“لا، لا، أنت فهمت كلامي بشكل خاطئ، مستحيل أن نفشل حتى لو حاولنا ذلك عمداً.” هز بيلي رأسه. ” أعداد القديسين بيننا، و بين الإمبراطورية متساوية تقريباً، لكن لدينا أضعاف أعداد الحكماء، و الكثير منهم حكماء عالين المستوى ايضاً.. حتى بكل المصاعب التي نواجهها سننتصر في نهاية الشهرين، لكن الثمن سيكون باهظ.. باهظ جداً.”

أطلق جابا تنهيدة طويلة عندما سمع هذا، “جيد.. أفزعتني للحظة.”

“جيد؟ ما الجيد في أياً مما قلته؟!” رد بيلي بغضب، ما يزال ينظر نحو جابا للحظة، ثم عاد للنظر نحو القتال الدائر خلفه.

*بووووووووووووووووووووم*

“الجيد ان كل مشاكلك ستُحل إن تجاهلنا موضوع الشهرين، دعنا نُعِد تنظيم كل الخطط لنقلل الخسائر إلى أدنى مستوى، هذه كانت أحد تعليمات مُعلمي على أي حال.”

“أيه؟” إلتفت بيلي نحو جابا، و نظر ببلاهة.

عقد جابا حاجبيه، و سأل. “ماذا؟!”

” تقول يمكننا تجاهل الإنتهاء خلال الشهرين؟ يعني يمكننا التأخر أكثر..؟ هذا غير منطقي.. بعدما أخبرتني بما حدث في ذلك الكوكب نيهاري، و أنه لم يعد جيش ليدعمه هناك كنت أعتقد أن روبين سيريدنا أن نزد السرعة حتى يأخذ جيش العفاريت، و يذهب بهم لنيهاري ليهاجم تلك المنطقة الشمالية..”

“هذا ما كنت اعتقده ايضاً، بعدما عدنا للبوابة في لمدينة يورا كنت سأحاول إقناعه أن لا يفعل ما قلته للتو، لكنه بدى هادئ جداً، و أخبرنا أن نخفف سرعة السيطرة على قارة إمبراطورية اللهب، و نقلل الخسائر، بعدها مشى وحيداً..” رفع جابا كتفيه، و تكلم.
” هادئ؟ روبين كان.. هادئ..؟! و تركتماه يذهب أيها الاوغاد؟!” صرخ بيلي، و كاد يرفس ساق جابا، لكنه خاف أن يؤذي نفسه.

“حقاً؟ هل سنعود لمناقشة هذا مجدداً؟” رد جابا بغضب. ” انت لديك بصمة المُعلم الروحية على أي حال، لو كنت تجرأ هيا حاول التواصل معه لتعرف أين هو و ماذا يفعل.”

“….” صمت بيلي لبضع ثوانٍ، و فمه مفتوح على آخره لا يعرف ماذا يقول، و أخيراً نطق، ” إحم، اذهب انت، و آمون و قودا الدفاع عن أولائك الذين يهاجموننا من الخلف، انا سأركز على مساعدة ساكار في إنهاء الحصار على المدينة، بعدما ننتهي منهم دعونا نتقابل مجدداً لنرى ماذا سنفعل من الأن فلاحقاً.”

“تسك~ هذا ما ظننته..” رد جابا بسخرية، ثم ربت على كتف آمون. ” هيا بنا.”

————

بعد خمس ساعات — في أعلى مبنى داخل المدينة المُحاصرة.

“فيو~ أنهم جيدون جيداً بالنسبة لأشخاص لم يذوقوا طعم الحرب منذ عشرات آلاف السنين، ألا يفترض أن يكونوا غارقين في الملذات، و يهملوا قواتهم؟ هذا عجيب…” جلس جابا على الأريكة، و تمتم، و هو ينظر للسقف.

“أرأيت ما اعنيه؟ لا أعلم ما إن كان بسبب تدريباتهم مع بقية الامبراطوريات، و خوفهم منهم أو بسبب الفخر المتأصل في عروقهم كعائلة امبراطورية، كل شيئ حول إمبراطورية اللهب أقوى، و أفضل بضع مرات مما يجب ان يكون عليه!” أومئ بيلي، و هو ينظر من النافذة نحو البوابة المُدمرة.

“اخي، ما هى خسائرنا اليوم؟” نظر آمون نحو ساكار، المسؤول عن القوات في هذه الحملة، وسأل.

” 26 حكيم، و 437 قديس.” رد ساكار بصوته الخشن المعتاد.” هنالك أعداد مشابهة مصابون إصابات خطيرة، و يحتاجوا لبضع أسابيع من العلاج حتى يتمكنوا من القتال مجدداً، و حوالي 300 حكيم، و عشرة آلاف قديس يحتاجوا لاسبوع من الراحة، و العلاج لمتابعة القتال.”

“اوف…”

ثم تابع ساكار. ” الجيد في الأمر أننا بهذا نكون قد قمنا بتدمير كل قوات الامبراطورية الموجودة في محيط ألف ميل حولنا في كل الاتجاهات، قد نواجه معارك صغيرة، و هجمات من الخلفات كالمعتاد، لكن لن نُصادف معركة اخرى بهذا الحجم إلا بعد عشرة أيام من التقدم على الاقل، يمكننا اعادة إلتقاط أنفاسنا في الطريق.”

عقد جابا حاجبيه بقوة. ” معركة أخرى كهذه بعد عشرة ايام؟ تباً، هذا لا يجب ان يستمر، بدأت أشكر القدر على ما حدث في نيهاري، لو كانت الحرب بدأت هناك، و اضطررتم للإكمال بنفس الوتيرة هنا لما تبقى أحد من جيش العفاريت ليلحق بنا، و بدون قوات العفاريت كان ليتم طحننا في المنطقة الشمالية من نيهاري! ..ماذا ستكون الخطة خلال المرحلة القادمة؟”

“… طالما روبين أعطانا الإذن بالتأخر فيجب ان نستغله افضل إستغلال، علينا حماية مؤخرة الجيش من الان فصاعداً.” فرك بيلي جبهته للحظات، ثم اكمل. ” إقترح أن نُفرق الجيش لأربعة أقسام، فلنقُل تحت قيادتي انا، و ساكار، و جابا، و آمون، و نهاجم المدينة بشكل منظم، و في نفس الوقت بدلاً من المشي بشكل مستقيم لأن هذا يعطيهم فرصة للتجمع من أمامنا و خلفنا، اما التحرك في أربعة إتجاهات مختلفة سيجعلنا نبسط سيطرتنا على القارة بالمعنى الفعلي، و يزيد عبئ المعارك الضخمة.. و إقترح أن نضع فِرق حماية في كل مدينة نغزوها، فلنقل 500 قديس، و حكيمان، حتى يؤمنوا مؤخرة الجيش، و يتولوا رعاية، و تأمين السجناء، و الأبرياء في تلك المدن.”

أومئ كل الحضور، قبل أن يضيف جابا. ” قلت سابقاً ان عموم الناس لا يعرفون بما يحدث، لذا لدي أقتراح، انا أقول ان نرسل أمامنا كل من تدرب على قانون الرياح من العفاريت، و يعرف لغة هذا العالم ليستخدموا قانون الصوت الثانوي، و يخبروا الجميع بما حدث في أرض السلف، و أننا معنا الحق في هذا الهجوم، و لسنا مجرد شياطين جئنا لنأكلهم، ربما هذا يخفف من حدة دفاعهم ضدنا.”

“اقتراح جيد، لكن لا يوجد الكثير من العفاريت يتدربون على قانون الرياح، و يعرفون لغة العالم في نفس الوقت..” تكلم مورين.

طرقع بيلي بإصبعيه و تكلم بحماس. ” لا مشكلة، السفن التي صممها روبين يمكنها أن تقطع المسافة ذهابا، و إياباً لقارة السلف خلال 3 أشهر فقط، يمكننا أن نرسل السفن لجلب فيلق الرياح لعائلة بورتون من قارة السلف، بل يمكننا جلبهم كل آل بورتون لمساعدتنا!”

“جيد، يمكننا ايضاً جلب المزيد من العفاريت لتعويض القتلى، و تقسيم المزيد من الجيوش.” ساكار أومئ على هذا الاقتراح.

“ممتاز.. إذاً لدينا 3 أشهر على وصول التعزيزات، يمكننا خلالهم تقوية مؤخرة الجيش، و تعزيز سيطرنا على الاراضي التي سيطرنا عليها بالفعل، و يمكننا إكمال الغزو في جنوب، و شمال، و غرب القارة ، و أثناء هذا نحاصر منطقة شمال شرق القارة التي تحتوي على العاصمة حتى يصل الدعم، بعدما يصل سنُكمل طريقنا من جميع الجهات حتى نصل للعاصمة و نحاصرها فعلياً حتى تسقط.. أهنالك اعتراض؟”

نظر الجميع لبعضهم لبضع ثوانٍ بعدها تكلموا في نفس واحد. ” موافقون.”

 

 

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=
12
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x