نادى الإمبراطور بعِلو صوته في طريقه نحو ساكار، قبل ان يرسل كرة لهب بإتجاهه!
*بوووم*
دخل ساكار في الوضع الدفاعي سريعاً، لكنه لم يكن كافياً، كرة اللهب أرسلته أكثر من مئة قدم للخلف قبل أن يتمكن من التوقف!
فور أن رفع ساكار رأسه مجدداً، من وراء ذراعيه وجد شخصاً على رأسه تاج، و خلفه عشرات الأشخاص قادمين إتجاه بنية قتل واضحة في عيون كل واحد منهم. ” غرررر…”
*بوووم بووم بوم*
مختبئاً وراء دروعه الإلهية، و مدعوماً بوشم الرياح من الدرجة الثانية بدأ ساكار بتلقي بعض الهجمات، و تفادي هجمات أخرى، لكنه لم يجرؤ على فك دفاعه ليحاول تسديد أي ضربة!
الهجوم الناجح على أقوى عفريت، و محاصرته، ضغط هالة الامبراطور و هيبته، تجسيد العنقاء الخافت الذي يطير فوقه، و أكثر من ثلاثون حكيم يطيرون ورائه نحو قادة الاعداء.. أشعلوا الحماسة في قلوب كل مقاتلي الامبراطورية!!
” أقتلوا الشياطين!”
” لن ادعكم تأكلوا عائلتي!!!”
“هيااااااااا!!”
المعركة التي كانت مشتعلة أساساً بدى و كأن أحدهم ألقى فوقها البنزين، مقاتلي إمبراطورية اللهب بدأوا بتجاهل احتياطات الامان، و هاجموا بكل ما لديهم، أثناء الهجوم المندفع تلقوا الكثير من الإصابات، و بعضهم قُطعت أطرافه بواسطه مخالف العفاريت الحادة، إلا ان هذا لم يوقف تقدمهم!
العفاريت بدأوا بالتراجع خطوة بعد خطوة، الخسائر في الأرواح لم تكن كبيرة لأن لديهم تعليمات بالحفاظ على حياتهم قبل أي شيئ، لكن الأراضي التي كسبوها، و دائرة الحصار التي ضيقوها حول المدينة بدأت بالتوسع بشكل متزايد.
*فروووووووووووووووم*
فجأة شعر الامبراطور، و مرافقيه و كأن السماء تنزل فوق رؤوسهم، بعض الحكماء الضعفاء بينهم بدأوا بالتساقط من السماء كأوراق الشجر من شدة الضغط
” ماذا يحدث هنا؟!” سأل الإمبراطور و هو يصيح، تقريباً هو الوحيد الذي بدى غير متأثر بالضغط النازل فوق رؤوسهم.
و الإجابة لم تتأخر كثيراً..
*شيييييييييييش*
كائن عملاق يصل طوله لثلاثة أمتار جاء مسرعاً يحمل مطرقة حرب سوداء ضخمة، و فور وصوله لم يضيع أي وقت، و نزل بها نحو رأس الامبراطور!!
*طااااااااااااااااااااااخ!!*
“اررغغ.” رفع الإمبراطور ذراعه فوق رأسه، و تلقى الضربة بالكامل عليه بدون أن يتحرك شبراً للوراء. ” انت تبالغ في تقدير نفسك!”
بيده الأخرى أرسل الإمبراطور كرة لهب بإتجاه بطن جابا المكشوف فأرسله طائراً للوراء.
“راااااااااااااااااور!!”
“اخيراً رأس الافعى خرجت!”
بالكاد إبتعد جابا من أمام الامبراطور قبل ان يرى من خلفه خليط من العفاريت، و البشر كلهم بقوة حكيم مستوى متوسط على الاقل قادمين بإتجاههم من كل ناحية!
“هيااااااااااااااااااا!!!” فتح الامبراطور ذراعيه على اخرهما، و أطلق لهب أصفر باهت اللون من كل أنحاء جسده، من شدة درجة الحرارة اُجبر الجميع، صديق، او عدو، على التراجع بسرعة، و ترك الإمبراطور وحيداً في دائرة قطرها اكثر من خمسون متراً.
ليس هذا فحسب، بعدها اُجبر الجميع على التوقف تبددت كرة اللهب و تحركت بين جميع القادمين، ثم تشكلت مرة أخرى، لكن خلفهم، الأن الامبراطور قام بحبس نفسه، و رجاله مع حوالي مئة من العفاريت، و رجال عائلة بورتون بينما بقية الحكماء العفاريت، و أبناء بورتون في خارج حدود كرة اللهب لم يتمكنوا من اقتحامها..
الجميع سواءً أصدقاء ام أعداء بدأوا ينظروا خلفهم بإستغراب، و ترقب، و حتى بعض الخوف، غير عالمين ما الذي يفكر فيه الامبراطور!
تجسيد العنقاء الخافت خلف الامبراطور بدى و كأنه يكبر شيئاً فشيئا، و ينظر نحو الجميع بإستعلاء، و غطرسة، مرر الإمبراطور نظره حوله نحو البشر من أعداءه، و تكلم بسخرية. ” عائلة بورتون.. تحالفتم مع الشياطين ضد بشر أمثالكم من أجل بعض الاحقاد السياسية بيننا؟ ما فعلته بعائلتكم كان هو الصواب، عائلة شريرة مثلكم يجب ان تفنى من هذا العالم!
و الأن، برفقة شيوخ مجلسي المئة، و ضد مئة منكم، الفوز مؤكد لنا! قد يحاول بعض الأقوياء منكم الهرب، لكن معظكم الذين دخلوا لهذا السجن يعتبروا موتى بالفعل، في قتال بأعداد متساوية لا أحد يمكنه التصدي لي، ولا عشرون منكم يمكنهم الوقوف أمامي! سأدمر كل واحد فيكم، ثم أرجع لأدمر من تبقى منكم في قارة السلف!”
“…شيوخك مئة؟” قال قيصر رافعاً حاجبيه، ثم بدأ ينظر حوله بسخرية.
“هيهيهي.” بقية أفراد عائلة بورتون، و العفاريت داخل سجن اللهب بدأوا بالقهقه بصوت منخفض، و التربيت على أكتاف بعضهم.
عقد الامبراطور حاجبيه عندما رأى هذا، منذ متى تتم السخرية من كلامه؟ “ماذا؟ على ماذا تضحكون؟ أتعتقدون اني لست قادر على تنفيذ ما اقول؟”
“صاحب الجلالة…” جاء صوت من خلف الامبراطور فجأة.
“ماذا؟ ماذا هنالك؟!” رد الامبراطور الغاضب بدون أن ينظر خلفه.
تردد ذلك الصوت قليلاً، لكنه إستجمع شجاعته، و تكلم مجدداً. “أعتقد أن لدينا مشكلة…”
“أي مشكلة أكبر من الوضع الحالي؟ ما الذي تتفوه بـ–” إنفعل الامبراطور، و نظر خلفه ليوبخ ذلك الشخص، لكن الكلمات علقت في حلقه عندما رأى الواقفين وراءه.. عددهم أقل من ثلاثون فرداً.
الموضوع التاليالموضوع السابق