بعد خمسة أشهر — عاصمة امبراطورية اللهب — داخل القصر الامبراطوري.

*بووم بووم بووم*

*بووووووووووووووووووم*

” لا، لا، لا! دفاعات البوابة الغربية تتهاوى، أنها مسألة وقت قبل يقتحم الأعداء العاصمة من الثغرة هناك!!”

*بووووووووووووم بووم بووم*

” ما العمل إذاً؟ لا يمكننا إرسال تعزيزات لهم، لا يوجد لدينا جنود احتياط! كلهم يحرسون سماء العاصمة من هجمات العفاريت، و قوات عائلة بورتون، لو سحبنا جزء منهم فستكون النتيجة سواء!”

“اللعنة، كيف يعقل أن كل المُهاجمين يمكنهم الطيران؟ أكثر من مئة الف جندي، و لا يوجد بينهم واحد في الفروسية؟!”

(“نناشد مواطني إمبراطورية اللهب الابرياء بالاحتماء داخل بيوتهم، نحن هنا بقصد الانتقام من رؤوس العائلة الإمبراطورية على جرائمهم المتكررة في قارة السلف، ولسنا هنا بغرض بدأ مذبحة، كل المدن التي وقعت تحت سيطرتنا بأمان، و أهلها يمارسون حياتهم بحُرية، إختر الخيار الصواب، و إحمي عائلتك داخل بيتك، من يخرج سيعرض نفسه للقتل.”)

“سحقاً، أنها تلك النداءات مجدداً! لسببٍ ما فالمواطنين فعلاً يستمعون لهم، و يختبؤوا في منازلهم يحلموا بالخلاص، بسبب هذا فشلنا في تحريك كل العاصمة، و فشلنا في جمع قوات انتحارية!! أيعتقدون أن تلك الشياطين الحمراء سترحمهم حقاً؟”

“سحقاً! ما الذي حدث لكل هذا؟ و ما هى هذه الكائنات؟!”

*خطوة.. خطوة.. خطوة..*

*شهيــــــق*

تقدم رجل في منتصف العمر لشرفة قاعة التاج متجاهلاً المئة من الشيوخ المضطربين، أخذ شهيقاً طويلاً، و هو يشاهد سماء مدينته تحترق، ثم تكلم.” من كان يظن أن مهاجمة بضع فلاحين في أرض السلف.. ستجلب علينا يوماً كهذا.”

“نو شيت!! منذ أول يوم، و أنا أخبرك ان تتريث، أخبرتك ان تحترم الشخص الذي صنع الطلاسم، أخبرتك أن تحاول عقد إتفاق معه، أخبرتك أن لا تستفزه زيادة بعقد الكمين في تبادل الأسرى!” صاح رجل عجوز من الوراء، ثم نظر بجانبه نحو إمرأة عجوز، و أشار نحوها. ” لكنك إخترت الإستماع لكلام هذه الحرباء لأنه يُرضي غرورك، انت و هى سبب كل ما نحن فيه!”

“انت..!!” المرأة العجوز نظرت بجانبها، و كادت تصرخ غاضبةً، لكنها لم تجد ما تقوله، فأغلقت فمها مجدداً، و أطبقت يداها المرتعشة، و نظرت في الأرض.

ما يحدث الأن قد فاق كل التوقعات، و تخطى أي سيناريو سيئ يمكن أن يخطر على بالها، بل حتى لم يخطر على بال الرجل العجوز!

ما هو أسوأ ما قد يحدث أن كان هنالك قوة تدعم صانع الطلاسم؟ مقتل رجالهم الذين تم إرسالهم إلى أرض السلف.

هذا كل شيئ!

لكن ان يصل بهم الوضع إلى تهديد مباشر بفناء امبراطوريتهم التي ظلت صامدة لعشرات آلاف السنين؟ لا، ليس مجرد تهديد بعد الان، بل إنهم على بعد نصف خطوة من الفناء.

في بداية الغزو قبل خمسة أشهر، و نصف تقريباً تلقى الإمبراطور، و حاشيته خبراً صاعقاً، هنالك جيش معادٍ على أراضيه، هذا شيئ لم يحدث منذ تم تأسيس الامبراطورية!!

لكن بتتبع مسارهم، و إستغلال تحركاتهم المتسرعة تمكن الإمبراطور، و معاونيه من تنفيذ عدد من الخطط التي آذت جيش العفاريت بقوة، آمال طرد المهاجمين إرتفع، و بدأوا بالتفنن. في إبتكار خطط جديدة لتعجيز جيش العفاريت، لكن في النهاية هذا ما هو متوقع في نظرهم.. انها الإمبراطورية التي صمدت لعدد لا يحصى من السنين، كيف ستسقط الآن من أول هجوم؟

خلال آخر خمسة أشهر أخذت القوات المعادية منحنى غريب.. بدأوا بالتحرك ببطئ، و تعقل، بدأوا بالسيطرة على كل المدن، و القرى في القارة ببطئ، و وضع حماية كافية في كل واحدة، كلما يخرج جيش لإجتياح مدينة جديدة يكون خلفه جيش، او اثنين للدعم في حالة حصل كمين، خاصةً فيالق وحوش الدراكو الطائرة التي تقدر أعدادها بالآلاف، و التي كانت تلف القارة ليل نهار تدمر، وتخرب أي تجمعات!!

كل خطط الإمبراطورية ضُربت في عرض الحائط، بدت و كأنه رمح يتم توجيهه نحو أسوار قلعة بلا ثغرات، لم يعد أمامهم سوى جمع الجيوش الضخمة من المواطنين، و التصدى للمهاجمين وجهاً لوجه بحجة الدفاع عن أراضيهم من الشياطين التي جائت لإلتهامهم.. لكن ضباط فيلق الرياح حرمهم من هذا بأصواتهم التي كانت تدخل كالسهام في قلوب كل مواطني الإمبراطورية، و تدفعهم للعودة لبيوتهم.

بقي في النهاية خبراء الإمبراطورية ضد العفاريت، و قوات عائلة بورتون الخاصة، و من ناحية القوة الفردية، او الاعداد او جودة الأسلحة، خبراء الامبراطورية سُحقوا في المواجهات المباشرة.

“لم أحسب أن الإمبراطورية ستتعرض لمثل هذا الظرف على يدي، لكن هذا هو القدر.. ما حصل قد حصل، الأن علينا إبداء رد فعل مناسب!” تكلم الامبراطور بهدوء، و هو ينظر من الشرفة.

لم ينتظر الإمبراطور رداً من أحد بعد تلك الكلمات، هالته الطاغية التي أصدرها فجأة أرجعت الكلمات لحلق كل الشيوخ الذي كانوا على وشك منعه من أي شيئ متطرف، و ظاهرة غريبة بدأت تحدث..

تجسيد خافت جداً لطائر عنقاء أصفر اللون بدأ بالتجسد وراءه، لكنه كان ظاهر بما فيه الكفاية لدب الرعب في قلوب الجميع، حتى ساكار، و بيلي و غيرهم من الرؤوس الكبيرة في جيش روبين أوقفوا ما كانوا يفعلونه، و وجهوا أنظارهم إلى حيث يقف الامبراطور..

 

 

 

 

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=
12
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x